عبدالباقي الظافر… خطي الشيخ على عثمان من صالونه حافيا ..كان يودع كرم الله عباس الذي قدم استقالته من منصب والي القضارف.. النائب يشد على يد الرجل المستقيل..كرم الله يدعو للنائب بالتوفيق ..صالون الشيخ علي عثمان بضاحية الرياض كان في جوفه بالامس فريق ازمة..الشيخ ومساعديه ووالي القضارف كانوا يفككون قنبلة موقوتة..حالة من التصادم بين المركز وولاية القضارف كانت اقرب للحدوث..الخلفية القانونية للاستاذ علي عثمان مكنته من اقناع والي القضارف بضرورة الترجل..الوالي كرم الله خط استقالة تاريخية جنبت بلادنا محنة دستورية. الحكومة بدأت في الفترة الاخيرة تسلك سبل الديمقراطية في تعاطيها مع ثقافة الاستقالة..وزير الصناعة قدم استقالته بعد اخفاقه في افتتاح مصنع سكر النيل الابيض في موعده المعلوم..صحيح ان القيادة رفضت طلب الوزير واعادته الى منصبه معززا مكرما. ذات الامر تكرر مع وزير الاعلام عبدالله مسار..الوزير مسار قطع شارع الجامعة وولج الى مكتب الرئيس في القصر الجمهوري دافعا استقالة مسببة..الرئيس وبعد وقت غير طويل تفهم طلب وزيره للاعلام وقبل استقالته و اصبح عبدالله مسار يحمل لقب الوزير المستقيل. ذات الادب كان من المفترض ان يسري على وزيرة الدولة بالاعلام سناء حمد العوض..الوزيرة تم اعفائها دون ذنب واعتمادا على موازنات تدركها القيادة..كان من الافضل ان يحمل وزير رئاسة الجمهورية رغبة الرئيس للوزيرة سناء حمد العوض..بناءا على ذلك تكتب الوزيرة استقالة وتغادر مكتبها محفوفة بالاحترام بدلا بالاحساس انها طردت من الوظيفة العامة دون مبرر واضح. ذات المنهج كان يمكن ان يطبق مع عبدالحميد كاشا والي جنوب دارفور المقال..ليس من الصعب على الحزب الحاكم اقناع عبدالحميد موسى كاشا بكتابة استقالة تحفظ له ماء وجهه امام الجماهير التي انتخبته واليا. حتى الفريق عبدالرحيم وبعد استرداد هجليج كان عليه ان يتحمل اسباب الهزيمة المرة ويكتب استقالته لرئيس الجمهورية..ليس من اليسير ان يقيل الرئيس وزيره للدفاع بحكم صلة الصداقة..ولكن على الوزير ان يرفع الحرج عن القائد الاعلى عبر استقالة مسببة. اذا كان بمقدور السلطة اخراج قراراتها بصورة ناعمة وودية لماذا تلجأ الى الخشونة غير القانونية..توطين ثقافة احترام القانون تبدو سلوكا مرغوب فيه..المنصب العام يجب ان يكون تكليفا لا تشريفا..تحت وطأة هذا الاحساس تظل الاقامة في الوزارة تقتضي قصر الصلاة. الان نجحت الحكومة في عبور الشوط الأول من اللعبة الدستورية بخروج والي القضارف من (القطية) دون خسائر..المرحلة القادمة تقتضي فتح المنصب الكبير امام جميع الاحزاب..وعلى لجنة الانتخابات ان تعلن على الملاء قيام الانتخابات حتى لايفاجأ الناس بانتخاب وال جديد عبر فقه الاجماع السكوتي..على الحزب الحاكم الا يخاف من تجربة كرم الله ويحاول ان يبحث رجلا من اهل الثقة والطاعة. بصراحة النائب الأول الاستاذ علي عثمان يستحق اشادة خاصة لعبوره بالازمة الى بر الامان..ولكن الوالي المستقيل كرم الله يستحق ان ترفع له القبعات..قاتل الرجل بشراسة واختار النهاية التي تناسب الحدث (الاستقالة من موقع القوة).ولكن متى يستقيل الوزراء الذين الذين ارتبط الفشل والانكسار بهامتهم. [email protected]