نغمة من هو البديل؟ يطلقها من هم ضد الثورة وضد الإصلاح وضد تعمير الوطن وتخليصه من براثن الظلمة الذين إغتصبوا السلطة ليلا ودمروا البلاد! لا احد ينكر فساد الكيزان ، ولا محتاج كشف فسادهم لزكاة ولا لمجهود! طفح فسادهم وازكم كل الأنوف! كل من يطلق كلمة من هو البديل؟ او لا يوجد بديل !! هو عميل لهؤلاء القتلة، وتابع لهم ومستفيد من اموال الشعب المنهوبة!! لكن الشعب اصبح يعي تماما من هو الصليح ومن هو العدو! وايضا يعلم ما هو البديل وليس من هو ! لأن البديل الذي يرنو له كل سوداني غيور هو نظام تغيير جزري ، ويتمنى الجميع ان يأتي به ويطبقه بكل حيادية، رجل من بطن هذا الشعب منه وله ، إنسان سوداني عادي يطبق نظام يبعد البلاد عن فتنة العنصرية ويفصل الدين عن السياسة ، نظام يطبق القانون العادل ويفصل السلطة عن القانون ويساوي بين جميع الطبقات والقبائل والسحنات والأعراق والديانات، لا نريد احزاب وراثية ولا سادة ادمنوا حب السلطة كأنه السودان لهم فقط وبقية الشعب رعاع لا أصل لهم !! السودان بلد متعدد القبائل والأعراق والديانات، كنا نعيش في أمن و سلام رغم إختلاف الديانات، من إلإسلامية إلى مسيحية قبل سياسة المتاجرة بالدين. كل الديانات لها رب وهو يعلم مافي النفوس وهو كفيل بعباده، لا نريد من يعلمنا ديننا ولا من يكون وصي علينا في ما امرنا به الله، كل بني آدم سوف يحاسبه الله على اعماله. يجب ان نعترف إن من أهم اسباب مشاكلنا المزمنة ، هي مشكلة الهوية والإنتماء! نتمنى أن نرتقي لمصاف الدول المتقدمة ونعترف بأن السودان هو البلد الأفريقي الذي يجمع شتى انواع الأعراق والديانات والثقافات واللهجات والسحنات ، ونفتخر بهذا الإرث العظيم ونطوره بالديموقراطية التي تسع الجميع وتفسح المجال في حدود القانون ونعي تماما أن الحرية الشخصية ليس حكر على نظام الدولة ويجب ان لا يتدخل اي نظام سياسي في حريات الآخرين ومعتقداتهم ودياناتهم! نريد نظام لا يكمم الآفواه ويترك مساحة لحرية الرأي والصحافة والإعلام، يجب ان نرفع صوتنا عاليا من أجل رفع راية الوطن والإرتقاء به بإسلوب حضاري غير متخلف . النظام القبلي والفتنة التي اسس لها المؤتمر اللآوطني سوف تقسم البلاد لأشلاء وسوف تزرع فتنة بين الأهل والقبائل وحتى بين الإخوة في البيت الواحد لا يعلم عواقبها إلا الله ! وبما ان السودان يكتظ بكم هائل من القبائل،سوف يكون المصير اسوأ بكثير من ما آلت له الأوضاع في سوريا واليمن وما زال في العراق !! لكن الوعي السوداني اكبر بكثير من ان نجعل هذا التخلف السياسي يمزق ابناء الجلدة الواحدة. ما زلنا في البر ويمكن ان نتلافى ما صنعه نظام الكيزان ، وان يعلو صوت الحرية على صوت السلاح والغدر والغل والحقد! ويمحو كلمة القبلية والعنصرية ، ويؤسس لوعي ناضج يحمل في طياته ثقافة الديموقراطية التي تقود البلاد لبر الأمان وتشفي النفوس من الحقد الذي زرعه الكيزان! لن يحدث هذا إلا بتغيير جزري لكل السياسات الخانقة والتسلط والجبروت الحاصل اليوم! هذا هو البديل الذي يتمناه الشعب ويرجوه بفارغ الصبر ، ينفض البلاد من غبار الفساد ويحرص على مصلحة المواطن في المقام الأول ، المواطن السوداني بكل إتجاهاته ،ويعيد هيكلة البلاد التي تجري بسرعة الصاروخ نحو الهاوية ، اصبحنا من افقر الدول التي تدهورت بيئيا وتعليميا ! لا صحة لا تعليم وهذه هي اكبر كارثة تمر ببلادنا الآن ! وإن استمر الوضع المزري على حاله هذا ! سوف يتعسر الإصلاح ،ويصعب تلافي ما تبقى من اشلاء الوطن حتى إن ذهبوا الكيزان غير مأسوف عليهم! حينها لا ينفع الندم ولن ينفع التباكي على وطن كان يوما حدادي مدادي يسع الجميع وكان سلة غذاء العالم!!! كل الدول المتطورة تمشي قدما إلى الأمام بخطى واسعة لأنهم إستفادوا من التجارب السياسية الفاشلة وغيروا انظمتهم الديكتاتورية وبدأوا بفصل الدين عن السياسة. إن اردنا التطور والخلاص من الأنظمة العقيمة المدمرة يجب ان نقتدي بهم، وهذا لن يحدث ابدا إلا بتطبيق نظام المساواة والعدل وفصل الدين عن الدولة. متاوقة ما يرنو له الشعب ويحلم به ليس صعب المنال، وحواء السودان ولود ، ياما انجبت رجال كانوا وما زالوا اوفياء مخلصين لهذا الوطن وترابه في كل المحافل ، هم البديل المارق من بطن الشعب وينتمي له بكل حيادية ، لا حزبية ولا قبلية ولا طائفية متسلطة!! أسماء الجنيد [email protected]