بسم الله الرحمن الرحيم قرأتُ مقالاً بصحيفة الجريدة تحت عنوان (زمن المهازل)، العدد 939 ليوم الجمعة 15/11/2013م الموافق 11محرم 1435ه. في البدء أوافق الكاتب على عنوان مقاله، وحقاً هذا زمن المهازل، وأضيف له ... وياناس أمرحوا. الموضوع ينتقد مقدم الحلقة من برنامج (أسماء في حياتنا) الاستاذ عمر الجزلي، انتقده لأنه قال كلمة حق وهي قوله: (إختلفت الآراء في هذا الجانب والكثيرون يقولون أن إعدام محمود محمد طه كان صحيح) إنتهى. أولاً أقول أن اختلاف الآراء وارد في كل شيء حتى أن البعض اختلف في الذات الالهية وذلك عند الملحدين بقولهم (لا إله والكون مادة)، أما القول الفصل والحق الذي ليس بعده إلا الضلال المبين فهو قوله سبحانه وتعالى وقول نبيه صلى الله عليه وسلم، ثم أنني لم أشاهد البرنامج الذي كان ضيفه الشيخ حسن أبوسبيب الذي أكن له كل التقدير والاحترام، ولكني أشكُّ أن يكون الشيخ أبوسبيب قال الذي قرأته في هذه الصحيفة بقلم الكاتب حيدر أحمد خيرالله، لمعرفتي به - أي أبوسبيب - وأنه عالم ولا تفوت عليه النصوص القرآنية والأحاديث النبوية، وهو الذي يحفظ القرآن والسنة المطهرة ومع ذلك اذا صحّ مقاله فإنا لنا في بلعام بن باعوراء عبرة وهو كان أعلم أهل زمانه بعد نبي ذلك الزمان، والذي أنزل الله فيه قرآن يُتلى الى يوم القيامة فيه درس عظيم لهذه الأمة أن تتعظ من بلعام بن باعوراء الذي كان يجلس في مجلس علمه أكثر من ألف دارس، ولكنه كما وصفه الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم أنه رَكَنَ الى الدنيا وارتدّ عن الدين، يقول تعالى في سورة الأعراف: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ فَكانَ مِنَ الْغاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنا لَرَفَعْناهُ بِها وَلكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَواهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ(175)). ويقول أيضاً في سورة المدثر (مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43)). ويقول أيضاً في سورة المرسلاا (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ اِرْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ)، ويقول في سورة القيامة (فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى (31) وَلَكِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى (32) ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى (33) أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (34) ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (35)). وأما الأحاديث فمنها قول النبي صلى الله عليه وسلم: (بين العبد وبين الشرك و الكفر ترك الصلاة) رواه مسلم. وقوله صلى الله عليه وسلم: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) رواه أحمد والترمذي، وقوله صلى الله عليه وسلم: (من لم يحافظ عليها لم تكن له نوراً، ولا نجاة، ولا برهاناً، وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان، وأبي بن خلف)) رواه أحمد وأبن حبان، وقال عبدالله بن شقيق التابعي رضي الله عنه (كان أصحاب رسول الله لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة) رواه الترمذي، وقال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه (لا حظّ في الاسلام لمن ترك الصلاة). وإليك الأحكام الشرعية: 1. تارك الصلاة كافر مرتد، يُستتاب من ولي الأمر فإن تاب وإلا قُتل مرتداً. 2. لا يُغسّل ولا يُكفّن ولا يُصلى عليه ولا يُقبر في مقابر المسلمين، ولا يحل تقديمه للمصلين ليصلوا عليه. 3. لا يجوز الدعاء له بالرحمة والمغفرة بعد موته. 4. لا يجوز أن يرث أحداً من المسلمين ولا يجوز ولايته على مسلم من أبناء وأخوان وغيرهم. والأدلة من القرآن والسنة كثيرة ومعلومة لطالب الحق. والله من وراء القصد... أحمد أبوعائشة [email protected]