عندمانتحدث عن الامن يجب علينا ان نحدد الغاية النهائية لهذا الامن وهدافه الاساسيه ، وقد يصعب على رجل المصالح الذاتيه او الحزبيه تحديد هذه الغاية وهذا الهدف النبيل ولكن اذا تجرد كل انسان عن مصالحه الذاتيه وميوله السياسيه سوف يسهل عليه تحديد تلك الغاية وذاك الهدف العظيم . ان مفهوم الامن اذا اردنا تاصيله حسب ماهو واراد فى القراّن الكريم : قال تعالى(لايلاف قريش (1) اءلافهم رحلة الشتاء والصيف (2) فليعبدوا رب هذا البيت (3) الذى اطعمهم من جوع واّمنهم من خوف (4) ) وقال تعالى : ( وضرب الله مثلا قرية كانت اّمنة مطمئنة ياتيها رزقهارغدا من كل مكان فكفرت بانعم الله فاذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون + ولقد جاءهم رسول منهم فكذبوه فاخذهم العذاب وهم ظالمون ) نجده مقرون بالعبادة الخالصة لوجه الله تعالى وهذه العبادة لا تتحقق للحاكم الا ببسط العدل بين الناس وتحقيق المساواة الاجتماعيه وعدم قتل النفس التى حرم الله قتلها الا بالحق وعدم تعذيبها والتنكيل بها طاعة لوجه الله وعبادة خالصة له ...ولكن منذ مجئ الانقاذ باسم الاسلام جاءت ببيوتات الاشباح وعزبت الانفس فيها وقتلت انفس بغير حق ، وباسم الاسلام اعلنت الحرب الجهاديه على اخوتنا فى جنوب السودان فراح ضحيتها الملايين من الشباب اليافع فى الشمال والجنوب ، فلم يستقر الحال ولم يتحقق الامن والطمانينة لان هدف الحاكمين ليس هو تطبيق شرع الله بل تطبيق شرع انفسهم لاشباع غرائزهم وبدلا من ان يحمدوا الله ويشكرونه على نعمه التى انعم بها عليهم تبجحوا وتكبروا واستبدوا على جماهيرهم وشعبهم فاذاقهم الله لباس الجوع (الانههيار الاقتصادى) والخوف ( الثورة الشعبيه)بما بما كانوا يصنعون وحسب نيتهم ونهجهم لم يهداء لهم بالا منذ مجيئهم وحتى الاّن ...حروب هنا وهناك جنوب السودان سابقا ودارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل الازرق و شرق السودان . ان الغاية النهائية للامن هى الطمانينة ، فاذا لم يطمئن المواطن لحكم الحاكم فان الحياة تتزلزل وكافة النواحى الاقتصاديه والاجتماعيه تتدهور وتتفكك والدليل على ذلك تفشى الفساد المالى والادارى ومن ثم انهيار الاقتصاد بالكامل اما الناحية الاجتماعية فقد تمزق النسيج الاجتماعى نتيجة متاجرة النظام بالقبلية والجهوية ..هذا كله نتيجة لعدم الثقة بين المواطن والحاكم لان الحاكم منذ مجيئه جاء متسترا وملتحفا ثوبا ليس ثوبه فاوحى للشعب بانه جاء لاجل السودان وشعب السودان ولكن اتضحت الصورة لعامة الناس منذ شهوره الاولى بانهم جبهة قومية اسلامية فاختلط الحابل بالنابل واصبحت البلاد تتدهور فانفصل الجنوب وانهار الاقتصاد القومى واصبحت البلاد فى مفترق الطرق فالى اين تسير ؟ كل الطرق صعبة ومليئة بالاشواك ، فهل من منقذ غير الانقاذ؟ بالطبع نعم لان الانقاذ فشلت تماما فى الحكم واوصلت البلاد لمرحلة لم تكن فى الحسبان ، واليوم قد جاء الحق وظهر الباطل ان الباطل كان ذهوقا ...يجب ان التغير شاملا لكافة مناحى الحياة لاعادة الوطن لسيرته الاولى واعادة العلاقات الطيبه بين شماله وجنوبه وشرقه وغربه ووقف الحروب الدائرة فى انحاء البلاد لبسط الامن الاجتماعى والامن الاقتصادى وتحقيق الطمانينه للمواطن السودانى البسيط . [email protected]