في تقديري وإفتراضي أن قضيتنا مع (الحركة الشعبية) ليست اسمها ولا علمانيتها ولا تمثيلها في شخص ياسر عرمان ... إذ لا إكراه للشعب السوداني في دخول حزب أو الخروج من حزب ولا في التخلي عن (الطرح العلماني) والدخول في المؤتمر الوطني أوالحركة الإسلامية ... بالنسبة لي هنالك حزب إسلامي اسمه (التحرير) ... والحركة الشعبية إذا كانت لتحرير السودان من الجهل والفقر والمرض والتسلط والظلم .... يا الف مرحبا بها ... (شريطة أن تفكك قواتها) ... ولتدعو الشعب السوداني للعلمانية وإلغاء الشريعة والشعب السوداني هو الذي يقرر قبولها او رفضها ..! النقطة الجوهرية التي تحكم مرونة المؤتمر الوطني هي مرونة الحركة الشعبية في تفكيك الجيش الشعبي ... الجيش الذي قال قائده الفريق عقار يوما ما أنه سيدخل الخرطوم والقصر الرئاسي ... تصريحات طائشة ولكنه دفع ثمنها فيما اعتقد واتضح أن (الكتوف ما اتلاحقت) وأن الجيش السوداني مؤسسة راسخة منذ الحرب العالمية الثانية ... والتاريخ قبل ذلك يؤكد وجود فرقة سودانية في الجيش العثماني وقد شاركت ضمن الجيش المصري في حروب محمد علي باشا خديوي مصر في سنتي 1854، و1856، في القرم إلى جانب تركيا، ثم في المكسيك سنة 1862. والموسوعات الدولية تقول: (في سنة 1925 تم تأسيس قوة دفاع السودان نواة الجيش السوداني الحالي واشتركت في العمليات الحربية في الحرب العالمية الثانية حيث قاتلت ضد الإيطاليين في إريتريا وإثيوبيا واوقفت تقدمهم في جبهتي كسلا والقلابات، وأبلت بلاء حسناً في معركة كرن في إريتريا، كما شاركت في حملة الصحراء الغربية لدعم الفرنسيين حيث رابطت في واحتي الكفرة وجالو في الصحراء الليبية بقيادة القائد البريطاني أرشيبالد ويفل، وفي العلمين لوقف تقدم الجنرال الألماني رومل الملقب بثعلب الصحراء، كما شاركت في حرب فلسطين عام 1948 بحوالي مئات الجنود في حرب أكتوبر 1973 ارسلت الحكومة السودانية قوة قوامها لواء مشاة إلى شبه جزيرة سيناء. وشاركت القوات المسلحة السودانية أيضا في عمليات دولية تصب في مساعي حفظ السلام والاستقرار كما في الكونغو البلجيكي عام 1960 وفي تشاد عام 1979 وفي ناميبيا في 1989 م، وفي لبنان ضمن قوات الردع العربية لحفظ السلام تحت لواء جامعة الدول العربية، وشاركت في عملية إعادة الحكومة المدنية في جمهورية جزر القمر...) .... ومالك عقار يزعم أن .. الكتوف اتلاحقت ..! والجيش السوداني سليل إرث قديم منذ زمان بعانخي وتهراقا والدفاع عن دولة يهوذا في فلسطين بعد إحكام القبضة على مصر والزحف شرقا وعبور نهر الأردن .... ثم بطولات الجيش النوبي في قتال (المسلمين) ولا ضير في الإفتخار برماة الحدق النوبيين ... من باب (خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا) ... والرجال معادن .. والشعوب معادن والدين لا يغير المعدن بل يصقله .... مرحبا بالحركة الشعبية لتحرير السودان إذا كانت حزبا سياسيا ينتمي للتراب السوداني ولا تتطاول على الجيش السوداني ..!