الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
الانتباهة
الأحداث
الأهرام اليوم
الراكوبة
الرأي العام
السودان الإسلامي
السودان اليوم
السوداني
الصحافة
الصدى
الصيحة
المجهر السياسي
المركز السوداني للخدمات الصحفية
المشهد السوداني
النيلين
الوطن
آخر لحظة
باج نيوز
حريات
رماة الحدق
سودان تربيون
سودان سفاري
سودان موشن
سودانيات
سودانيزاونلاين
سودانيل
شبكة الشروق
قوون
كوش نيوز
كورة سودانية
وكالة السودان للأنباء
موضوع
كاتب
منطقة
السودان..مسيرات تستهدف مروي والفرقة 19 توضح
الرومان ينهون استعداداتهم ويرحلون صباحاً الى المناقل لمواجهة مصيرية
المريخ يوالي إعداده و الصربي يركز على الهجوم
أسد :يواصل التأهيل ويقترب من العودة
شاهد بالفيديو.. "بدران" الدعم السريع يتعرض لأقوى "زنقة" ويحاول التخلص بتحريف منها أحاديث نبوية
شاهد بالفيديو.. ناشطة الدعم السريع "أم قرون" تهدد بفضح قيادات المليشيا بكشف ما حدث في 15 أبريل بعد أن رفضوا منحها حقوقها المالية: (أنا طالبة من الدولة ما من جيب أبو واحد فيكم وحميدتي ما بقدر يحميني حقي)
شاهد بالفيديو.. حسناء مغربية فائقة الجمال تتحدث اللهجة السودانية بطلاقة وتعلن دعمها الكامل للشعب السوداني وتؤكد (لا فرق عندي بين المغرب والسودان)
شاهد بالفيديو.. ناشطة الدعم السريع "أم قرون" تهدد بفضح قيادات المليشيا بكشف ما حدث في 15 أبريل بعد أن رفضوا منحها حقوقها المالية: (أنا طالبة من الدولة ما من جيب أبو واحد فيكم وحميدتي ما بقدر يحميني حقي)
شاهد بالفيديو.. حسناء مغربية فائقة الجمال تتحدث اللهجة السودانية بطلاقة وتعلن دعمها الكامل للشعب السوداني وتؤكد (لا فرق عندي بين المغرب والسودان)
شاهد بالفيديو.. "بدران" الدعم السريع يتعرض لأقوى "زنقة" ويحاول التخلص بتحريف منها أحاديث نبوية
الحكومة السودانية تقدم أربع ملاحظات حاسمة على عرض الهدنة إلى الآلية التقنية للمجموعة الرباعية
السجن 15 عاما على مشارك مع قوات التمرد بأم درمان
تحرّك فعّال للتسوية..اجتماع مثير في تركيا حول حرب السودان
الطاهر ساتي يكتب: أو للتواطؤ ..!!
والي الخرطوم يعلن عن تمديد فترة تخفيض رسوم ترخيص المركبات ورخص القيادة بنسبة 50٪ لمدة أسبوع كامل بالمجمع
اتحاد أصحاب العمل يقترح إنشاء صندوق لتحريك عجلة الاقتصاد
غرق مركب يُودي بحياة 42 مهاجراً بينهم 29 سودانياً
أردوغان يعلن العثور على الصندوق الأسود للطائرة المنكوبة
اشتراطات الكاف تجبر المريخ على إزالات حول "القلعة الحمراء"
وزارة الصحة تناقش خطة العام 2026
"كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!
كأس العالم.. أسعار "ركن السيارات" تصدم عشاق الكرة
شاهد بالفيديو.. على طريقة "الهوبا".. لاعب سوداني بالدوري المؤهل للممتاز يسجل أغرب هدف في تاريخ كرة القدم والحكم يصدمه
شاهد الفيديو الذي هز مواقع التواصل السودانية.. معلم بولاية الجزيرة يتحرش بتلميذة عمرها 13 عام وأسرة الطالبة تضبط الواقعة بنصب كمين له بوضع كاميرا تراقب ما يحدث
انتو ما بتعرفوا لتسابيح مبارك
شرطة ولاية الخرطوم : الشرطة ستضرب أوكار الجريمة بيد من حديد
عطل في الخط الناقل مروي عطبرة تسبب بانقطاع التيار الكهربائي بولايتين
"فينيسيوس جونيور خط أحمر".. ريال مدريد يُحذر تشابي ألونسو
كُتّاب في "الشارقة للكتاب": الطيب صالح يحتاج إلى قراءة جديدة
لقاء بين البرهان والمراجع العام والكشف عن مراجعة 18 بنكا
السودان الافتراضي ... كلنا بيادق .. وعبد الوهاب وردي
وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول
أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان
أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان
وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير
شاهد بالصورة والفيديو.. "البرهان" يظهر متأثراً ويحبس دموعه لحظة مواساته سيدة بأحد معسكرات النازحين بالشمالية والجمهور: (لقطة تجسّد هيبة القائد وحنوّ الأب، وصلابة الجندي ودمعة الوطن التي تأبى السقوط)
إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة
السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء
وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"
مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة
بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات
ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟
غبَاء (الذكاء الاصطناعي)
مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم
صفعة البرهان
السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم
5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب
حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)
حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!
وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة
الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات
تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب
(مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)
المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية
دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان
والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة
شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر
السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
بأيِّ ذنبٍ يُقتلُ هَؤلاءِ الأبرياءُ ؟!
أ النميري بن محمد الصبار
نشر في
الراكوبة
يوم 27 - 11 - 2013
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ للهِ، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلى رَسولِ اللهِ، وعَلى آلهِ وصَحبهِ ومَنْ وَالاهُ، أَمَّا بَعدُ:
فَفِي يومنا الحَاضرِ ، يُرَوَّعُ الجميعُ بِعملياتٍ تفجيريةٍ إجراميةٍ تَجري أحداثها الدَّاميةُ في مختلفِ البلادِ الإسلاميةِ ، وبخاصَّةٍ العربية منها ، ويَكونُ من ورائِها مقتلُ الأبرياءِ الذينَ لا ذنب لهم ، ولا جريرةَ عليهم .
ونحنُ إزاءَ هذه الإعمالِ الإجراميةِ ؛ لَنتساءلُ بكلِّ حرقةٍ وألمٍ : بأيِّ ذنبٍ يُقتلُ هؤلاءِ الأبرياءُ ؟!! ولا يهمنا في هذا المقامِ أنْ نعرفَ الجهةَ الفاعلةَ لهذه الأعمالِ؛ فهذا من شأنِ الجهاتِ الأمنية المختصَّةِ بهذا الأمرِ ؛ وإنما المهم لَدَيْنا أنْ نُدركَ شَناعةَ هذه الأعمالِ وجسيمَ آثارِها على الفردِ والجماعةِ والأُمَّةِ .
إِنَّ أُولئكَ الأبرياءَ ذهبوا إلى ربِّهم ، وهم يَشكونَ غدرَ الغادرينَ وخيانةَ الخائنينَ.
أَمَّا أولئكَ النَّفرُ الَّذِينَ كانوا وراء تلكَ الأعمالِ البشعةِ الغادرةِ ؛ فحقيقٌ بنا أنْ نُعْلِنَها صَريحةً مُدوِّيةً في وجهِ كُلِّ واحدٍ منهم بلا تَلجلجٍ ولامواربةٍ -إنْ كانَ مُنتسباً للإسلامِ-: إِنَّكَ يا غُدرُ أبعدُ ما تكونُ عنْ تعاليمِ الإسلامِ السَّمحةِ ، وإنْ تَمسَّحتَ بها زوراً وبهتاناً .
وإنَّكم واقفونَ في يومٍ عظيمٍ مُفزعٍ مَهيبٍ أمامَ محكمةِ العدلِ الإلهيةِ ، الحَاكمُ فيها : (ربُّ العالمينَ) ، و(ملكُ السمواتِ والأرضينَ) ، القائلُ في كتابهِ المبينِ :
{وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ }[الأنبياء : 47] .
وعَنْ جَابِرٍ-رضيَ اللهُ عَنْهُ-، قَالَ: لَمَّا رَجَعَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مُهَاجِرَةُ الْبَحْرِ، قَالَ: ((أَلَا تُحَدِّثُونِي بِأَعَاجِيبِ مَا رَأَيْتُمْ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ؟ قَالَ فِتْيَةٌ مِنْهُمْ: بَلَى، يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَيْنَا نَحْنُ جُلُوسٌ مَرَّتْ بِنَا عَجُوزٌ مِنْ عَجَائِزِ رَهَابِينِهِمْ، تَحْمِلُ عَلَى رَأْسِهَا قُلَّةً مِنْ مَاءٍ، فَمَرَّتْ بِفَتًى مِنْهُمْ، فَجَعَلَ إِحْدَى يَدَيْهِ بَيْنَ كَتِفَيْهَا ثُمَّ دَفَعَهَا، فَخَرَّتْ عَلَى رُكْبَتَيْهَا، فَانْكَسَرَتْ قُلَّتُهَا، فَلَمَّا ارْتَفَعَتْ الْتَفَتَتْ إِلَيْهِ، فَقَالَتْ: سَوْفَ تَعْلَمُ يَا غُدَرُ إِذَا وَضَعَ اللَّهُ الْكُرْسِيَّ، وَجَمَعَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ، وَتَكَلَّمَتْ الْأَيْدِي وَالْأَرْجُلُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ، فَسَوْفَ تَعْلَمُ كَيْفَ أَمْرِي وَأَمْرُكَ عِنْدَهُ غَدًا. قَالَ: يَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((صَدَقَتْ صَدَقَتْ، كَيْفَ يُقَدِّسُ اللَّهُ أُمَّةً لَا يُؤْخَذُ لِضَعِيفِهِمْ مِنْ شَدِيدِهِمْ؟))(1).
وما نَدري-والأيام حُبلى بالأعاجيب- إلى أيِّ هُوَّةٍ عميقةٍ يسقطُ هؤلاءِ ، وإلى أيِّ دركٍ سحيقٍ يَنْكَبُّ أُولئكَ!!
إِنَّ هؤلاءِ المجرمونَ ، العابثونَ بأرواحِ الأبرياء ودمائهم ؛ قد ارتكبوا أعمالاً في غايةِ القُبحِ والشَّناعةِ ؛ تشمئزُ منْها أصحابُ الفطرِ السليمةِ ، و تضيقُ بسببها صدورُ ذوي المروءةِ والشهامةِ ، وقد ورَّطوا أنفسهم-عياذاً بالله- في موبقاتٍ مهلكةٍ ، ومنْ هذه الموبقاتِ ما يلي :
1-سفكُ الدَّمِ الحرامِ المعصومِ ؛ وقد جاءَ الإسلامُ في تشريعاتهِ المحكمةِ بحفظِ هذه الكُلِّيِّةِ العظيمةِ ، والتَّشديدِ في شأنها ؛ وفي ذلكَ يقولُ الله تعالى : {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً }[النساء : 93] .
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَجُلًا أَتَاهُ فَقَالَ أَرَأَيْتَ رَجُلًا قَتَلَ رَجُلًا مُتَعَمِّدًا قَالَ { جَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا } قَالَ : لَقَدْ أُنْزِلَتْ فِي آخِرِ مَا نَزَلَ مَا نَسَخَهَا شَيْءٌ حَتَّى قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا نَزَلَ وَحْيٌ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . قَالَ أَرَأَيْتَ إِنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ؟ قَالَ وَأَنَّى لَهُ بِالتَّوْبَةِ وَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
((ثَكِلَتْهُ أُمُّهُ رَجُلٌ قَتَلَ رَجُلًا مُتَعَمِّدًا يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ آخِذًا قَاتِلَهُ بِيَمِينِهِ أَوْ بِيَسَارِهِ وَآخِذًا رَأْسَهُ بِيَمِينِهِ أَوْ شِمَالِهِ تَشْخَبُ أَوْدَاجُهُ دَمًا فِي قُبُلِ الْعَرْشِ يَقُولُ : يَا رَبِّ سَلْ عَبْدَكَ فِيمَ قَتَلَنِي))(2) .
وفي خطبةِ حَجَّةِ الوداعِ يقول النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم فيما رواهُ عَنْهُ جابرٌ-رضي اللهُ عنهُ- : ((إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ حَرَامٌ عَلَيْكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِى شَهْرِكُمْ هَذَا فِى بَلَدِكُمْ هَذَا)) (3) .
وفي ضوءِ هذا النَّصِّ النَّبوِيِّ المحكمِ ، يقولُ شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ-رحمه الله: (( وَالْأَصْلُ أَنَّ دِمَاءَ الْمُسْلِمِينَ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَعْرَاضَهُمْ مُحَرَّمَةٌ مِنْ بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ لَا تَحِلُّ إلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ)) (4) .
2-الظلمُ والبغيُ والعدوانُ ؛ فلا يرتابُ عاقلٌ أَنَّ إزهاقَ الأنفسِ البريئةِ منْ أَشدِّ أنواعِ الظلمِ والبغيِ والعدوانِ ، وقد حَفلتْ نصوصُ الكتبِ والسُّنَّةِ بتحريمِ ذلكَ، وتوضيحِ العاقبةِ الأليمةِ لصاحبهِ ، كما في البيانِ الآتي :
أ-يقول تعالى : {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }[النحل : 90] .
ب-ويقول سبحانه : {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }[الأعراف : 33] .
ج- ويقول عَزَّ مِنْ قائل :{... وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ }[آل عمران : 57] .
د-ويقولُ جَلَّ في علاه :{...وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ }[الشعراء : 227] .
ه-وعَنْ أَبِى ذَرٍّ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فِيمَا رَوَى عَنِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قَالَ : (( يَا عِبَادِى إِنِّى حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِى وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلاَ تَظَالَمُوا))(5) .
3-الغدرُ والخيانةُ ، وهذا منَ المقطوعِ بتحريمهِ في الشريعةِ الإلهيةِ ؛ و لا أدلَّ على ذلكَ مِنْ أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ كانَ يَنْهَى عَنْهُ إِذَا بَعَثَ جُيُوشَهُ ؛ إذْ يقولُ: ((اخْرُجُوا بِسْمِ اللهِ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ مَنْ كَفَرَ بِاللهِ لَا تَغْدِرُوا ...))(6).
فهذا يقولهُ نَبِيُّ الرَّحمةِ و رسولُ الهدايةِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- وصيةً للجيشِ المسلمِ في ساحاتِ الوغى مع أعدائهِ الحربيينَ ؛ فقلْ لي -ناشدتُكَ اللهَ- كيفَ يكونُ الحالُ آنذاكَ مع مسلمٍ مسالمٍ ؛ أو مستأمنٍ دخلَ بأمانِ أحدٍ منَ المسلمينَ؟!!!
وقد أخرجَ الإمامُ أحمدُ في:"مسنده" بسندهِ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ فَقَالَ : أَقْتُلُ لَكَ عَلِيًّا ؟ قَالَ لَا ، وَكَيْفَ تَقْتُلُهُ وَمَعَهُ الْجُنُودُ ؟ قَالَ أَلْحَقُ بِهِ فَأَفْتِكُ بِهِ قَالَ لَا . إِنَّ رَسُولَ اللهَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( إِنَّ الْإِيمَانَ قَيْدُ الْفَتْكِ لَا يَفْتِكُ مُؤْمِنٌ))(7) . والفتْكُ هو الغدرُ(8) .
يقولُ حافظُ المغربِ ، الإمامُ ابنُ عبد البر-رحمه اللهُ- : ((والغدرُ أنْ يُؤمِّنَ ، ثُمَّ يقتلَ، وهذا حرامٌ بإجماعِ ، والغدرُ والقتلُ سواءٌ . قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ و سلَّم : ((الإيمانُ قيدُ الفتكِ لا يفتكُ مؤمنٌ))(9) .
وقالَ أيضاً :((إذا كانَ دَمُ الحربيِّ الكافرِ يَحرمُ بالأمانِ ؛ فما ظَنُّك بالمؤمنِ الَّذِي يُصبحُ ويُمسي في ذِمَّة اللهِ ! كيف تَرى في الغدرِ بهِ والقتلِ وقد قالَ صلَّى اللهُ عليهِ و سلَّم :
((الإيمانُ قيدُ الفتكِ لا يَفتِكُ مؤمنٌ))(10) .
أي أنَّ الإيمانَ الحقَّ يُقيِّدُ صاحِبَهُ أنْ يتردَّى في هُوَّةِ الغدرِ والخيانةِ ، فإنْ فعلْ كانَ ذلكَ بُرهاناً على خللٍ في إيمانهِ .
واللهَ أسألُ أَنْ يُعيذنا من الفتنِ ما ظهر منها وما بطنَ، وأنْ يَهديَ مَنْ ضَلَّ مِنْ عبادهِ إلى الهُدى وسواءِ السَّبيلِ .
(1)-إسناده قوي .أخرجه ابن ماجه في"سننه" برقم4010 .
(2)-إسناده صحيحٌ .أخرجه أحمد في :"مسنده" 2142 .
(3)-أخرجه مسلم في "صحيحه" برقم 3009 .
(4)-"مجموع الفتاوى" : (3/283) .
(5)-أَخرجه مسلم في"صحيحه" برقم6737 .
(6)-إسناده صحيحٌ.أَخرجَهُ الأمام أحمد في:"مسنده" : (1/390/ح3708).
(7)- إسناده صحيحٌ.أخرجه أحمدُ في مسنده 2728.
(8)-نصَّ على ذلك ابنُ فارسٍ في:"معجم مقاييس اللغة" : (4/471) ، مادة : (فتك) .
(9) ، (10)-"الاستذكار" : (5/33) .
[email protected]
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
هدي القرآن في التعامل مع النفاق العصري «2» قضية المنظمات الدولية نموذجاً.. أ/محمد سعيد الحفيان
بيان هيئة علماء السودان حول نصرة ثوار سوريا
فضائل الصوم
جمعتكم مباركة «21»
هل خلت مخرجات المؤتمر الثامن من غبن؟!! .. بقلم: أبوبكر يوسف إبراهيم
أبلغ عن إشهار غير لائق