بعد كارثة السيول والأمطار التي حلت بالسودان وضربت ولاية الخرطوم، ومعظم ولايات السودان وأحدثت بها خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات والتي بخلت فيها حكومتنا بتسميتها كارثة , وبينما أهلنا يعيشون في العراء يفترشون الماء ويلتحفون السماء من جراء الكارثة وهم في حاجة ماسة إلى خيام وماء نظيف وطعام ودواء وفي حاجة إلى من يواسيهم في موتاهم ويخفف مصابهم, أقامت وزارة الدفاع السودانية في هذا الأسبوع احتفالها السنوي بعيد الجيش الذي حضره رئيس الجمهورية المشير عمر البشير القائد الأعلى للقوات المسلحة السودانية , مع وزير دفاع حكومته عبد الرحيم محمد حسين وكبار ضباط القوات المسلحة فغنوا ورقصوا وردحوا والناس في حالة يرسي لها بسبب السيول والأمطار . في نهاية الحفل وزع وزير الدفاع الكؤوس على الوحدات الفائزة والضباط والجنود ومع كل كأس ظرف مليء بالمال . بالله شوف عدم النظر من المدافع بالنظر. أولا كان يجب أن يلغى هذا الاحتفال السنوي تضامنا مع أهلنا المنكوبين من جراء الكارثة . ثانيا تحويل ميزانية الاحتفال كاملة لصالح المتضررين . ثالثا تحريك الجيش لضباطه وفنييه وجنوده وآلياته لمعاونة أهلنا المتضررين بدلا من احتفالهم ورقصهم وذهاب هيبتهم التي لم يبق منها شي في نظري . فكيف نعني له الحارس مالنا ودمنا جيشنا جيش الهنا. وهو فعلا جيش الهنا والسرور , فبعد كل هذه الإخفاقات والميزانية الضخمة لديكم الجرأة لترقصوا ؟ أليس فيكم رجل رشيد في هذا الأسبوع أيضا كان مقررا قيام ملتقى الإعلاميات السودانيات المهاجرات بإشراف جهاز شؤون السودانيين العاملين بالخارج بالخرطوم وقبل موعد افتتاحه قام السيد رئيس الجهاز الدكتور كرار التهامي بإلغاء الاحتفال وتحويل ميزانيته لإغاثة أهلنا المتضررين بعموم السودان وخيرا فعل . فأيهما أعقل رئاسة الجيش أم رئاسة المغتربين ؟!!!! عبدالله أحمد البروف [email protected]