الفئة التى تحكمنا لديها ولع وشغف بالأمور (السفلى) وتشغل تلك الأمور حيزا مقدرا من تفكيرها وعمل بعض (أجهزتها) اليومي، ومن أجلها أنشأوا شرطة ومحاكماً سموها أول الأمر ب(النظام العام)، ثم عاد إليهم قليل من الوعى فى السنوات الأخيرة فاستبدلوا الإسم بآخر ذى جرس ونغم يتماشى مع الوجدان السليم (أمن المجتمع) . ولعل الغرابة تكمن فى أن (هؤلاء الناس) قد سقوا السودانيين كأسات الهوان لعقدين من الزمان بشبهة الأمور السفلى عبر أجهزتهم الرسمية ولكنهم عادوا وانهزموا جبرا وقسرا بضربة قاضية سدها لهم (رداء) يستر (الأسفل) لا يعريه ! هزمهم (بنطال لبنى) !! ماذا لو تم تكن ترتدى لبنى شيئا ( كلو كلو )؟. الهزيمة لم تكن محلية ،حتى تنكب عليها الأجهزة الرسمية ما بين مكذب وأخرى تدعى تفريغ الخبر من سياقه، بل تداولتها المحافل الدولية وكانت النتيجة أن فرج فينا بنطال لبنى أمة لا إله إلا الله وأمة من لا يؤلهونه من الأساس، فتأمل!!! المهم .... هوس الأمور السفلى إنتقلت عدواه إلى المجتمع بحكم أن الناس على (دين ملوكها)، فبينما الناس مشغولين بإرهاصات زيادة الأسعار (إسم الدلع هو رفع الدعم)- إذا فى هذه الأثناء تلهيهم حكومتهم الرشيدة بخبر يتعلق بفرض رسوم على حطب الدخان قررها والى غرب كردفان اللواء أحمد خميس !. معظم الصحف السودانية تركت (الجيوش والمماليك) وتفرغت للتوقيع على (الأطباق) حتى بتنا نحسب أن حطب الدخان هو المقصود فى ثلاثية (الماء والكلأ والنار )، ولغير السودانيين أقول أن حطب الدخان المراد به أخشاباً تستخدمها النسوة ومن (شابههن) لأغراض (ظاهرها) الجمال والنضارة و(باطنها) الحفاظ على مسيرة الحياة وتوجيه الرجال نحو جادة الطريق (طريقك دائماً فارشو ورد... وطريقى دائماً فارشو شوك )!!!! . ما ان صدر ذلك القرار حتى إنهالت الرسوم الكاريكاتورية والتعليقات على الصحف ومواقع التواصل الإجتماعى سخرية وتقريعاً ، وآخرها أن المرأة التى تمتنع عن دفع الجزية عن حطب الدخان ستجد على الحفرة التى بمنزلها عبارة (هذا الموقع قد تم حجبه) تأسياً ببعض مواقع التواصل الإجتماعى التى لا تجد إعترافاً من قبل (الهيئة القومية للإتصالات). أعتقد أن حكومتنا الرشيدة والرشيقة قد سعدت حتى بانت نواجزها جراء أن معظم الشعب قد صار شريكا لها فى هواياتها ورغباتها ، ولذلك سرعان ما إستجاب أولوا الأمر للضغط الشعبى الرهيب وقاموا بتعليق تطبيق المرسوم الخاص بفرض رسوم على حطب الدخان، لكنهم ما إستجابوا ولن يستجيبوا لنداء المسحوقين بأن توقفوا عن زيادة الأسعار الخاصة بالمحروقات والمواد الغذائية. فللَه الأمر من قبل ومن بعد! فى لقاء تلفزيونى شهير أفاد وزير الدفاع المبجل أطال الله عمره ( ونظره) أن من ضمن مهدات العدو ودحره وسيلة تعرف ب( الدفاع بالنظر ) وذلك إبان مهاجمة إسرائيل المستمرة لقوافل وسيارات داخل السودان بمظنة تهريب السلاح لإسرائيل. هذه الوسيلة أثبتت بأنها غير فاعلة، إذ أن اصطياد الطائرات يتطلب النظر إلى ما هو (أعلى) بينما (أنظار) تلك الفئة موجهة دائما إلى ما هو أسفل !! خاتمة أملتها الضرورة :- نشرت صحيفة السودانى فى عدد الأمس السابع عشر من شهر سبتمبر 2013 أن عصابة إبتزت نجل قيادى نظامى معروف يبلغ من العمر سبعة عشر عاماً ( الفتى طبعا وليس أبيه) مبلغ 15 إلف دولار على (دفعات) ، وقد تم قيد البلاغ لدى شرطة قسم الصافية بالخرطوم بحرى. لايهمنا بأى حال الباعث والدافع على الإبتزاز! ما يهمنا هو : من أين لصبى غض الإهاب طرى العود بمبلغ 15 ألف دولار (حى) وليس ما يعادله؟؟!!!!!! ولنكن أكثر واقعية فى التساؤل : من أين لأبيه (النظامى) بهذا المبلغ الدولارى وهو يصرف راتبه بالعملة المحلية ؟ وكيف لم يشعر ذلك الأب بسحب الأبن لهذه المبالغ منه (إن كان سحبها منه بالفعل) إلا بعد أن إكتملت عملية الإبتزاز؟ يقول شاعرنا المفدى/ محجوب شريف:- حليلك بتسرق سفنجة وملاية وغيرك بيسرق خروف السماية تصدق فى واحد بيسرق ولاية !!!! محمود ،،،،، [email protected]