بسم الله الرحمن الرحيم إرفعوا أيديكم عن شباب حملة " نفير" لقد أثلجت صدورنا بحق لما سمعنا أن ثلة من شبابنا قد نذروا أنفسهم لاغاثة منكوبي الأمطار والسيول بالطعام والكساء والمأوي والاسعافات الأولية ، وإزددنا فرحا لما علمنا أن هناك الكثيرين من الخيرين في هذا البلد قد تبرعوا بكل بسخاء لمساعدة المنكوبين ، وعاد الينا اليقين بأن هذا البلد لا زال علي عهده ، لم يفقد شعبه نواصي الخير ، بل رأيناهم يسارعون به بكل تجرد ودون من أو فضل من أحد. علي الجانب الآخر ، كنا نراقب موقف هذه الحكومة الفاشلة التي أثبتت علي مدار الأربعة وعشرين سنة الماضية أنها أكبر مهدد لأمن السودان ولمستقبله ، كيف ستتصرف تجاه محنة الأمطار السيول وهي المسئولة عن تخطيط المدن وخدماتها !!. للأسف ، ربما كانت النتيجة متوقعة نوعا ما ، فقد ثبت أنها لا تعرف ما يسمي بقواعد التخطيط العمراني المستقبلي ( Urban Planning Basics)فلم تلتزم بأسس ومعايير بناء الطرق والجسور ومصارف المياه ووضع الخطط الإسكانية بكل خدماتها مع الأخذ في الاعتبار عاملي الموقع والطقس لكونهما العاملان المؤثران والمتأثران بحدوث الكواراث . عقب حدوث كارثة الأمطار والسيول وضح جليا أن الحكومة كانت ترقد "قفا" لا لشئ إلا لأن الضرر لم يصلها شخصيا ، ولكن العجيب في الأمر أن هذه الكوارث فضحت الحكومة ، من سوء إدارة ، الي تخطيط عشوائي ، وكأنه ديكور مسرحي سينتهي بانتهاء المسرحية ، فاقتلعت الجسور ، وتهدمت الطرق ، وغرقت المنازل ، وثبت أن كثيرا من المواقع الاسكانية المخططة والموزعة لا يصلح للسكن الآمن اصلا ، كما أن المواد الداخلة في البناء والتشييد لم تكن غير مطابقة للمواصفات أو ملعوب في مكوناتها!. وبسبب سوء التخطيط أو قل ، هذا الجهل ، كانت النتيجة كارثية في مناطق عدة من البلاد ، ذاقت الخرطوم العاصمة وضواحيها نصيبا منها. ولعلنا أن نذكر ، ومنذ حدوث الكارثة ، أن ردة فعل الحكومة كان متراخيا في البداية ، ثم تحولت الكارثة إلي رأي سياسي : من نساعد من المواطنين ، ومن لا نساعد من الغرباء القاطنين في المناطق العشوائية؟ حملة نفير هم من شباب من المعارضة!! لا ينبغي لهم العمل الا تحت إشراف الحكومة... الي آخر هذه الترهات!!. حسب ما علمنا من المصادر الإخبارية أن العديد من شباب حملة نفير قد واجهوا الكثير من المضايقات والاعتقلات ، لا لشئ إلا محاولة مساعدة المنكوبين من الناس مما يهدد توقفهم عن العمل وإذا كانت الحكومة تسعي الي إخراجهم من ساحة العمل الشعبي فهي بذلك تكتب علي نفسها صك إدانة جديد من الفشل ، لكونها تمنع حتي فعل الخيرات وتحجم من قدرات العمل الطوعي الشعبي وتحد من مجتمع يحاول إحياء سنة التكافل والتراحم فيما بينه . علي خطي حملة نفير بالخرطوم ، كون شباب حي النهضة بالتعاون مع أحياء الدمازين الأخري بولاية النيل الأزرق حملة لمساعدة المتضررين من السيول والأمطار وهذا إن دل علي شئ فإنما يدل علي أن شباب سوداننا بخير ، وإنهم لقادرين ، بامكاناتهم المحلية البسيطة ، علي مواجهة كل الصعاب ، مهما كانت المحن ، ومهما كان القهر. إنني لأضع وسام الشرف والوطنية علي صدور أبناءنا وبناتنا من شباب حملة نفير وغيرها وأدعوا الله لهم بالتوفيق والسداد فيما تطوعوا من أجله وأشد من أزر كل من حاول النهوض بهذا البلد أيا كان دينه أو لونه السياسي وليعلم الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون . الدمازين في :23/08/2013م. محمد عبد المجيد امين ( عمر براق) [email protected]