يكفينا ان نقارن بيانك الأول قبل 24 عاما وما وصل له الحال اليوم. لا تتحدث لي عن الهوت دوق أو البيتزا، فلن أجادلك إذ أنك تدلس ولا تقرأ التاريخ وتعيد وتزيد كل مرة كلام ماري أنطوانيت، أنت ومن معك. والحمد لله ريالتنا ليست سايلة أو كما قال القدال: دقوا الطاره في الدعماية فكوا البوري نرفع؟ ننتظر؟.. ناخد القرار كافوري السوق انفلت واتطامن الحنشوري قمبور البلد طرطور.. أخير قمبوري. الناس عرفوا البيتزا والهوت دوق لعدة أسباب: - العولمة. فالعالم أساسا به ثورة إتصالات منذ أواخر القرن الماضي والسودان ليس إثتثناء. فصار العالم قرية. والبلدان المستقرة ومتقدمة سياسيا وإقتصاديا وعلميا هي التي تكون متقدمة ثقافيا. وبالتالي البلد ذو الثقافة الأقوى هو الذي يؤثر على بقية بلدان العالم. فالأهم هنا أن لا نعرف البيتزا و الهوت دوق بقدر ما يعرف العالم عنا ثقافتنا من العصيدة إلى الويكة والكول. - في زمن حكمكم الغصب والصعب هج الكثير من أبناء البلد من غربة إلى هجرة. فنقلوا الثقافات الخارجية إلى البلد. - وكما قال الناشط ناصف صلاح: فعلا لم نعرف قبل الإنقاذ كلابا ساخنة: هوت دوق!. فالكلاب الساخنة المسعورة هاجمت حرائرنا وعذبتهم وتحرشت بهم وإغتصبتهم وقتلتهم وهكذا عرفنا الهوت دوق. - والأهم من هذا إنه الناس رأوا البيتزا والهوت دوق عندكم أنتم. فأنتم من يتمتع بهذه الطيبات بعدما نسفتم كل ميزانية البترول 40 مليار دولار في كروشكم. الناس ما لاقية حق البصلة والطماطم وأنتم تقولون عرفنا البتزا والهوت دوق!. هذه تشبه نكتة الرجل البخيل جدا والذي أتى لأحد أقاربه الذين يعانون شظف العيش. فطفق يقول له، والله مررت على بتاع اللحمة وقلت أجيب ليك كيلو لحمة تشويهو، ومشيت لبتاع الخضار وقلت إشتري ليك قفة كاربة، ولقيت بتاع الفاكهة قلت إشتري ليك فواكه تحلي بيها. فالراجل قريبه العفيف قال له: ما في داعي للتعب. فقال الرجل البخيل: يا أخي ما تاكل... المشكلة الأخرى في البيتزا والهوت دوق هي التي تظهر الفوارق بين الطبقات وترسبات هذه الفوارق بهم. وقد تطيح الصدمات بالأطفال بأسرع مما نتوقع، وتستقر الأفكار داخلهم فى بئر عميقة ما لم ننظفها أولا بأول ستتحول إلى مستودع قمامة تمرح فيه الفئران والثعابين. والأهم هنا أن نبلغ أطفالنا بأن الكذب رذيلة ويضيع الثقة بين الناس ويؤدي بصاحبه للهلاك. فمع قصك عليهم قصة الراعي الكذاب والذئب قص عليهم قصة كوزبيانو. وأعطهم مثال عن الكذب البواح بحكومتنا السنية التي قالت العالم كله بيسمع وحنأكل مما نزرع. فهل زرعوا لنا الهوت دوق والبيتزا، كما اللغز الطفولي: أين تزرع المكرونة؟. [email protected]