بسم الله الرحمن الرحيم مع حسين .. حكاوي الليالي المقمرة.. لا تطمر التاريخ السياسي لا خلاف في ان مستوي المشاهدة لبرنامج الاستاذ حسين خوجلي اليومي في قناة امدرمان الفضائية مرتفع بصورة ادهشته هو شخصيا كما اعترف بشخصه لبرنامج اوجدته تصاريف القدر.. في مصادفة نتجت عن ايقاف البرنامج الخاص باقوال الصحف لعبد الباقي الظافر بواسطة الاجهزة الامنية.. نتيجة لاستضافته لغازي صلاح الدين عند انشقاقه علي المؤتمر الوطني ..وحيث انه صاحب القناة وكان يقدم من خلاله فقرة عمود علي الهواء .. ولان نوعية البرنامج الموقوف لا غني عنها في القنوات الاخبارية وقنوات المنوعات .. فقد انبري للبرنامج حلاً لمشكلة طارئة .. واختار له عنوانا في عجالة شبيهاً باسم برناج مع هيكل في فضائية الجزيرة ..مع الاختلاف الكبير في محتوي البرنامج ..وان من سعي لهيكل واطلق التسمية هي قناة الجزيرة وليس هيكل .. وهذا يشير الي طبيعة ٍ شخصية تحب تحضير نفسها كما يقول اهل المسرح.. ولا يحتاج المرء الي كثير عناءٍ لمعرفة اسباب ارتفاع مستوي المشاهدة ..فقد اختار اسلوب سرد الحكاوي الذي استدعاه من التراث السوداني .. ووقع توقيت البرنامج في الوقت الذي يحلو لشلل الانس فيه الالتئام.. بعد اداء فريضة العشاء.. ويفترقون علي تصبحون علي خير !!وللحق فان لحسين خوجلي ما يحكيه .. فعلاوة علي حسن اطلاعه واهتماماته الادبية وحفظه للكثير من الشعر الفصيح منه والدوبيت واختلافه عن بقية الاخوان المسلمين في اظهاره لحب الغناءوالحفلات واحتفاظه بآلاف اشرطة الغناء ولقاءات مع الفنانين والشعراء.. فقد توفرت له الظروف التي جعلته يلتقي الشرائح العليا من المجتمع من ساسة وادباء ومثقفين ورجال اعمال نتيجة لنشاطه السياسي والاهم..ان اول وظيفة شغلها في الصحافة هي رئاسة التحرير ..كما لاحظ احد الظرفاء عندما سرده لعجائب في السودان منها ان اول وظيفة سياسية للصادق المهدي هي رئاسة الوزراء!!! وقد سار علي هذا الخط متجاهلا طبيعة برامج اقوال الصحف بلا ضيف فاصبح يصدق علي البرنامج شكل برامج الون مان شو..لذلك فالبرنامج يتارجح بين الاثارة والرتابة وفقا لنوع الحكاوي وعدد النكات .. وان عابه علي العموم بطء الايقاع ..وهي طبيعة سكنت جينات مقدم البرنامج من الاصول البدوية ووقتهم الماهل في السهول المتسعة.. ما لا يتناسب بالضرورة مع ايقاع العصر ولان كان هذا في جانبه الثقافي البحت .. الا ان الوضع في الشق السياسي - وهو ما يندرج البرنامج تحته في الاصل - مختلف تماما .. فهو يعتمد فقط علي السخط ومهاجمة الفساد والوزراء والسخرية منهم وسياساتهم ما يشي بالجراة ويشفي غليل قوم يفتقدون هذا النمط في القنوات السودانية... ولكنه يرعي في قيده .. فلا يقترب من الرئس وتائبةونافع واجهزة الامن والجيش ..بل ويغني لهم ويمجدهم .لذلك تبدو محاولاته للحديث عن حزب السودانيين وجمهورية الحي تهويمات لا اثر لها علي الناس .. والاهم من ذلك كله فان دوره في تقويض الديمقراطية من خلال صحيفته الوان وتغنيه بالانقاذ وسياساته ورجالاته وتسويقه لهم .. لا يمكن طمره او محوه مهما حاول ..وهو في هذا لا يختلف عن بقية المنشقين وراي الشعب السوداني فيهم بالحق يضعهم في سلة واحدة .. واختلافه الوحيد عنهم في انه يملك فضائية هو حر في ما يقول فيها ما دام يرعي في قيده كما سبق ذكره .. اما الاخرون.. فتوقف البرامج بواسطة الامن ان ظهروا فيها وتهدد القناة بايقافها اذا تكرر ذلك .. وهو الوجع والمعالجة الغالية التي لا قبل بمستثمر به. معمر حسن [email protected]