قصة حكاها احد الأخوة الذين يعملون بالخليج ، وتقول القصة والعهدة على الراوي ان احد السودانيين ، دخل إلى غرفة الطوارئ بإحدى المستشفيات الخاصة بالخليج ، وان الطبيب قد قام باللازم ، ولكن كان هذا المريض يحتاج إلى بعض الأدوية ، فقد أعطى الطبيب الممرضة الوصفة الطبية ( الروشته ) وقال لها اذهبي الاستقبال وأعطيها أي سوداني وقولي له أن هنالك سوداني بالطوارئ يحتاج هذا الدواء ، فقامت الممرضة بتنفيذ التوجيهات ، وقابلت أول سوداني لتسلمه الوصفة ، ومن ثم لم يتردد السوداني في استلامها وسرعة الاستجابة وشراء الدواء وتسليمه للممرضة ، وعيادة المريض ومن ثم الذهاب الى حال سبيله ، بعدها سألته الممرضة أن كان يعرف المريض أم لا ، فعلمت منه انه يراه للمرة الأولى . الكل يعرف الشعب السوداني ، بأنه شعب يهب في وجه الكوارث الطبيعية ، ويهب لنجدة من يحتاج الى نجدة دون أن يعرفه ، أو يعرف مكان إقامته ، أو يشاركه المدينة أو الولاية ، ناهيك عن مكنونات القصة السابقة والمتصدرة لصدر هذا المقال . أحداث السيول والفيضانات الأخيرة ، والتي اجتاحت أماكن واسعة من بلادنا الحبيبة ، والتي صاحبها من الأحداث ما صاحبها ، والتي كانت مثارا للجدل السياسي والإعلامي ، وقد كتبت مقالا عن شباب نفير ، وامتدحت دورهم ، ولكنني استغربت لموقف الحكومة ، تجاه هذه المجموعة المسماة ( نفير ) والتي واجهتها باعتقال بعض أفرادها كما ورد ببعض الوسائط الالكترونية ، وطالبتها ثانيا بالتسجيل كمنظمة طوعية لمواصلة نشاطها . إن ما حدث من انشقاق بين الوسائل الإعلامية من حكومة ومعارضة يأتي بسبب دعوات أهلنا الطيبين الذين لا يعرفون لا حكومة ولا معارضة إنما فقط يطلبون الستر ، من الشمس والأمراض وما أصابهم وهم أكثر إيمانا بان ذلك ابتلاء من الله سبحانه وتعالى ، فتوالت بعد نفير باقي القوى السياسية من معارضة خشنة وأخرى ناعمة ، كزبدة الفول السوداني الناعمة والخشنة ، والمسكرة والمملحة والعادية . لدعمهم والوقوف معهم ولو أمام عدسات الكاميرات . وللعلم ونتيجة لما تقدم من أخلاق السوداني ، فان هنالك قطاع كبير ممن قام بإغاثة الأهالي لا ينتمي لأي حزب من الأحزاب السياسية ، ولا يعرف معني عمله إلا من اجل إغاثة الملهوف ، ومساعدته ، وبعضا آخر يريد مرضاة الله والوقوف مع الضعيف ومساعدته سواء عينيا ، أو ماديا أو أي نوع من أنواع المساعدات . سقط إعلام المؤتمر الوطني وأجهزته في اختبار السيول والأمطار ، أو قل ابتلاء السيول والأمطار ، فهو لم يستطع التحرك السريع ، لتولي ذمام المبادرة ، كما انه لم يستطع سرعة التحرك لمواجهة السيول وإنقاذ العديد ممن يحتاج إلى مساعدة ، وهنا ترك الأمر مفتوحا لكل القوى الأخرى التي تعمل سواء من اجل المواطن ، أو من اجل أي مصلحة أخرى . جاء شباب نفير ، وبرزوا في الساحة ، وكانوا حضورا ، فقامت عدساتهم بتصوير ما حدث ، وقاموا بتوضيح الصورة القاتمة والمظلمة ، لأهلنا الكرام وهم في العراء ، مع غياب كل مؤسسات الدولة في ذلك الوقت ، مما أدى إلى ازدياد غضب الجهات الرسمية ومحاولة ، إيقاف هذه الصورة ، ومما زاد الأمر سوءً ، إن بعض القنوات الإعلامية ، أخذت مصادرها من شباب ( نفير ) إن كانوا منظمين أو غير منظمين ، فقد كانت عدساتهم هناك ، وكانت عدسات كاميرات القنوات الفضائية هناك لتجدهم غير غيرهم .وان الحكومة وأعلامها لو كانوا هناك لوجدتهم هذه القنوات . سقط إعلام المؤتمر الوطني في الامتحان ، كما سقط ويسقط كل يوم ، ونضيف هذا إلى اعترافات السيد على عثمان محمد طه عن الإعلام ، وسقطت حكومة المؤتمر الوطني في مجابهة هذه السيول ، وأوضحت إن إمكاناتها اقل بكثير ، عن هذه الكارثة ، ولكن رغما عن ذلك فهي ليست في حاجة لإعلان الخرطوم منطقة كوارث ، لدخول المنظمات الأجنبية للسودان عبر بوابة الإغاثة ، وفشل شباب المؤتمر الوطني رغم محاولاتهم الكثيرة والمتكررة أخيرا بعد أن فرضت نفير نفسها على الساحة ، لاجتذاب عدسات الكاميرات ، ولو عبر ( نفير ) ورغم كل هذه المرارات والفشل المتتالي فلا احد يستجوب احد . لك الله يا بلدي .... فتح الرحمن عبد الباقي 16/08/2013م [email protected]