مخطئ من يظن ان اسقاط النظام في السودان لايتربط باسقاط اقطاب المعارضة اولا، وقد اثبتت بدأيات الثورة التي انطلقت قبل نحو عامين ان النظام ساقط لامحالة وان موقف قادة المعارضة المتخاذلة هي التي تعطيه مزيدا من الوقت ليمضي في سياساته القمعية وتمزيق اوصال الوطن وتحويل ارض السودان لاكبر مفرخ للفساد الممنهج والمحمي بقوة السلطة في ظل ضعف القضاء، وفي كل المواقف الحرجة والحاسمة التي مرت بها الثورة اثبت قادة المعارضة انهم منصرفين الي تطويع ثورة الشعب المغلوب علي امره كل وفق مصالحه التي تربطه بالنظام، والامثلة علي خذلان قادة المعارضة للشباب الذين استشهدوا في ثورة سبتمبر الماضية لتحقيق اهدافها باذن الله كثيرة ولكن لنحصي بعض المواقف، وكانت المعارضة التي تشكلت في الخارج في بدايات الانقاذ باسم (التجمع الوطني الديمقراطي) تدعو الي اقتلاعها من جذورها، وعدا احزاب اليسار التي سيحفظ لها التاريخ مواقفها الصلبة من مهادنة النظام او محاورته، فان السيد محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي انقلب علي شعاره الشهير (سلم تسلم) الي الاستسلام الكامل للنظام ومشاركته في السلطة بينما شباب حزبه الذين يقودون الثورة في الشوارع كانوا قد كسروا حاجز الخوف، وجاءت مشاركة الاتحادي نزولا عند رغبة قيادات انتهازية من امثال وزير التجارة لتحقيق مصالح افراد تم رشوتهم مسبقا قبل اتخاذ قرار المشاركة الذي قوبل بمعارضة غالبية الشباب العنصر الفاعل والمحرك والحاسم في خيارات التغيير، وحتي عندما تم تسريب معلومات عن انسحاب الاتحادي من الحكومة، فان الحزب ما زال في انتظار قرار رئيسه الذي غادر لخارج البلاد، وحتما ان الاتحادي لن يتخذ قرار فض المشاركة الا بعد ان تتضح رؤية الحركة الثورية التي يخوض غمارها شباب الحزب، وفي هذا انتهازية وقذارة سياسية، ونفس الوقف يقفه الان زعيم حزب الامة والقائد الباقي الخالد الامام الصادق المهدي، ويشهد للصادق انه ظل يلعب ادوار مخزية لصالح النظام وضد الثورة، ويجب ان لاننسي ان المهدي، ورغم عداد الشهداء الذين سقطوا بالمئات ورغم اعداد الجرحي الضخم والمعتقلين الذي تجاوز عددهم الفي معتقل، الا ان المهدي يسعي سعيا لاحداث شرخ كبير في جسم المعارضة عندما يطلق مبادرته الفاشلة ويتحدث عن ادارة حوار مع نظام ادرك كل الشعب انه نظام احترف القتل والتعذيب والتجويع والتنكيل، وعلي ذات الصعيد نجد ان المؤتمر الشعبي الذي يقوده مهندس انقلاب الانقاذ حسن الترابي يسعي للتحضير لتمثيلة جديدة للضغط علي النظام ليعود للسلطة مرة اخري وفق صفقة تضمن لزعيمه الاستمرار زعيما مدي الحياة، وعدا احزاب اليسار، فان قادة المعارضة (الكبار) في السن وحسب يجب اسقاطهم قبل اسقاط اركان النظام الذي يتهاوي يوما بعد يوم في الدرك الاسفل، ولتكن جكعتنا القادمة هي الفرصة الاخيرة لقادة المعارضة فاما ان يلحقوا بركاب الثورة المتقدمة واما ان يكون شعار الجمعة التي تليها جمعة (اسقاط المعارضة) وذلك حتي يدرك النظام انه انما يشتري نمور من ورق. [email protected]