المرة لا يمكن ايجازاً وصف العبث الإعلامي الطاغي الذي يتسيد الساحة الصُحفية السودانية باكثر من المهزلة الطفولية التي توضح مدي الوهن الوظيفي الذي اصاب ضمير المهنة في مقتل ، فالصحافة ماعادت تلك السلطة الرابعة التي كانت مفترض أن تحكم علي اداء السلطة وتقيّم منجزات المشاريع التنموية وفق المنظور الرقابي المناط بها بل صارت تفتقد لوظيفة الضمير وبالكاد تنضال لتحجز مقعدها الذي يؤهلها علي اجادة السباحة مع التيار السلطوي الذي يمتلك مقومات الشراء والبيع في ذمم ضعاف النفوس الذين لا يستطيعوا مجابهة اغراءات الجنيه السوداني ، والمؤتمر الوطني كان من الحصافة والرصانة حيث تلاعب بمشاعر ملاك ومؤسسي الصحف العامة بصورة بها انتهاكات واضحة لحقوق عزة النفس المفترض أن تجلل صدر كل غيور يؤمن بوحدانية الرسالة التي وظف امكانياته المتاحة ليؤديها بحقها علي أكمل وجه .. والأمثلة علي الردة الاعلامية – أن جاز التعبير – كثيرة ولا يمكن حصرها بما يتوافق وضرورة كشفها بالصورة المثلي ، لكن صحيفة ( الوفاق ) كمثال للصحيفة التي يعتاش ملاكها والعاملين بها علي ما تتصدق به السلطة من فتات مادي ضعيف لا يسمن ولا يغني من جوع الحاجة للمال وبعد أن شطحت شطحتها في الجنحة المشهورة التي سمتها بالتحقيق وبالبنض الكبير عنونتها بلافتت ( من الذي قتل المتظاهرين ) وادعت ذوراً وبهتاناً أن السلطة بريئة براءة الذئب من دماء المتظاهرين ولخصت فكرتها حول مزاعم أن المتظاهرين سقطوا برصاص الجبهة الثورية ، ها هي تكافئ الصحفي الصعلوك عبد الرحيم محمد سليمان بعمود صحفي ليكون ضمن كتابها الذين يطبلوا للمؤتمر الوطني ويتفننوا في تحويل الغث الي سمين ومن الخيال ينسجوا الكلمات الي واقع يصعب تصديقه أو تكذيبه ، فالنكرة عبد الرحيم محمد سليمان لمن لا يعرفه هو يكتب تحت مسمي ( لحظة تأمل ) بطيبة الذكر الانتباهة ، وقلبه اشد حقداً علي الشعب السوداني من قلوب الطغمة الحاكمة ، وللأسف الشديد هو شخصية لا لون لها ولا رائحة ولا طعم بمعني لا يحمل من صفات النجومية الا مؤهل الانتماء لعصابة المؤتمر الوطني الحاكم ، وبعض الكتابات المثيرة للجدل التي لا ترقي لمستوي الافكار البناءة ، والعيب ليس عيبه لكن العيب عيب الظروف التي جعلت من قامة اعلامية كالغراء ( الوفاق ) تتسول رضاء السلطة وتتزلف الأجهزة الرقابية التي تفرض انصاف الكتاب أمثال عبد الرحيم محمد سليمان. مهدية عبد الرحمن جلاد [email protected]