غازي محي الدين عبد الله كباشي ظهر الصحفي "الإسلامي" الإستاذ حسين خوجلي في قناته الفضائية الخاصة "أمدرمان" المملوكة له في ثوب الواعظ والمصلح السياسي والإجتماعي في برنامجه المشاهد "مع حسين خوجلي" ... أعتقد أن الجميع يدرك تماما أن حسين خوجلي كان جزء من منظومة الإنقاذ وعضوا بارزا ونشطا في الحركة الإسلامية ... وهو من تقع على عاتقه شخصيا مسؤولية تقويض النظام الديمقراطي من الفترة 86 الى 89 وذلك من خلال صحيفته الوان التي استباحت كل حرمة ومارست الفوضى و التضليل بأسم حرية الصحافة التي وفرها النظام الديمقراطي وصانها بأمانة وشرف السيد الصادق المهدي رئيس الوزراء آنذاك ويشهد على ذلك حسين خوجلي نفسه والذي قال منتقدا سياسة نظام الإنقاذ في الرقابة القبلية للصحف ومصادرة كثير من الصحف قبل إصدراها "أشهد أن السيد الصادق المهدي لم يكسر لنا قلما طوال فترة حكمه" ويقصد بذلك الصحافة على وجه العموم... يعلم حسين خوجلي مدى الجرم الذي أرتكبته صحيفته الوان في حق الشعب السوداني ونظامه الديمقراطي وكيف ساهم إعلام الإثارة والتزيف والتضليل في تعويق مسيرة الديمقراطية التي كانت أصلا تعاني من تعقيدات كثيرة... لقد سعت صحيفة الوان وغيرها من صحف الجبهة الإسلامية الأخرى خلق حالة من الفوضى في الشارع وزرع الإحباط في نفوس الجماهير وممارسة القتل الذاتي للشخصيات البارزة والمؤثرة والتمهيد والتبشير بالقادم الجديد ألا وهو انقلاب 89 من يونيو... لا غبار ابدا ان ينتقد حسين خوجلي نظام الإنقاذ وسياسته وإن جاءت متأخرة جدا خيرمن الإستمرار في حالة التيه والضلال وتجميل القبيح.. لكن أن يكون حسين خوجلي او أي من زمرته قائد التغير فهذا لا يستقيم ابدا فالدود الذي يخرج من فطيسة نتنة لن يستطيع العيش إلا في محيط فطيسة نتنة أخرى.... كان الأحرى أن يقدم الإستاذ حسين خوجلي إعتذاره للشعب السوداني عن ما أرتكبه من جرم قبل أن يشرع في مسألة نقد نظامه الذي صنعته أيديه ... لقد ضيع هذا النظام الذي صنعه الإستاذ حسين خوجلي وزمرته على السودان 24 سنة فقدنا فيها الكثير... كثير من الأسر تشردت وعاشت ويلات الجوع والعوز بعد طرد عائلها من الخدمة المدنية والعسكرية تحت بند الولاء و التمكين ... شبابنا وفلذات أكبادنا حصدتهم نيران الفتنة والغدر في محرقة الجنوب تحت شعار الجهاد... كثيرون منا انتهكتك كرامتهم وسلب شرفهم أو فقدوا حياتهم في بيوت الأشباح... على المستوى الجماعي نهبت أموال البلاد ودخلت في خزائن حفنة من تجار الدين وأقارب المسؤولين والنافذين في النظام... إنهار النظام التعليمي في البلاد وحرمت الأسر الفقيرة من تعليم أبنائها بسب سياسة النظام الرعناء في هذا الحقل برفع الدعم عن التعليم العام وتقلص الدور الحكومي لصالح التعليم الخاص الذي اصبح استثمارا مربحا لا تدخل في حساباتة مجانية وإجبارية التعليم كما هو في معظم دساتير العالم التي تحترم بني آدم وتقدر دوره الذي يمكن ان يلعبه مستقبلا طالما اصبح متسلحا بالعلم. .... ضُرب الإقتصاد السوداني في مقتل وأختل توازنه بسبب المشاريع التنموية الفاشلة والفساد وغياب الشفافية فتجاوزت ديون السودان رقما خرافيا...الإضهاد بسب العرق أو اللون مما أدى الى تقسيم البلاد وانتشار الحروب والفتنن في كل أنحاء البلاد كانت حصيلتها موت مئات الألاف من ابناء شعبنا في دارفور وكردفان والنيل الأزرق وتشريد مئات الآلآف من النساء والأطفالوالشيوخ..... تدمير مدن بعينها و تهميشها بدافع الإنتقام والمعاقبة الجماعية بسبب سلبية تجاوبها مع الإنقلابيين.. لن استطيع ان اعدد المآسي والمحن التي تسبب فيها الإستاذ حسين خوجلي وزمرته وجعلت السودان وشعبه في مؤخرة الأمم فإن كان قلب حسين خوجلي فعلا على السودان و أهله فليصمت 24 سنة و يتوارى عن الإنظار هو وجماعته وليستحوا على حالهم ويتركوا الشعب السوداني يحل مشاكله بنفسه بعيدا عن نفسهم الزفر ومنهجهم المعوج. لقد وضح جليا أن برنامج حسين خوجلي الذي جذب كثير من أفراد الشعب السوداني خصوصا المكتويين بنار هذا النظام وجعلهم ينتظرون بشوق برنامجه الذي ينفث كثيرا عن همومهم ما هو إلاصنيعة ما يسمى بالحركة الإسلامية هدفه الرئيسي هوغسيل دماغ جماعي للشعب السوداني وقد اوكلت هذه المهمة للخبير المتمسح لامع البشرة ستكون مهمته الأساسية تشويه صورة كل الأحزاب الموجودة بالساحة بما فيها المؤتمر المؤتمر الوطني تماما كما فعلت صحيفته الوان بالديمقراطية الثالثة... المراد هو خلق حالة من الكراهية الشعبية لهذه الأحزاب ودفع جماهيرها للتمرد عليها ... هكذا جاء حسين خوجلي الى برنامجه وفي معيته ما يطلق عليه حزب السودانيين.... وقد قالها في أحدى حلقات برنامجه حزب الأمة كلام فارغ... حزب البعث كلام فاارغ.... الحزب الشيوعي كلام فارغ .... الحزب الإتحادي كلام فارغ.. حزب المؤتمر الوطني كلام فارغ.... لا نخالفك الرأي أن المؤتمر الوطني كلام فارغ لأنه ليس حزبا أصيلا.... أنه حزب طفيلي فهو تحالف بين تجار الدين والسماسرة والحرامية والدجالين والمشعوذين وأصحاب العاهات النفسية والأغراض المريضة ... أما أحزاب الأمة والإتحادي والشيوعي وغيرها من الأحزاب العريقة فهي صاحبت مبدأ و رأي ومواقفها مشرفة ووطنية ورجالها وطنيون وشرفاء وعفيفي اليد واللسان بعيدا عن اخطائها وتقديراتها السياسية..... هكذا وضح جليا الدور المضلل الذي يلعبه حسين خوجلي في الترويج لحزب جديد تركب على قيادته قيادات الحركة الإسلامية المعدة أصلا لهذه المرحلة ... والمعروف لدي الجميع أن الحركة الإسلامية ما هي إلا أفعى سياسي يغير جلده كلما تكاثرت عليها النكابات فهي الأخوان المسلمون، جبهة الميثاق، الإتجاه الإسلامي، الجبهة القومية الإسلامية ، شباب الإنقاذ ، المؤتمر الوطني ، المؤتمر الشعبي .... وها نحن في انتظار بشارة حسين خوجلي بميلاد الحزب الجديد... إن شعور الحركة الإسلامية بقرب نهاية المؤتمر الوطني وإنتهاء دوره جعلها تستجعل إستدعاء وليدها الجديد الذي يبشر له حسين خوجلي من خلال برنامجه "مع حسين خوجلي" ... وسوف لن ينطلي علينا ابدا إدعاء حسين خوجلي وقوفه مع الشعب وإنحيازه له ومصادمته للحكومة.... ما يقوله حسين في برنامجه عن النظام لا يُكتب خمسه في المقالات الصحفية التي يعدها المعارضين الشرفاء الحقيقين ومع ذلك تتم مصادرة صحفهم قبل صدورها و يتعرض الصحفي للتنكيل والتشريد بينما حسين يجلس في عليائه و يتكرم على الشعب السوداني بنقده المدروس والمحبوك للنظام لإخراج الحركة الإسلامية من الركن الضيق الذي وجدت نفسها فيه دون توقيف أو تهديد او تنكيل.... كنت اتمنى ان تكون المعارضة السودانية في موقف حسين خوجلي تخاطب الشعب السوداني عبر قناة فضائية .. تفضح النظام وتعريه أمام الشعب والمخدوعين به.. تروي ظمأ الشعب المتعطش لسماع كلام مثل كلام حسين خوجلي ... الكلام الحق الذي يريد به حسين خوجلي وزمرته باطلا... كنت اتمنى ان تكون المعارضة قد عرفت قدر الإعلام الفضائي وفعاليته في قيادة الجماهير وهى ترى بأم عينها فتي الإنقاذ الذي يحاول توجيه بوصلتها في الإتجاه الخاطيء.... انهم يسعون لسرقة الثورة قبل ان تنضج ثمارها.... [email protected]