احدى الفضائيات تعلق على معنى العصا وخاصة عصا الرؤساء في السودان – جعفر نميري - سابقا – وعمر البشير -حاليا – تناولة هذه الفضائية موضوع العصا التي يحملها الرئيس عمر البشير ماذا تعني وما سرها – متناسية هذه الفضائية كل المعني والاسرار التي جعلت حكم الرئيس لشعبه يمتد اكثر من ربع قرن – واختزلت كل الأسرار في هذه العصا التي يلوح بها في خطبه امام حشود الجماهير – مهددا تارة ومتوعدا اخرى ومبشرا ثالثة – ولسان حالها مفسرا لاستخدام هذه الهصا ويصفها باقبح الصفات واسوأ المعاني – نقول لهذه الفضائية وكأن كل القضايا واضحة فقط المخفي سر هذه الهصا – بأن العصا تعني عندنا الكثير ولنا فيها مآرب عدة كما لعصا موسى حين سأله ربه ( ما تلك التي بيمينك يا مولا * قال هي عصاي اتوكأ عليها واهش بها على غنمي ولي فيها مآرب اخرى ) * الأية * فالعصا عندنا لها مسميات ومعاني واغراض شتى – ومن مسمياتها ( العكّاز ) وهذه ترمز للقوة واداة للدفاع عن النفس وهي من نبات وشجر ( القنا المصمت ) وقد يكون منه الأجوف ومنها العكاز المضبب بمعنى مغلف بجلد البقر وخاصة جلد الذنب لشكله الاطواني ويكون غطاء محكم يزيده قوة على صلابته ( الحداثة ) بتشديد التاء - وهذه تستخدم اثناء الحديث ويؤشر بها المتحدث بخطوط على الأرض معددا لآرائه ومفندا لحججه وهذه من شجر ( الانضراب – السدر – البشم الكتر ( بكسر الكاف والتاء ) ( الركابة ) بتشديد الراء - وهذه نحيفة قليلا يهش بها على دابته – تؤخذ من صنف الاشجار المذكورة ( القنفودة او القرجة ) قصيرة نوع ماء برأس كروي الشكل مع انحناء الى الامام وتستخدم كأغراض العكاز لكنها من الاشجار سالفة الذكر ( البسطونة ) وهذه من نبات الخيزران رقيقة مرنة تستخدم للعقاب بضرب غير مبرح ( القنقباية ) وهذه من نبات الخيزران ايضا لكنها غليظة مقوسة الرأس بشكل قوس نصف دائري تستخدم للدفاع عن النفس وتحمل ( للقيافة ) ( السفروق ) وهذه قصير لا يتعدى طولها 30 سم في شكل الرقم 6 او حرف ( L ) من شجر الجليج او الأراك - ينشر من جانبيه للتخفيف وتسخدم في الصيد ( الضلعة ) بضم الضاء - وهذه تشبة عظمة الضلع في الحيوان في شكل قوس مفتوح واكبر قليلا عن السفروق وتستخدم ايضا للصيد ويستخدمها اهل شرق السودان في كل اغراضهم فتجدهم يحملونها دوما (الكنقو ) ويستخدم هذه العصا عنصر معين وهم كبار السن – طويلة ذات قرنين براس في شكا الحرف ( v ) يثبت المتوكأ عليها بابهامه بين القرنين كما يمكن ان يتناول برأسها حاجياته او ما يسقط منه – يستخدمها الآن – الامام الصادق المهدي – واخرى بنفس المواصفات دون الرأس يستخدمها بعض أأمة المساجد اثناء الخطبة . اما العصا التي تتحدث عنها وتناقشها الفضائية فهي عصا ( القيافة والوجاهة ) وغالبا ما تكون من الأشجار النفيسة مثل ( المحلب – والابنوس - التك – المهوقني ) وهذه العصي تخرط بطريقة زخرفية فنية رائعة تحمل اشكال منحوته في غاية الروعة وتأخذ عدة اشكال حسب ذوق ناحتها واهم ما فيها المقبض الذي يمسك به ( المتقيف ) ويلوح بها تعبيرا عن الحرية والطلاقة وقد تعينه على استحداث وانتقاء العبارات التي تتناسب مع الموقف – لكنها احيانا تزج بصاحبها في نشوة الانفعال وتقوده الى زلات اللسان وخاصة في الخطاب المرتجل كما يحدث احيانا لبعض الرؤساء فتحسب عليهم خصما من رصيدهم ولباقتهم الخطابية . يا فضائية العربية ان العصا التي تلوحين بتسميتها وتنسبيها للمقولة المشهورة ( العصا لمن عصا ) فنحن شعب ان عصينا لا تخيفنا العصا وشهدت بأم عينك الصدور المفتوحة لمقابلة الرصاص وليس العصي . [email protected]