إستمعت هذا الصباح كالعادة وبكل ألم الى نشرة أسعار اللحوم والخضروات والفواكه من فضائية النيل الأزرق ، في مرحلة ماقبل رفع الدعم المزعوم ، وهي أسعار خيالية في بلاد يفترض وحسب التاريخ والجغرافيا والطبيعة وتركيبة إنسانها الزراعية والرعوية يفترض أنها بلاد هي قفة خضار العالم وزريبة لحومه وزنبيل فاكهته ..ولكن ؟ والغريب في الوقت الذي نجد فيه السلع التي يحتاجها الإنسان البسيط لمائدته الوحيدة في أغلب البيوت ، مرتفعة الثمن كاللحوم التي وصل سعر الضان منها 55جنيه والبقري الى 40جنيه و الخضروات التي تتفاوت ما بين ال20 الى 30 جنيه نجد أن الفواكه هي الأرخص مع أنها لاتعنى تلك الطبقة في شيء بإعتبارها معروضة حصريا ًلأهل الجيوب الممهولة ! من قال أن الثورة القادمة ليست ثورة جياع فإنه دون شك يخالف الحقيقة الماثلة في مجتمعنا السوداني الذي أذاقه الأخوان المسلمون الجوع مرتين ، وقتما كانوا يخفون السلع ويرمونها في البحر بغرض هدم نظام مايو من الداخل حينما تسللوا اليه كسوس الخشب ! ومن ثم على مدى ربع قرن من حكمهم الحالي الذي أحال ثلثي الشعب إما الى جائع في الداخل وإما متسولاً للقمة العيش في بلاد الغير وبأية شروط مهما تكن الخبرة والمؤهلات ! الآن تبرير النظام المتهاك أنه إختار ( عدم الشحاتة ) فقرر أن يحيل بقية الشعب من غير أهل الحظوة الى شحاتين لوجبة ربما تكون دون مستوى الكمونية والسخينة والبوش والتي في ظل غلاء المواصلات والنقل المتوقع مع قرارات الحكومة التي تطرق أبواب البؤس بعنف وستدخل لا محالة شئنا أم أبينا! و ستصبح حتى تلك الوجبات الهزيلة أمنية مستحيلة بعيدة المنال على الذين كانوا يشتهونها أصلاً مع عمر حكم الإنقاذ المتكلس هماً في العقول وخواءً في البطون و الذي تكالب فيه جوع المصارين على الناس مع جوع الحرية والكرامة والسلام والوحدة والخدمات واللحُمة الإجتماعية وعودة الفضائل والأخلاق والقيم والإستقرار في البلد الذي سلبه نفرٌ قليل متحدياً صمت الغالبية التي هدها الجوع فأستكانت لمن جوّعها خلف اللهث لسد الرمق ولو بلعنات في السر لمن أهان ذلك الإنسان الذي كان الى عهدٍ قريب يتغنى دائماً ، بنحن.. ونحن .. ونحن ! وبعد أن ضرب اليأس أطنابه في النفوس وفقداناً للأمل في معارضة هرمة وكسيحة ! فهل نحن كما كنا نحن ونحن سنعود بثورة جياع جديدة يحركها شباب يخرج من دهاليز الضياع والبطالة لننتقل الى أيام زمان لنغني نحن ونحن الشرف الباذخ! [email protected]