قال الكاتب محمد حسنين هيكل، الكاتب الصحفي، إن من نظم مياه النيل هو بالدرجة الأولى القوى الاستعمارية البريطانية ولها الفضل فى هذا، ولا يوجد أى أسرار فى مياه النيل، فالمنابع كلها متواجدة فى دول الجنوب، وما يأتى لمصر لا يتجاوز 60 مليار متر مكعب. وتابع خلال حواره مع لميس الحديدى : إن إنجلترا ابرمت اتفاقا عام 1928 على حصة مياه النيل كدولة مصب، كما طلبت إنجلترا من إيطاليا عام 1902 عدم إنشاء مشروعات على ضفاف النيل الأزرق من شأنها الإضرار بمصر. وأضاف: الملك فاروق اهتم بالسودان ووحدة التاج فقط، أما الرئيس الراحل جمال عبد الناصر اهتم بالدوائر الثلاثة الإفريقية والعربية والإسلامية، وبالتالى تم وضع دراسات فى عهد عبد الناصر للتركيز على إفريقيا ومنابع النيل. وأشار إلى أن القوى الناعمة فى مصر لا يمكن أن تتم على طريقة الدكتور محمد مرسى، فالقوى الناعمة معناها عدم افتعال شئ، وأن يكون لدى الدولة ما يتطلع إليه الآخرون، فعبد الناصر وقف بجوار رياح التغيير وتشجييع حركات التحرير الإفريقية. ووصف هيكل سد النهضة الإثيوبى بأنه الابن الطبيعى للمجاعة التى اجتاحت إثيوبيا وأطاحت بالإمبراطور وقتلت نحو مليون مواطن جوعاً، مؤكداً على ضرورة تعظيم حقوق مصر، ولكن مع الأخذ فى الاعتبار حقوق الآخرين، خصوصاً وأن مصر آخر دول المصب، ولا توجد وسيلة للعمل العسكرى. وأضاف : على مصر التواجد فى أفريقيا بقصد المشاركة وليس الهيمنة، فضلاً عن إزالة الاحتقان والتوقف عن التهديد. وأكد على أن مصر خلال هذه المرحلة الراهنة المتخبطة ليس لديها القدرة على تقديم حلول لنفسها أو غيرها، ولكن قد تؤثر مصر على الأزمة من خلال إدخال دول عربية أخرى كالجزائر أو المغرب، وعليها السعى لعقد قمة إفريقية، مشدداً على أن القارة الإفريقية مشبعة ضد مصر بسبب نظام العبودية. وتوقع هيكل توقيع دولة شمال السودان على اتفاقية "عنتيبى" وليس جنوب السودان فقط، مشدداً على أن ما يعطى لإسرائيل قوة فى إثيوبيا هو ضعف الموقف المصري. الدستور