الأمم الراقية ، هي تلك التي تهتم بتراثها ، لما به من ارث ، ناصع البياض ، جرعات من البروتين ، للاجيال ، فلا يذكر المك نمر الا وذكر ، مقتله لاسماعيل باشا ، الرجل لم يأخذ حقه من التاريخ ، فانزوي عنه البريق ، وضلت عنه منشستات الصحف ، حتي التلفاز يداعبنا ، بدعاية ، ( نحن قرايب ) ، ( وطباح كسرة بملاح ، وده حمودي ود الجيران ) والاسفاف الثقافي ، بالاستخفاف بالأدمغة ، والسقوط الي الوحل ، بناقوس الاقتصاد ، والجودة ، واسلوب العرض والطلب ، الرخيص ، هلا ، شرعت الحكومة المبجلة ، بنقل رفات المك نمر ، الي المتمة الام ، من الحبشة ، وأين دور وزير الثقافة ? ، وهل أقام مهرجان البجراوية ؟ أم سعي في نفض الغبار ، عن المك نمر ، بنتيجة الحمض النووي ، DNA ، فيذكر أن أحدهم ، سمي صيدليته باسم ، ( صيدلية المك نمر ) ، فانزعجت اسرة المك ، انزعاج يضرس الاذن ، فتقدمت بشكوي ، الي ادارة الصيدلة ، بوزارة الصحة بالخرطوم ، مطالبين بسرعة تغيير الاسم ، وتحركت الشكوي الي القضاء ، بعد أن ضلت طريقها ، الي مجلس الامن ، فلم يهدأ بال اسرة المك العريقة ، وخرجت السيوف من أخمادها ، وأينعت الرؤوس ، وحان الخطاف ، فدقوا النحاس ، ولو لا ، الاجاويد ، بالراي السديد ، لتكررت مذبحة ، صبرا وشاتيلا ، فهدأت العاصفة ، فتقدمت احداهن ، من الحناكيش ، لمعاينة في وزارة الخارجية ، يدفعها الحلم الجميل ، بشغل وظيفة بالسلك الدبلوماسي ، في احدي السفارات ، ويا حبذا في دول الخليج ، وعند مقابلة لجنة المعاينة ، سألوها ، سؤال ، ماذا تعرفي عن المك نمر ؟ ضحكت الحنكوشة ، بعد أن رمت بشعرها الي الوراء ، لابداء محاسن الفتن ، قالت :- ( مش ده العندو صيدلية المك نمر بشارع الجمهورية )، عزالدين عباس الفحل - ابوظبي [email protected]