صعود أرواح خمسة وعشرون شهيدا للثورة بالعاصمة علاء الدين أبومدين تتحدث مصادر موثوقة من موقع الأحدث بولاية الخرطوم عن بلوغ أعداد شهداء تظاهرات اليوم الأربعاء بمدن العاصمة الثلاث: الخرطوم، أمدرمان والخرطوم بحري، لأكثر من خمسة وعشرون شهيداً صعدت أرواحهم إلى بارئها برصاص غادر من طرف عناصر جهاز الأمن والمخابرات وبقايا إسلامويي المؤتمر الوطني. جرى ذلك عقب إحراق الجماهير الغاضبة لغالب مقرات الحزب الحاكم بولاية الخرطوم وبسط سيطرتها على الغالبية العظمى من أحياء العاصمة بعد استلامها للسلاح المتواجد بأقسام الشرطة وتسليمه للجيش السوداني، حيث ظهرت تباشير بادية للعيان تؤكد انحياز كل من الجيش والشرطة لتظاهرات الشعب السوداني، بينما قامت السلطات السودانية بقطع خدمة الإنترنت عن كافة أنحاء البلاد. ورغم أن تلك الأحداث الجسام قد بدأت باحتجاجات تلقائية على ما أطلقت عليه الحكومة رفع الدعم عن أسعار الوقود منعاً لإنهيار البلاد جراء العجز في ميزانية الدولة نتيجة لتبخر أكثر من ثلثي ميزانية الدولة المتحصلة من مورد النفط بسبب انفصال جنوب السودان ومعه حوالي 70% من إيرادات النفط؛ إلا أنها سُرعان ما تحولت إلى ثورة عارمة تجاوزت سقف المطالب اليومية المتصلة بأحوال المعيشة، إلى المطالبة بالحريات والحقوق، لا بل اسقاط نظام البشير. وقد أيدت كافة قوى المعارضة المدنية المعروفة باسم قوى الإجماع الوطني وقوى المعارضة المسلحة الثورة الشعبية السلمية وسط أنباء عن هروب بعض الإسلامويين من السودان ومغادرة أفراد من أسرتي كل من نافع علي نافع وعلي عثمان طه للخرطوم باتجاه دولة تركيا. ويعتبر كل من نافع علي نافع وعلي عثمان طه، قياديان بارزان بحزب المؤتمر الوطني الذي تترنح سلطته الآن، لا سيما، أن الأنباء تشير إلى أن السيد/ محمد عثمان الميرغني، رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل)، الشريك الأكبر لحزب المؤتمر الوطني الحاكم، قد غادر السودان أيضاً باتجاه لندن فجر أمس الثلاثاء بعد أن أمر وزراءه بتقديم استقالاتهم من الحكومة وألغى الإحتفال السنوي للطائفة الختمية. وتعتبر الطائفة الصوفية للختمية إحدى اكبر طائفتين دينيتين بالسودان؛ فالأخرى يتزعمها السيد/ الصادق المهدي، الذي هو أيضاً رئيسٌ لحزب الأمة القومي، مثل نظيره السيد/ الميرغني، رئيس الحزب الاتحادي (الأصل)، حيث يمثل الزعيمان أكبر حزبين سياسيين منذ استقلال السودان عام 1956 وحتى آخر انتخابات حرة ونزيهة في أبريل من عام 1986 قبل انقلاب الإسلامويين بزعامة د. حسن الترابي عام 1989، ريثما انشق لاحقاً د. الترابي عن نظام عمر البشير مكوناً لحزب المؤتمر الشعبي عام 1999. وأكدت مصادر مطلعة أن إلغاء الاحتفال السنوي للطائفة الختمية الصوفية المعروف باسم "الحولية"، يمثل في حد ذاته سابقة فريدة من نوعها تشير إلى المنحنى النوعي الذي بلغه الحراك الشعبي السلمي الحالي. علاء الدين علي أبومدين محمد، كاتب ولاجئ سوداني بمصر.