الدكتور عبد الحميد موسى كاشا ..أحد كوادر المؤتمر الوطني ممن تقلبوا في عدة مناصب تراوحت بين وزارة التجارة الى الزراعة ..ثم والياً منتخباً في مناطق أهله بدارفور ، بيد أنه في غمرة الصراعات هناك قيل أنه أصطدم ببعض أصحاب النفوذ داخل حلبة المؤتمر فأنحازت كابينة القيادة ضد الرجل الذي شعر بغبن لم يلبث حياله أن تقدم باستقالته في بادرة تعتبر نادرة في نهج كوادر الإنقاذ الذين أصبحوا كالموميات متحجرين على أنفاس الناس ..ولم يجاريه أحد على المدى القريب إلا الراحل المهندس عبد الوهاب محمد عثمان الذي تقدم باستقالته على خلفية فضيحة مصنع سكر النيل الأبيض ! ولكن الدكتور كاشا عاد الى ذات الولاية التي كان قد تم نقله اليها من ولايته التي إنتخبته واستقال إحتجاجاً على ذلك القرار حفاظاً ساعتها كما فهم الناس على ماء وجهه..فدلق بعودته معيناً بقية ذلك الماء ! الآن الرجل تجلى فشله في إحتواء الصراعات القبلية بين الرزيقات والمعالية التي سالت فيها دماء غذيرة وعزيزة ، فتأكد الوالي أكثر من إنه قد أقحم باعادته والياً معيناُ في المكان الخطأ ، فعاد مرة أخرى وأستقال من منصب والي شرق دارفور المستدحثة فقط في خضم سياسة التشظية لمجرد الترضيات وجبر الخواطر وليس لتقصير الظل الإداري كما يشاع، في الوقت الذي يتصاعد فيه صوت أهل دارفور لإعادتها الى سيرتها الأولى موحدة وكبرى ! وهو ما يخشاه النظام الذي تعود العيش كالطفيليات في مناخات تقطع الجداول لأنه لا يجيد السباحة في الأنهر الكبيرة والنقية المياه ! بعض التسريبات حول التشكيل الوزاري المزمع إعلانه قريبا تقول إن كاشا مرشح للعودة كوزير للزراعة التي لم يحقق فيها نجاحات في المرة السابقة مثلما فشل في مهمته كوالٍ وقد عبر عن ذلك معترفاً في تبرير إستقالته الأخيرة بالأمس ! هل في أدبيات الإنقاذ بقية كرامة تعلم منها الرجل بعد أن خرج مرة من باب أولى ثم عاد من النافذة الضيقة وخرج هروباً بالأمس من ثقب سقف النظام الذي بدأ يتسع ، وهل يرفض كاشا الترشيح الوزاري ولو يكتفي بالعمل الحزبي بعيداً عن المناصب التي جعلت منه ملطشة ! ولكن ..يقيني أنهم هيهات أن يتعلموا من أخطائهم التي نأكل حصرمها نحن والوطن التي تساقطت أسنانه من علك الحصا ..! ولعل ذلك ما يضيف الى مأساتنا مع هذه العصابة فصولاً ظلت سطورها تتمدد في كتاب تجريب الفاشلين وتعلمهم الحلاقة في رأس يتم هذا الوطن الذي أصبح كرة بين يدي نظام ..تأكد رغم خوفه من الإنتفاضة الأخيرة.. التي قالت لدجاجه بالصوت العالي .. ( كر ) أن لا أحد من سياسي المعارضة الشائهة سيقول له ..(إنتر ) [email protected]