في معرض رده على مطالبة الاستاذ فاروق ابوعيسى تيار الاصلاحيين بالاعتذار للشعب السوداني، جاء رد القيادي بالتيار الاصلاحي الدكتور اسامة توفيق على تصريحات أبو عيسى كالاتي "أقول لأبو عيسى ألحس كوعك، والمشتهي الحنيطير يطير"، وتساءل الدكتور "من هو أبو عيسى، وما هو تحالف المعارضة"!! وقال "ان المهدي غادر التحالف وسيلحق به الترابي وانهم لن يربطوا انفسهم به مبيناً أن تحالف أبو عيسى لا يمثل الشعب. الردود خارج السياق والتعامل بالفهم المسبق افة كبيرة ابتلي بها معظم اهل السودان سياسيين كانوا ام اكاديمين، الحكم المبيت على الاشياء والاقتناع بذلك الحكم ومن ثم بناء ردود الافعال على تلك القناعة في عالم متغير لحظيا هو امر غاية في الجهالة والتبسيط والتساهل ان لم اقل الاستهتار، وخصوصا عندما يتعلق الامر بالشان العام، وهذا ليس دفاعا عن ابوعيسى بل وببساطة اعمالا للعقل والمنطق. ماذا قال ابوعيسى حتي يرد عليه بمثل تلك الوقاحة والاستعلاء والعنجهية، ابوعيسى لم يتحدث عن انجازات تحالف المعارضة ولم يعلن ان انشقاق الاصلاحيين لا يمثل اضافة لذلك التحالف، ولكن قال وبالحرف "يجب على الاصلاحيين ان يعتذروا للشعب السوداني عن 24 عام من المشاركة في الحكومة"، وهذا منطق يرد عليه بمنطق، لا ان يقابل بسخرية واستعلائية كما اركان نقاش الجامعات. المنطق ان يرد الاسلامواصلاحيون مثلا بان لا حاجة للاعتذار عن فقدان ثلث الارض وثلاثة ارباع الثروة والجرائم التي طالت لائحة اتهامها راس الدولة شخصيا، وتفشي القبلية والجهوية، والمستقبل المظلم الملئ بمزيد من التفتت، وهذا اقل مايقال عن ال 24 سنة العجفاء، فبدلا من حدة اللسان وشخصنة الامور يجب على الاسلامواصلاحيين ان يرتدوا على الاقل في الوقت الراهن قناع ديمقراطي يخفي العنجهية والاستعلائية التي يتعامل بها رجال الاسلام السياسي عن بكرة ابيهم صغيرهم قبل كبيرهم. وفي المقابل يمكن ان يكون رد الاسلامواصلاحيين اعتذار عن 24 عام من اللعب على دقن الشعب الطيب باسم الاسلام ويشفع ذلك الاعتذار ب "فرش الملاية" كما يقول اخواننا في شمال الوادي كعربون ثقة للشعب السوداني فمسالة الاعتذار بمبدأ "الكيشة كفتوا واعتذر ليهو" لا تجدي هنا. اضف على نعومة ابوعيسى في المطالبة ابالاعتذار، الاصلاحيون مطالبون ليس فقط بالاعتذار انما الاعتراف بجرائم النظام مما يهز سلطته ويزلزل عنجهيته. على الاصلاحيين ان يفتحوا للشعب السوداني وبكل شفافيه ملفاتهم و صدورهم ويتحدثوا بكل حرية عن دارفور وما يحدث وظل يحدث منذ العام 2003، يجب ان يتحدثوا عن اموال البترول المنهوبة والفساد الذي غطى كل شي وحوداث الطائرات وتدمير المشاريع المنتجة وتحويل الشعب السوداني من شعب منتج الي عالة يتسول قوت يومه لان كل هذه الامور ليست ملك خاص لاحد انما شان عام يهم كل الشعب السوداني، ثم بعد ذلك يرى الشعب رايه في هؤلاء الاصلاحيين هل يعفو ام يحاسب، لكن طالما لديهم الي الان القدرة على الاستعلاء والمكابرة فمصلح الاصلاحيون لا يليق بهم لان الاختلاف لا يزال اختلاف مقدار وليس اختلاف نوع. الطاهر عبدالله [email protected]