(1) المتابع للاحداث في ولاية شمال دارفور يستقرأ المرء بان هنالك إختلال كبير في الطريقة التي تمارس بها دفة الولاية ولا احد يستطيع ان يجهر بالحق لانه سوف يتم إبعاده من قبل الوالي كبر الذي يحكم الولاية لقرابة العشر سنوات حيث تمكن من خلق جيوب و أشخاص يقومون بتبادل الادوار فيما بينهم من حيث التمجيد بالوالي وذهبوا اكثر من هذا و سمي الوالي كبر بالخليفة السادس و هتفوا بحياته وهذا انما يدل على العقلية التسلطية التي تدار بها الولاية. في مؤتمر الحركة الاسلامية الثامن التي انعقدت العام الماضي بقاعة الصداقة وعندما كان اللواء الدكتور الطيب سيخة يتراس الجلسة التي تدور حول انتخاب امين الحركة الاسلامية من المؤتمر العام ام من هئية الشورى أعطي احد المشاركين فرصة للإدلاء برايه فكان صاحب الراي هو الاخ معاذ فقام الرجل دون مواربة ودون احترام للعقول المؤتمرة بمدح الوالي عثمان كبر بانه الخليفة السادس و ان كبر جنده بالحركة الاسلامية ذاك الحديث وجد إستهجانا" من الحضور لانو الناس في شنو و الحسانية في شنو؟ لكن الامر كان مقصودا". (2) قبل الاجابة على سؤالنا هل يحتاج ولاية وسط دارفور الى أمثال الشيخ موس هلال؟ نود ان نحلل الظروف التي ادت الى التراشق الاعلامي بين الوالي عثمان كبر و الشيخ موس هلال لعله يكون مدخلا مفيدا" لنا في ولاية وسط دارفور . المراقبين السياسيين للاوضاع بولايات دارفور يدركون تماما بان السلام المستدام يصعب تحقيقه في الاقليم المنكوب وليس ذلك لعدم جدية الدولة و الحركات المسلحة ولكن لوجود مصالح ذاتية و اثنية لاعضاء المؤتمر الوطني و المرتزقة من بعض حاملي السلاح اللذين نسوا الوطن و مصالح العباد ولجأوا الى التنافس القبلي البغيض الذي اهدر سفك الدماء بين القبائل فما شهر يمر و إلا حدث نزاع قبلي في احد الولايات الخمسة لدارفور تعقد مؤتمرات للصلح القبلي ولكن سرعان ما تتجدد الاحداث بصورة اكثر دموية من ذي قبل وهذا يعود لفقدان هيبة الدولة التي لا حول و لا قوة لها قوات الشرطة ضعيفة تهاب المواجهات مع قوات حرس الحدود الذين يشكلون الحدث الهام في مسرح الاحداث بالاقليم حيث وجد في اكثر من نزاع بطاقات لقوات حرس الحدود و الاحتياطي المركزي. وهذا ناجم عن التدافع القبلي بين القبائل التي اصبحت تقتتل بدون اسباب واضحة او منطقية. (3) الشيخ موس هلال رغم اختلاف الناس حول دوره في النزاع المسلح بين الحركات المسلحة و الحكومة وانه كان يمثل دور القائد الاعلى للجنجويد و ان منسوبيه مارسوا أشد صنوف التنكيل باهل دارفور وانه مطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية الأ ان للرجل محاسن اخرى يجب علينا ان لا نكرها الا وهو الجهر بصوت الحق في وجه الحكومة الاتحادية التي لا تريد صوت الحق يعلو من ابناء دارفور خاصة عند الحديث عن التنمية و المشاركة السياسية الحقيقية. جهر الشيخ هلال في وجه الوالي كبر اعتبرها في حد ذاتها شجاعة منقطع النظير هو الاخ الكاتب ابراهيم بقال الذي نقرأ كتاباته في جريدتنا المفضلة الراكوبة. ان تهجر بالحق ليس عيبا" ولكن العيب يكمن في تصفية الذين يجاهرون بالحق و إبعادهم من المسرح السياسي و الاجتماعي. ما حدث بين الوالي كبر و الشيخ هلال اعتبره مرحلة من مراحل الشفافية ولكن اعيب للشيخ هلال التجريح الذي سمعته من الشريط المزعوم له في موقع اليوتيوب الالكترونية, ليس من أدب الرجال و الحكماء شتم الاخرين و نعتهم باولاد الحرام و تهديد المعتمدين بالتصفية اذا هم رجعوا الى محلياتهم. فالخلاف بين الوالي كبر و الشيخ هلال اعتقد يكمن في دور كل منهم في احداث جبل عامر حيث يتهم الشيخ هلال الوالي كبر بالضلوع في احداث المجزرة بين البني حسين و الرزيقات و ايا كان صحة او عدم صحة الاتهامات الموجهة الى الوالي كبر الا اننا نستقرأ بان الشيخ هلال لم تعجبه تدخل الولاية في حسم قوات حرس الحدود الموالين للشيخ هلال و ضربهم بالطائرات و بالتالي اعادة توازن القوة بين القبيليتين حيث يرى الشيخ هلال بان قواته تعتبر قوة ضاربة لا يستطيع احد التنكيل بها. (4) الاخ عثمان كبر رغم اختلاف الناس حول طريقة اداءه في الحكم الا ان للرجل محاسن كذلك فقد استطاع الوالي كبر ان يجعل ولاية شمال دارفور حاضرة لولايات دارفور ابان الازمة الشرشة التي تعرض لها السودان فكان الرجل الوحيد الذي ينازل السفراء و الزوار من الولاياتالمتحدة أوربا و مختلف بقاء العالم حنكته السياسية جعله منظر اهتمام ومصدر ثقة للدولة و لكن استمراره طيلة العشرة سنوات جعله فرعونا له اتباع مثل معاذ الذي لا يجد حرجا ان يسمي الوالي كبر بالسلطان او الخليفة السادس. تغيير الولاة و الوزراء و المعتمدون امر اساسي وحتمي في مسيرة الحكم الراشد التي نصبو اليها حتى لا يكونوا مصدر اقصاء للاخرين ومصدر لاحداث النزاعات في الولاية و المحليات. (5) للاجابة على سؤالنا هل يحتاج ولاية وسط دارفور الى امثال الشيخ موس هلال؟ الاجابة قطعا" نعم و الاسباب تكمن في الفساد المالي و الاداري لحفنة من الناس الذين استمرأوا نهب المال العام و استعباد الصادقين من دفة الحكم تارة بإلصاق التهم النكراء و تارة بالمعاكسات التنظيمية و التنفيذية و في ذلك يستأجرون من احزاب الفكة معتمد او وزير للقيام بدور الكمبارس حتى يصدق الناس الاشاعات التي يطلقونها. ولاية وسط دارفور ولاية جديدة تحتاج الى كوادر متعلمة تعرف العمل التنظيمي المبني على المشاركة و التعاون وليس المبني على الاقصاء و المعاكسات من قبل نائب الوالي و زمرته الفانية. نحن في الولاية نحتاج لاناس يقولون الحق في وجه الوالي يوسف تبن الذي احتضن المجموعة الانتهازية التي لا تقل شأنا" عن مجموعة معاذ بشمال دارفور وهولاء الزمرة سيئة الذكر لا مهنة لهم غير السياسية و العيش على انقاض سمعة الاخرين فلنقولها بقوة وشجاعة لا نريد ان يحكمنا نائب الوالي محمد موس و عبداهع خميس والمستشار الكمكلي الطاهر الجالي والشاويش الاسمو الولد نصر لانهم فاقد تربوي لا يعملون من اجل رفاهية انسان الولاية ولكن يعملون من اجل بطونهم فيتزوجون مثنى و ثلاث ورباع من اموال الشعب المغلوب على امره. (6) وجود اشخاص اقوياء مثل الشيخ موس هلال بولاية وسط دارفور امر في غاية الضرورة و الاهمية ونحن نعرف وجود لهولاء الاخوان فيتحدوا مع الشيخ هلال لرفع الظلم عن ولاية وسط دارفور و ارغام الوالي يوسف تبن مغادرة الولاية وزمرته غير مأسوف عليهم و لتحيا الثورة التصحيحية من اجل ولاية امنة يشارك فيها جميع ابناءها دون تمييز او اقصاء من احد. [email protected]