الحديث عن الدعارة يطول واتهام الطالبات بها تكرر كثيراً فقد طالعنا: وضعت السلطات الأمنية يدها على عدد من شبكات الدعارة المنظمة بالخرطوم تقودها مجموعة من النساء القوادات. وكشفت المعلومات الأولية عن شبكة خطيرة تعمل في تجارة الدعارة وترويج الرذيلة وسط الأجانب والبعثات الأممية والدبلوماسية، وأبلغت «الإنتباهة» مصادرٌ مؤكدة، عن كشف مخطط تموله جهات لم تفصح عنها تستهدف تفكيك المجتمع السوداني وإشاعة الرذيلة بين الشباب ووسط الجامعات، والتركيز على بعض الأحياء الراقية بالخرطوم. وأشارت معلومات المصادر إلى استهداف الشبكات لطالبات الجامعات عن طريق الاستدراج بواسطة قوادات وسيطة من داخل الجامعات يستخدمن حبوب الهلوسة المخدرة «الخرشة» فيُدمنَّ ومن ثم يتم تسليمهن لزعيمات الدعارة المنظمة. ورصدت تحريات السلطات لأوكار فخيمة وسط الأحياء الراقية بالخرطوم تُدار برؤس أموال كبيرة تصل المليارات. ونقول ان ثورة التعليم العالي التي دفعت بالطالبات الى الحضور للعاصمة أخطأت وعلى الوزارة قبول كل طالبة بولايتها ولا يسمح بالانتقال الى جامعات العاصمة إلا بشروط. ونضيف ان شبكات الدعارة وعمليات التنصير تستهدف الفئات الفقيرة وتعالوا نطالع حالة الفقر وما ينتظرنا في الغد القريب: حذَّر خبراء من تفاقم حدة الفقر في البلاد، وطالبوا إبان ورشة المسودة الأولى للورقة القطرية للمشاورات حول أجندة التنمية لما بعد عام 2015م، الحكومة بسرعة تقديم المعالجات للحد من اتساعه، وحددت الورقة أن نسبة الذين يعيشون تحت خط الفقر بلغت 46.5%، وأشارت إلى ارتفاعها في السودان بالمقارنة مع الدول الأقل نمواً، مشيرين للجهود التي بذلتها الحكومة في ارتفاع نسبة النمو. وقال الخبير الاقتصادي مكي ميرغني عثمان في الورشة الاسبوع الماضي إن اتساع نسبة الفقر يرجع إلى النزاعات والحروبات وتراكم الديون الخارجية وعدم معالجتها والعقوبات التي تفرض على السودان، لافتاً إلى أن هنالك تفاوتاً بين الولايات في التنمية. ان مشكلة تنمية الولايات ظلت لعنة تطاردنا منذ الاستقلال ولم نجد لها حلاً مما دفع بعض الجماعات التي كانت تنادي وتطالب بتنمية مناطقها إلى التحول لاحزاب سياسية ثم لجماعات مسلحة متمردة تحاول الحصول على مطالبها بالسلاح. اننا ننظر الى السودان على انه العاصمة وهذا اكبر خطأ! اننا لم نهتم بالحكم الإقليمي وحتى حين طبقناها تحول دعم المركز الى حكومة الإقليم بدلاً من ان يصل الى مواطن الإقليم لذا حدث التوسع في حكومات الأقاليم بل انتقل معظمها الى العاصمة وصار يدير الاقليم من مناطق السكن الحكومي الفاخر او الفنادق. هذا كله يقود الى الانحراف ويقود الى استغلال فقر الطالبات وهن في مقتبل العمر ولهن أحلام وأمنيات فشلت الدولة في تحقيقها فصرن عرضة للتنصير والمخدرات واخيراً الى وسيلة كسب غير مشروع هي الدعارة. إننا قبل ان ندين الاخرين الذين استغلوا الظروف التي أتحناها لهم علينا ان نصحح أخطاءنا ونبحث عن الأسباب فان القوانين وحدها لا تكفي ولا توفر المعلومات يكفي ولا التصريحات تكفي. علينا كشف الأسباب ثم تحرير وصفة العلاج. والله من وراء القصد د. عبداللطيف محمد سعيد [email protected]