بسم الله الرحمن الرحيم رعاية المولى في ظل همجية الدولة هكذا بوسعي أن أبتدر هذا المقال الذي أكتبه في نفس اليوم الذي شاهدت فيه بأم عيني ما يؤكد همجية من يتولون أمر هذا الوطن , ففي مدينة رشاد المرتمية بين أحضان الجبال في ولاية جنوب كردفان و لليوم الثاني على التوالي و أنا و زملائي المعلمين و بمعية الطالبات و كل أهل المدينة تقريباً ظللنا نتابع حركة الطائرات المقاتلة من ماركة (ميج الروسية) التي تعتمد عليها حكومتنا في ضرب أبناء جلدتنا – و هي تحلق في الفضاء و تتربص بالقرى المجاورة للمدينة , فبالأمس الأربعاء الموافق 28/8/2013م شاهدنا هذه الطائرة و قد حلقت فوق مدينة رشاد ثم إتجهت إلى الإتجاه الشمالي الغربي حيث توجد مجموعة من القرى التي تقطنها قبائل تتبع لقبيلة تقلي مثل ( كجاكجا و ترجك) و التي نعرف أنها تندرج تحت القبائل النوبية التي لا اعتبار لها في خارطة العنصرة البغيضة في هذا الزمان الحالك ,و بعد لحظات و قبل أداء صلاة الظهر بثواني سمعنا دوي إنفجار ضخم أدى إلى هزة قوية ثم تبعته سحب دخان تصاعدت من نفس الإتجاه فأيقنا بعدها بأن هذه الطائرة قد ألقت بشيء من باطنها على أهلنا الطيبين و هم يحرثون الأرض و يرعون بهائمهم و قد أشفقنا كثيراً على كل من يقطن أو يعمل في تلك المناطق و لكن لحسن الحظ أتانا الخبر اليقين بأن القنابل الملقاة لم تصب أحد بأذى أما صوتها و الرعب الذي سببه فقد صار شيئاً معتاداً , أما الشيء المحير و الذي يدور في أذهاننا حتى الآن ما السبب في ذلك ؟ أهو المعتمد الفاشل الضار الذي رفضه أهل البلد لعنصريته النتنة و هو يحزم أمتعته ؟ أم أن السبب الحادث الذي تعرض له نفر من قبيلة البقارة في الطريق بين مدينتي رشاد و العباسية من قبل مجموعة مسلحة مجهولة ؟ أم هناك سبب آخر لا نعرفه , على العموم ظللنا نتساءل حتى صباح اليوم التالي و الذي نسجت فيه هذه الأحرف بتاريخ 29/8/2013م و الذي استمر فيه العرض العسكري في أجواء محلية رشاد المدثرة بالغيوم و الرذاذ و اعتبرنا الأمر مجرد تسلية من قبل قواتنا الجوية التي ( غلبها زوجها و أصبحت تؤدب في حماها ) عندما تجابنت حيال الاعتداء الصهيوني على مصنع اليرموك و من قبله طريق بورتسودان – و قد سمعنا أيضاً عدة إنفجارات في المناطق التي يعتقد سادتنا و كبراؤنا أن الحركات المتمردة تختبيء فيها إما زوراً أو تغافلاً و بعد إنتهاء اليوم الدراسي وردتنا أخبار بأن تلك الطلعات الجوية قد أسفرت عن إصابة و قتل و جرح قطيع من الأبقار قرب منطقة تسمى (تنديمن) شمال غرب مدينة رشاد و قد نجا الراعي بأعجوبة أو برعاية المولى كما ذكرت في عنوان المقال و قد تساءلنا كثيراً عن السبب في هذه اللامبالاة التي تتعامل بها حكومتنا الراشدة وكل ذلك في ظل وجود كتيبة عسكرية تابعة للقوات المسلحة ظلت لفترة طويلة متواجدة في المحلية و عرفت تماماً طيبة و دماثة خلق أهل رشاد و تقلي عموماً و قد إندمج أفراد القوات المسلحة التابعين لهذه الكتيبة في هذا المجتمع لدرجة الإنصهار و لدي شخصياً عدد من الأصدقاء منهم و قد أحبهم أهل المنطقة كثيراً و أحبوا أهلها للدرجة التي ظللنا نتمنى فيه إطالة أمد إقامتهم بيننا بالرغم من أن أفراد هذه الكتيبة و قبل قدومهم إلى مدينة رشاد قد أعطوا إنطباعاً سيئاً و فكرة بطالة و باطلة عن أهل المنطقة غير أنهم اكتشفوا عكس ما هو في أذهانهم الشيء الذي جعلهم يكنون كل الاحترام و المحبة لأهل الدين و مكارم الأخلاق – على العموم هذه القوة العسكرية من ضمن مهامها التعامل مع القيادة العامة و إعطاء إشارات بأي تحركات و طلب الدعم العسكري سواء أكان جوياً أم برياً غير أنه يبدو أن هنالك جهة خفية تعطي قيادة القوات الجوية أنباء و إشارات كاذبة عن أهل تقلي و رشاد في هذه المناطق كما حدث أثنا اعتصام أبناء رشاد حينما أعطى ما يسمى بالمعتد المنبوذ أخبار خاطئة للقيادة بأن أبناء رشاد قد تمردوا و احتلوا مركز الشرطة الشيء الذي جعل طائرة ( الأنتينوف) تحلق فوق رؤوسنا في اللحظة التي كان العميد / فتحي عربي معتمد محلية العباسية يخاطب المواطنين و بلطف الله تعالى لم يحدث ما كان متوقع من قبل ذلك البغيض , على العموم يبدو أن هذا المعتمد المخلوع يعمل بقدر الإمكان على خلق فتنة في هذه المنطقة لكن المولى عز وجل أقوى و أرحم منه و من جهابذته و أولي نعمته الذي يعطونه آذاناً صاغية و طاعةً عمياء في تخبطه الأرعن , و في رأيي إن لم يفطن من يهمهم الأمر أو المناط بهم إلى مثل هذه الإنتهاكات و لم يتداركوا الأمر فهذه مدعاة إلى مآلات وخيمة العواقب , حفظ الله المواطنين الأبرياء في ظل هذه الشرذمة المتربصة بالبساطاء من أهل السودان الأصليين . عمر الريح عبد الرحيم رشاش مدينة رشاد الخميس 29/8/2013م [email protected]