ترجع نشاة الجيش السودانى الي ما قبل مملكة كوش 732 قبل الميلاد، ومملكة كوش تنسب إلى كوش بن حام واتخذت هذا الاسم ابان تتويج كاشتا أول ملوك الأسرة الخامسة والعشرون النوبية ويعرف بقوات الشعب المسلحة نشأ قبل عام 1955م وعرف آنذاك بقوة دفاع السودان وهو مكون من عدد من الجنود السودانين تحت امرة الجيش البريطاني المحتل وبعد العام 1956 اي بعد الاستقلال تم تكوين الجيش السوداني (قوات الشعب المسلحه) بكافه فرقها ابتدا بفرقة المشاة ثم البحرية والجوية وغيرها. ويعتبر الجيش السوداني جيشا قويا وقد لا تعود قوته إلى تفوق تكنولوجي بل إلى عقيدته القتالية الفريدة وخبرته النادرة فقد ظل الجيش في وضعيه قتالية منذ (الحرب العالمية الثانية) وبالرغم من أن الحرب أمر كريه إلا أن استدامتها تنشئ خبرة تراكمية عالية جدا. وهذا ما لم يتوفر لجيوش أخرى هي أعتى تسليحا من السودان.من ابرز مقولات الثقافة العسكرية في السودان هي مقولة: العسكرية تصرف، والمعنى ان العسكري عليه التصرف وايجاد الحل تحت أي ظرف وتحمل المسؤلية وعدم تقديم أي تبرير للفشل. وأيضا من مقولاتهم الطريفة الشائعة "أن أهم خمسمة أشياء في العسكرية هي ثلاث: الضبط والربط" بمعنى أن العسكرية الحقة تقف على قدمين يتمثلان في الضبط والربط فالعسكري المحترف يجب أن يكون منضبطا رابط الجأش تحت كل الظروف. هذا ولا ننسي شراسة وبسالة المقاتل السوداني فهم أهل فراسة وفداء وتضحية ويفضلون الموت والاستشهاد مائة مرة في سبيل أداء واجبهم في حماية العرض والدين والوطن، فبإستطاعت الجندي السوداني بعزيمته وإصراره وبسالته وتضحيته بالوقوف امام أحلك المخاطر والمواجهات وهذا مشهود عبر التاريخ من زمن الفدائي والمقاتل علي عبد اللطيف وغيرهم. تتكون البنية التحتية للجيش السوداني من قوة عسكرية ضخمة تتمثل في مصانع للمدرعات والاليات الثقيلة ومصانع للأسلحة والذخائر وكما لديه افراد مدربون أفضل التدريب ويشهد بذلك انتشار ضباط الجيش السوداني في مختلف الجيوش العربية في وظائف استشارية وتدريبية ويتمتع بنظام عسكري صارم. والجدير بالذكر ان المؤسسة العسكرية السودانية استولت على السلطة في السودان أربع مرات كانت الأولى في 18 نوفمبر 1958 بقيادة الفريق إبراهيم عبود حتى ثورة 30 أكتوبر 1964 والثانية كانت في 25 مايو 1969 بقيادة جعفر نميرى وحتى انتفاضة 6 أبريل 1985 واستلم بعده المشير عبد الرحمن سوار الذهب وهذه كانت المحاولة الثالثة أما الرابعة فكانت في 30 يونيو 1989 بقيادة العميد عمر البشير وحتى الآن. هذا وهنالك العديد من الانقلابات العسكرية التي لم تنجح في الاستيلاء على السلطة وعلى سبيل المثال انقلاب الرائد هاشم العطا في يوليو 1971 ضد جعفر نميرى وحركة محمد نور سعد 1976 م وحركة 28 رمضان ضد عمر البشير في إبريل 1990م. لعب الجيش السوداني أدوارا إقليمية ودولية، فقديما شاركت وحدات سودانية ضمن الجيش المصري في حروب محمد علي باشا خديوي مصر في سنتي 1854 م، و1856 م، في القرم إلى جانب تركيا، ثم في المكسيك سنة 1862 م، عندما طلبت كل من فرنسا وإنجلترا وإسبانيا من خديوي مصر إرسال فرقة من السودانيين لحماية رعاياها ضد العصابات المكسيكية. وفي الحرب العالمية الأولى أرسلت بريطانيا فرقتين من الجنود السودانيين إلى جيبوتي بناء على طلب من فرنسا لتحل محل الجنود السنغاليين هناك. في سنة 1925 م، تم تأسيس قوة دفاع السودان نواة الجيش السوداني الحالي واشتركت في العمليات الحربية في الحرب العالمية الثانية حيث قاتلت ضد الإيطاليين في إريتريا وإثيوبيا واوقفت تقدمهم في جبهتي كسلا والقلابات، وأبلت بلاء حسنا في معركة كرن في إريتريا، كما شاركت في حملة الصحراء الغربية لدعم الفرنسيين حيث رابطت في واحتي الكفرة وجالو في الصحراء الليبية بقيادة القائد البريطاني أرشيبالد ويفل، وفي العلمين لوقف تقدم الجنرال الألماني رومل الملقب بثعلب الصحراء، كما شاركت في حرب فلسطين عام 1948 م، بحوالي 250 جندي وفي حرب أكتوبر 1973 م، ارسلت الحكومة السودانية قوة قوامها لواء مشاة إلى شبه جزيرة سيناء. وشاركت القوات المسلحة السودانية أيضا في عمليات دولية تصب في مساعي حفظ السلام والاستقرار كما في الكونغو البلجيكي عام 1960 وفي تشاد عام 1979 وفي ناميبيا في 1989 م، وفي لبنان ضمن قوات الردع العربية لحفظ السلام تحت لواء جامعة الدول العربية، وشاركت في عملية إعادة الحكومة المدنية في جمهورية جزر القمر حيث ساهمت قوات المظليين السودانية في استعادة جزيرة انجوان وتسليمها لحكومة جزر القمر عام 2007 م. هذا الجيش العظيم الذى كان مصدر فخر لكل السودانيين تحول الي ميليشيات لحماية نظام البشير المتهالك الذى أفرغه من كل قياداته السودانيه الوطنيه والمحترفه بآخرين من أهل الولاء والسمع والطاعه دون ان يكون لهم أدني علم أو خبره (عبد الرحيم محمد حسين وزير الدفاع صاحب نظرية الدفاع بالنظر مثالا) وأغدق عليهم بالرتب والأموال وتركهم يغوصون في مستنقعات الفساد والعمولات بدلا من حسهم علي التعليم والتدريب ورفع الكفاءات القتاليه فكانت النتيجه هزيمة الجيش الهزيمه تلو الهزيمة وفشل في الحفاظ علي وحدة وسلامة اراضي السودان فانفصل الجنوب وفي الطريق الآن دارفور وكردفان والنيل الأزرق وباتت جيوش الدول الأقل شانا تهدد السودان وجيش السودان بل واحتلت أراضيه دون أن يستطيع الجيش السوداني أن يحرك ساكنا فأصبحنا ملطشه وباتت الأجواء السودانيه مستباحه تدخل الطائرات المعاديه وتضرب وتدمر ثم تخرج في أمن وأمان دون أن يعرف الجيش السوداني هويتها أو من أين أتت والي أين ذهبت . الآن يقوم الجيش بقتل وترويع المتظاهرين السلميين العزل الذين خرجوا مطالبين بحقوقهم وبالانعتاق من الذل والعبوديه في دارفور وفي كردفان وفي النيل الأزرق وفي الخرطوم وواد مدني وسنار ونيالا والابيض وكل اركان السودان رغم أنه من اوجب واجبات الجيش حماية المواطنيين والزود عن تراب الوطن والحفاظ علي وحدته ولكنه للأسف يقوم بحماية البشير ونظامه فقط مما أفقده شرعيته كما فقدها البشير يوم شن الحروب علي شعبه فكيف لنا أن يقول عاقل بأنه جيش السودان أو قوات الشعب المسلحه وعليه فان الجيش الموجود في السودان الآن ليس جيشا سودانيا يستحق ان نطلق عليه الجيش السوداني فلننزع هذه الصفه الكريمه مؤقتا الي أن يسقط هذا النظام الفاشل وحتي يتطهر الجيش السوداني من رجس الكيزان لتعود صورته الزاهيه وسمعته المشرفه الي ماكانت عليه قبل االاستعمار الكيزاني والتي كانت سببا لفخارنا والداعيه لأن يتغني كل سوداني وسودانيه بمآثره ان الفظائع والجرائم التي ارتكبها البشير وقادة جيشه في حق السودانيين كافه منذ انقلابه علي الشرعيه في عام 1989 وحتي الآن هي خيانة عظمي بامتياز تستحق أقصي العقوبات التي تنص عليها القوانيين في السودان وفي العالم ولن يفلت أحد من العداله مهما طال الزمن ولن تضييع أبدا دماء الشهداء سدى. سعاد صالح التني [email protected]