خرج البشير من صمته بعد هدوء مشوب بالحذر عم معظم مدن البلاد الرئيسية بعد أحداث سبتمبر... ففي الابيض حاضرة كردفان خاطب الرئيس البشير عدد من الجماهير وهو منتشيا ببعض الإنجازات التي حققها للولاية وواعدا جماهير الولاية بتحقيق المزيد والكثير في سنوات القحل القادمة... أن مصروفات الوفد الذي رافق الرئيس والإحتفالات التي أقيمت لإفتتاح ما يسمى بالإنجازات التنموية يفوق جملة ما صرفته الحكومة في تنفيذ تلك المشروعات... هل تصدق أيها المواطن أن فرحة البشير بمشاريعه (المذهلة) قد فاقت فرحة الطفل الصغير فعاد مرة أخرى لعادة الرقص على الدفوف ولم يجف بعد عرق الحج من ملابسه الزاهية ... وأين هي المشاريع ؟؟ لقد قالها البشير بنفسه هذه المرة لن تكون كسابقتها (الناس قالو الرئيس ركب الطياره والمويه رجعت بارا) .... في إشارة منه الى فشل تنفيذ المشروع في وقت سابق في الوقت الذي كان فيه الرئيس قد ركب طائرته متجها لمدينة الابيض لتدشين المشروع... و هذا يعني أن المشروع (كلفته) والغرض منه كسب سياسي فقط.. هل تصدق أيها المواطن أن مشروع المياه الوهمي الذي تتباهي به حكومة البشير لن يغطي إلا ما نسبته 20% فقط من حاجة المنطقة حسب الأرقام الحكومية و 5% فقط حسب الأرقام الحقيقية.... حتى هذه النسبة القليلة سوف تتناقص بمرور الأيام الى ان تصل نقطة الإنطلاقة (صفر كبير).. إذن لماذا كل هذه الهيصة والزمبريطة لمشروع يستطيع أجهل مستثمر أن يقوم به و بتكاليف أقل وبشكل أفضل من ما قامت به هذه الحكومة الفاشلة... في بلاد أخرى تبنى الجسور الشامخات و والطرق الدائرية المزدوجة بالالاف الكيلومترات وتقام السدود ومحطات الكهرباء والتي يفوق إنتاج الواحدة منها كل ما تنتجه محطات كهرباء السودان من طاقة ... إستثمارات سنوية تبلغ قيمتها مليارات من الدولارات الأميريكية و لا تجد مسؤلا على مستوى وزير أو أقل من ذلك يفتتح هذه المشاريع الحقيقية وتنصب له الخيام وتقام له الحفلات و تعزف له المعازف و تضرب له الدفوف فيتمايل رقصا وطربا تماما كما تفعل المغنيات الهابطات الذين يحاولن ان يغطين فشلهم الفني بإبراز مفاتنهم الجسدية بالرقص وهز الأرداف والصدور وهشك بشك وحاجات تانيه مانعاني... في أم بادر كان مزاج الرئيس عالي جدا فقالها بصوت عالي " يا جماعة يمكنكم أن تأخذوا المعونات من منظمات الخواجات و لكن لا تنسو جلد ظهورهم".... هذا الحديث لرئيس جمهوريتنا العظمى بثته بعض القنوات السودانية مباشر على الهواء... لا أدري لماذا اختار البشير هذا النوع من العقاب للخواجات؟ او ربما كان نوع من الشكر والعرفان لهذه المنظمات التي لم تبخل أبدا في مساعدة أخوتنا من السودانيون الذين شردتهم الحرب اللعينة و أفقدتهم المأوى و مصادر كسب عيشهم... هل قصد البشير جلد ظهورهم أي إذلالهم وخضوعهم لسلطان الدولة؟ فالجلد هو أحقر عقوبه تفرض على بني البشر إن لم يكن يصاحبها سند ديني وبما أن الخواجات لا يدينون بدين الإسلام فأكيد أن البشير يقصد ذلتهم.. ولكن إذا كان فعلا يريد البشير عقابهم فلماذا لم يطردهم وإبعادهم من البلاد؟ أليس السودان الذي يحكمه البشير دولة ذات سيادة مستقلة.؟ أم أنه يقصد بجلد الظهور الفتك بهم وقتلهم والتنكيل بهم وبجثثهم تماما كما فعل من قبل عندما كان يوصي على الهواء مباشرة قواته المتأهبة للمعارك في دارفور بأنه لا يريد أسير أو جريح وهي دعوة صريحة للإبادة واللبيب بالإشارة يفهم..... وبالطبع لا يمكن ان يكون قصد البشير بجلد الظهور كناية عن الرجولة والشهامة كما يفعل أهلنا الجعلية في أفراحهم .... صحيح أن البشير جعلي لكن الخواجات ما جعليين وجلدهم أحمر و أملس لا يتحمل جلد السياط... أنها دعوى لإحداث الفوضى وإثارة الفتنة التي تمكن هذا النظام من تصفية خصومة في وضح النهار بهذا النوع من الفتن... المعروف لدى الجميع عجز الحكومة في تلبية أبسط احتياجات الناس في المناطق شبه الآمنة التي نزحو اليها وكذلك عجزها الواضح في بسط الأمن والطمأنينة في المدن والمحليات الكبرى مما دعى منظمات الإغاثة العالمية والإقليمية و المحلية الإطلاع بدورها الطوعي والأخلاقي تجاه النازحين و سد رمقهم بتوفير المأكل و المسكن و المشرب وهي الإحتياجات الرئيسية لكل بني آدم كرمه الله تعالى وأهانته حكومة البشير وزمرته من حاشيته السياسية المدنية المتسلطة و عصابته العسكرية من الجنجويد ومليشاته المؤدلجة... [email protected]