تعليق خاص على ما قيل (4) Updated On Sep 4th, 2013 خريف السودان ،، خريف الغضب ،، أو قصة موت معلن تقرير صحفي مدرج ضمن المضحكات المبكيات }حكاية المطرة مع بيوت الطين تاريخياً في السودان، وساقية الرعد المدمدمة والمدورة سنوياً وتعامل المسؤولين مع وحل الخريف وانبهام اللغة عندهم فضلاً عن تصريحاتهم المتناقضة والهاربة للأمام، وارتفاع نسبة ضحايا السيول في أوساط الفقراء والأسر المعدمة، وفي ذات الوقت تناقص المعلومات حول من ماتوا سنبلة ولسان حالهم يشهد قائلاً وهو يشهر سبابته نحو مسؤول ما :( ثم ألقى بي في اليم وقال لي إياك إياك أن تبتل بالماء) إضافة لكيفية تعامل الحكومة ونافذيها الذين يدسون المحافير من العيال المشمرين عن سواعدهم تلبية لنداء " يا بو مروة " وتداعيات أحداث الفيضانات، التي جلبت هموماً ثقيلة أضحت للناس كجلمود صخر حطه السيل من علٍ، وتسمع صرخة وتسمع آهة وتسمع نمة وتسمع "أوردولوب" والدنيا مبشتنة ظاهر وباطن بينما تلفزة النظام تغني على ليلاها وتدندن "الدنيا منى واحلام ،، يا سلام" هذا فضلاً عن المضحكات المبكيات التي يبرزها هذا التقرير{:- رصد: حسن الجزولي (6) تراجع واعتراف وأمام حجم (الأزمة) التي واجهها المواطنون في أجزاء متعددة في البلاد، كان لابد أن ينحني المسؤولين في قمة أجهزة نظام الانقاذ والمؤتمر الوطني للعاصفة حتى تمر، فها هو والي ولاية الخرطوم – وعلى استحياء - يقر صحفياً بقصور الحكومة إزاء تنبيه المواطنين من مخاطر مقدم الفيضانات للحيلولة دون تعرضهم للغرق. وأنها لم تنبه المواطنين بمخاطر الفيضان، وكان من الممكن أن تتفاداه، بل أن سيادته مضى أبعد من ذلك معترفاً: " حجم السيول والامطار التي ضربت الخرطوم حوالي 2 مليون متر مكعب ولولا وجود شبكات تصريف لكان الوضع أسوأ من ما كان"، وحسب صحيفة الصحافة بنفس التاريخ، فقد إضطر د. مندور المهدي نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني الحاكم إلى الإشارة لنسبة السيول والأمطار التي ضربت الولاية وألحقت أضراراً بالغة بأنها " تقدر ب 2 مليار متر مكعب وهي تعادل تُسع حصة السودان من مياه النيل". (7) الهَبْرو ملو:- وما هو أغرب من أي تصور هو موقف النظام وأذرعه التنفيذية من المبادرات الأهلية في محاولات درء المخاطر عن المواطنين المعدمين الفقراء وذوي الحاجة، فقد ووجهت مبادرة "نفير" ومنذ المفتتح بالمحاربة ووضع العراقيل أمامها، وتمت محاولات لإجبارها على الانسحاب عندما بدأ الحديث حول أن "نفير" تعتبر منظمة غير مسجلة، وفي أحيان أخرى تمت محاولات لإفشال مساعيها حينما صرح مسؤول حزبي كمندور المهدي قائلاً:(إن "نفير" تعتبر ضمن واجهات الحزب الشيوعي) ظناً منه أن ذلك ينفر الناس منها، رغماً عن أنه لا دراية لنا حتى الآن، كيف ولماذا يجهد الحزب الشيوعي السوداني نفسه ليقيم فعالية جماهيرية بهذا الحجم المؤثر تحت لافتة أخرى بعيداً عن إسمه وشخصيته الاعتبارية وهو حزب مسجل وعلني وله تاريخ وطني مشرف ودور ومركز وإسم في الشارع السوداني، ثم وهكذا، فأمام دهشة الناس بدأت التصريحات المتضاربة تترى، حيث أفتى أحد القيادات الشبابية لحزب المؤتمر الوطني بأن:( "نفير" هي في واقع الأمر تمثل القواعد الشبابية لحزب النظام الحاكم) وتهكم حول: كيف ومن أين للشيوعيين مثل هذا العدد وعضويتهم لا تتجاوز حمولة حافلة، حتى برزت فضيحة نهب الإغاثة التي وصلت من خارج البلاد، فها هو نائب حزب المؤتمر الوطني – وحسب المصادر التي نسبت الخبر - يعترف بنفسه في الصدد بتسرب " بعض المواد الإغاثية للأسواق" حينما عزا سبب عدم وصول الإغاثة لمستحقيها " لطريقة التوزيع". وكانت كثير من الجهات المهتمة – سيما مواقع السودانيين بالشبكة التقنية - قد أشارت لتسرب كثير من المواد والمؤن التموينية التي وصلت البلاد من بعض الدول للسوق، بواسطة قنوات التوزيع التي تحتكرها الحكومة وحزب المؤتمر الوطني الحاكم، خاصة تلك التي وصلت من دولة قطر. علماً أن النظام منع منعاً باتاً عمل ونشاط بعض منظمات المجتمع المدني السودانية والاقليمية والدولية من ممارسة أنشطتها بالبلاد، عدا عن كل تلك التابعة له، علماً بأن مصادر موثوق بها عبر شبكات التواصل بالانترنت تحدثت عن نهب الإغاثة التي وصلت البلاد ومن بينها لا حصراً، الإغاثة القطرية ، من داخل مطار الخرطوم. وأن السرقات شملت "المولدات الكهربائية ومضخات سحب المياه والأغطية والبطاطين والخيام، الأمر الذي حدا بإحدى المواطنات حسب المصادر المشار إليها لتصرح قائلة :( لو المنظمات دايره تعمل العمل دا لوجه الله ما تدوا المساعدات لناس اللجان الحرامية ديل) وكذا التكتم الذي لازم الإفصاح عن وصول ماتم استلامه من المعينات الخارجية، في مقابل تلك الشفافية عالية الرصانة التي ألزمت بها كثير من المنظمات الأهلية االصادقة مع نفسها، بحيث كان أبرزها "نفير" عندما ألزمت نفسها بالإعلان الفوري عن ما تستلمته من أموال ومواد تموينية وغيرها، وفي الصدد سجل مصدر من مصادرنا وهو من غمار المواطنين الذين قلوبهم ومشاعرهم ومصائرهم وسيظلون مع البلد ومصائر وناس البلد قائلاً:( شوف عيني ما جابوهو لي ،، في أرض المعارض ببري، حاجات إغاثة مردومة للسقف في الصالات، وحرس وناس حيكومة واقفين بشيلو ويختو، شي مراتب وشي خيم وشي كتير تاني ما بعرفو،، يا ربي الشغل ده جا من وين وقاعد يمشي وين) يتم أكثر من ذلك في ظل غياب وصمت مطبق بالنسبة لكثير من المنظمات المنسوبة للنظام وحزبه، فعلى تعدد أسماء منظمات " خيرية وإنسانية " أبرزها منظمات تتبع للنظام، كأم المؤمنين لحارستها السيدة فاطمة حرم رئيس الجمهورية، سند الخيرية لأمينتها السيدة وداد الزوجة الثانية لسيادة رئيس الجمهورية، معارج الخيرية ومديرها محمد حسن أحمد البشير أحد أشقاء رئيس الجمهورية، والإصلاح والمواساة وما أدراك ما هي تلك " المواساة والإصلاح " خاصة مع صورة أمينها العام المتداولة بالانترنت، فضلاً عن هيئات دعوية أخرى كحسن الخاتمة وهيئة علماء السودان، والرابطة الشرعية لعلماء المسلمين، وتلك التي تعتبر بمثابة أفرعاً وشِعباً للحزب الحاكم، كمنظمات طلابية وشبابية ونسائية ودفاع شعبي وهلم، دون نسيان فضيلة شيخ "حسبو" النائب البرلماني بمجلسهم الوطني، والذي لا يترك شاردة أو واردة بخصوص المرأة والفتاة والصبية والطفلة السودانية ووضعها في المجتمع السوداني، دون أن يتحدث عنها، ولا ندري الآن كيف فات عليه التعليق حول نشاط فتيات سودانيات إنتظمن في مسيرة "المجاهدات" لانقاذ الناس من وهدة هذا الضياع، جراء كوارث الفيضانات الأخيرة دون الهجوم المقذع عليها كما تخصص في نقده. نقول أن من بينهم جميعاً وعداهم أجمعين، برزت " نفير" وآخريات ونهضت ونهضن، كالعنقاء من الرماد. الميدان