ما كنت أخالني سأكتب يوما مقرظا ل (الراكوبة) ، هذه الصحيفة الإلكترونية ذائعة الصيت ، واسعة الإنتشار ، كثيرة المقروئية ، ذلك لانني كنت أخالها صحيفة منحازة لتيار واحد فقط ، ومبشرة بتوجه واحد فقط ، ومنبر لصوت واحد فقط. لكن كل إعتقادي هذا إتضح لي عدم صحته ، وانني لم أكن أحسن الظن بالراكوبة ، ، ولعلني كنت متاثرا بالمثل الشائع المأثور (ما تشكر لي الراكوبة في الخريف) ، لكن إتضح أن الراكوبة تبقى صامدة طوال الفصول الأربعة في السنة (الشتاء والربيع) ، و(الصيف) ، و(الخريف). ف (الراكوبة) أصبحت وعاءا جامعا لكل أطياف السودان والسودانيين بمختلف ميولهم وتوجهاتهم وتنظيماتهم وأحزابهم السياسية ، وسحناتهم ، وإثنياتهم ، وافكارهم ، وآراءهم ، ورؤاهم ، وأمزجتهم ، ومعتقداتهم ، وعقائدهم الراكوبة أصبحت هي (البوتقة) التي (تنصهر) فيها كل هذه المكونات ، و(تمتزج) ، و(تتمازج) داخل هذه (الراكوبة). أقول كل هذا ليس تزلفا ولا تملقا ولا تقربا ، ولا للثلج تكسيرا ولا للكير تنفيخا ، إنما هي حقيقة تكشفت لي أردت إيضاحها ، وإبانتها للرأي العام .. أقول كل ذلك بعد أن نشرت (الراكوبة) مقالتي السابقة (البروفيسور مالك حسين الإسلامي .. عدو الإنقاذ) والذي نشر على مدى ثلاثة ليال وأربعة أيام ، بدءا من مساء (18) أكتوبر الجاري ، وحتى ظهيرة (21) منه ، وقد شدني كم التفاعل الكبير ، والتعليقات الكثيرة ، وردود الأفعال التي أحدثها المقال بين قراء ومتابعي ومرتادي الراكوبة. وقد خلص الجميع في نقاشهم الثر هذا وتفاعلهم ، خلصوا إلى الآتي ، كما لخض ذلك أحد المعقلين على المقالة ، وليسمح لي أن أستعير تلخيصه ذاك بتصرف .. واخلص إلى الآتي : 1 أن بروفيسور مالك حسين سياسي بارع وإقتصادي محترف وزراعي مهني وصوفي ممعن 2 وهو بين قادح ومادح .. بين من يقدروته ويحبونه بشدة ، ومن يكرهونه هكذا بشدة أيضا .. فسيدنا علي كرم الله وجهه كان معارضوه يكرهونه بشدة بينما محبوه يحبونه فوق الخيال فوق كل الحدود 3 أن البروفيسور مالك حسين سياسي يستحق التناول 4 وأنه سياسي ذو خطر بالغ .. خطر على الفاشلين و المتأسلمين 5 أن بروفيسور مالك حسين ينطلق من شخصية موغلة في المعرفة والتجربة والخبرة والمراس 6 أن بروفيسور مالك حسين ينطق عن حكمة ورؤى تصلح لحكم السودان 7 أن الرجل يمتلك منهج ومنهجية ، ورؤى ورؤية ينبغي على السودان أن يستفيد منه 8 دعوة للذهاب لدكتور مالك حسين في دار حزبه "حزب المستقلين القومي" ، وادارة حوار و نقاش كبير مفتوح بلا سقف . حوار يشمل الجميع مؤيدين ومعارضين أبوعوض الله السوداني [email protected]