وقعت دولتا جنوب السودان والسودان, تسع اتفاقيات في اديس ابابا,عاصمة الدولة الاثوبيا. ومن ضمن هذه الاتفاقيات, اتفاقية الترتيبات الامنية التي تنص من بين اشياء اخرى,على الميل اربعة عشر.والتي تنص بدورهاعلى ان يسحب الجيش الشعبي لتحرير السودان,قواتها اربعة عشر ميلا جنوب نهر كير.وكذلك القوات المسلحة السودنية,اربعة عشر ميلا شمالا.وذلك لخلق منطقة عازلة على امتداد القطرين.وواجه هذه الاتفاقية اتقادات واسعة,ومنقطع النظير في اوساط شعب جنوب السودان بصورة عامة,وشعب ولاية شمال بحر الغزال(اويل) بشكل خاص.ابتداء من القمة الى القاعدة.اي ابتداء من حاكم الولاية الفريق بول ملونق اوان,نهاية بالبسطاء من الشعب في اعماق قرى الولاية.والانتقاد هذا لم يكن عبثا او دون مبررات,وانما لاسباب منطقية وموضوعية.والوطر من النقد كان عبارة عن انزار وجرس تنبيه لراس الدولة,بالا يفرط او يتهاون في مكتسبات الامة.الا وهو حدود جنوب السودان الذي ورثناه من الاسلاف دون خلاف.وخروج شباب ولاية شمال بحر الغزال بالتضامن مع شباب الولايات الاخرى,كالاستوائية واعالي النيل يوم 15/10/2012 بمسيرة سلمية خالية من الاف والعدوان, كان الترجمة العملية للرفض. وهذا الرفض لم يكن اعتباطا وانما لان هذه الاتفاقية يؤدي بالجيش الشعبي للانسحاب من توراب جنوب السودان.وهم اي الجيش الشعبي داخل ثرى الوطن وليس خارجه.بينما القوات المسلحة هي التي تحتل الان جزء من عفاة الوطن.وحتى ولو انسحبوا الى الوراء شمالا اربعة عشر ميلا,سيكونوا انسحبوا الى نفس ارض الجنوب,اي سيظلوا في حصحاص الجنوب.ومعلوم لدى الكل الداني والبعيد ان المؤتمر الوطني حزب لا يلتزم بالاتفاقيات اطلاقا.وبالتالي عندما يشعرون في نهاية المطاف ان الاتفاقية لا تلبي طموحاتهم ,سيقومون باحتلال الاراضي التي اسحب منها الجيش الشعبي.الى جانب ذلك التخوف هذه الاتفاقية توحي لدول الجوار الاقليمي والدولي بان ثمة نزاع حول هذه المناطق.بينما الحقيقة خلاف ذلك.لان هذه المناطق لم تكن في يوم من الايام حولها خلاف او نزاع.ورغم ذلك اي الايحاء بوجود تخالف في هذه المناطق التي امر الاتفاقية الجيش الشعبي بالانسحاب منها, ال وحلف الذين وقعوا عليها من طرف دولة الجنوب السودان على انفسهم الا ان يذودوا ويدافعوا عنها بشكل مستميت في السر والعلن دون وجل ,رغم تخللها بالخلل والعلل. وشهيدي على تخلل هذه الاتفاقية هو ما ورد على لسان رئيس الجمهورية في صحيفة السيتيزن العدد 263 الخميس اكتوبر 2012.اذ قال وهو يخاطب الحضور في بكاء الفنانة العظيمة والخاندان,محبوبة جميع شعب جنوب السودان,ويتيمة زمانها في الفن الجنوبي الاصيل, وملهمة المقاتليين في ساحات النضال والكفاح الام تريزا نياكول مطيانق. حيث قال السيد الرئيس: South Sudan leadership hasn't given away an inch of 14 mile or Abyei, but we want peace and security to be restored in border area, so that our oil will pump again, trade can resume to ease inflation in the market. He urged south Sudanese to prepare documents on 14 mile and other areas of south Sudan claimed by Khartoum so that when negotiations fail then the south Sudan Government and people will be ready to put their case before arbitration court. والترجمة الغير رسمية لها مني كالاتي: القيادة في جنوب السودان لم تعط بوصة من الاربعة عشر ميلا او ابيي.الا اننا نريد السلام والامن ان تعود في المناطق الحدودية.وبذلك تضخ بترولنا, وتعود التجارة لتقليل التضخم في السوق.وحث المواطنيين الجنوبيين على تجهيز المستندات عن اربعة عشر ميلا,ومناطق جنوب السودان الاخرى التي تدعيها الخرطوم.بزا لما تفشل المفاوضات فان حكومة جنوب السودان والشعب يكونا جاهزين لوضع القضية امام محكمة التحكيم. هذا حديث مباشر من راس الدولة وليس من شخص اخر,ماذا يعني هذا الحديث عن الميل الاربعة عشر تحديدا عزيزي القارئ؟؟هذا الكلام لا مراء يؤشر على احتمالية نشوب صراع حول اراضي الميل اربعة عشر في المستقبل بين جمهورية جنوب السودان وجمهورية السودان.واذا كان ثمة من يعتقد خلاف ما ذهبت اليه فاليرينا السر وراء حث الرئيس لشعب جنوب السودان بان يجمعوا الوثائق حول هذه المناطق تاهبا للتحكيم,حال فشل المفاوضات.؟؟ان هذا الحديث لا ريب يثبت مخاوف وتوجلات شعب جنوب السودان بصورة عامة وشعب ولاية شمال بحرالغزال (اويل) بصورة خاصة من هذه الاتفاقية. وبالتالي كانوا يشاطرهم الصواب ,وكانوا على حق عندما عبروا عن رفضهم لهذه الاتفاقية بشكل جاهر. وليس لانهم لم يفقهوا مضامين الاتفاقية كما اشيع.ان هذه الاتفاقية لحق اويل قابر وسلب لشيام الجنوب بشكل سافر.الشيئ الاخر التي تتسم بالاهمية هو ان حتى ولو جهز شعب جنوب السودان المستندات والوثائق الممكنة على طلب الريئس,فان ذلك ليس بكافئ وليس جدير لوحده لاعادة الشيم واراضي الجنوبالمحتلة من قبل الشمال الى رحاب الوطن.وانما نحن بحاجة الى الجدية المفقودة اليوم في حماية تخوم الوطن من المحتليين في الخرطوم.وقولي هذا ليس بضربا من الخيال او نوعا من الخبال.وانما ناتج من تجاربنا العديدة في جنوب السودان في قضايا نقيشة بهذه القضية مع حكومة السودان(المؤتمر الوطني) وتحكيم لاهاي في منطقة ابيي خير دليل وبرهان على ما ذهبت اليه.والسؤال الملحف هو ماذا فعل المجتمع الدولي للمؤتمر الوطني بعد ما خان ونكث ورفض تطبيق قرار التحكيم الدولي في لاهاي الملزم والنهائي للطرفيين حسب بنود الاتفاق بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني؟؟ والاجابة واضحة وضوح الشمس في كبد السماء لم يحرك المجتمع الدولي ساكنا,حتى هذه اللحظة ,وانما صمتوا صموت القبور.ومعروف ان قضية ابيي لم تبرح مكانها طوال فترة السلام قبل انفصال الجنوب حتى اليوم.ولا شك المؤتمر الوطني ما فتئي يماطل,وغير راغب في تطبيق الاتفاقية الخاصة بابيي, الا اذا كان تعطي الشمال منطقة ابيي بنسبة %200 .اما اصحاب الارض والعرض من ابناء ابيي (دينكا نقوك) فما عليهم سوى الذوبان في المسيرية او يذوبوا (يحوموا) في عفر ابيي.ان امر ابيي كان من الذكاء ان ناخذها مثالا, نقيس بها اي موضوع خلاف بيننا والمؤتمر الوطني.ولكن للاسف يبدو ان ثمة من لا ياخذ العبر من الماضي,وسابق التجارب مع المؤتمر الوطني.ليس المؤتمر الوطني فحسب, وانما مع المجتمع الدولي ايضا.ونسبة الى حقائق غابر التجارب مع الجبهة الاسلامية القومية الحاكمة في الخرطوم من جانب,والحقائق الماثلة بهذه التصريحات من اصحاب الحل والعقد في دولة جنوب السودان,اني بكل صراحة اقول: ارى غابة متحركة.وعلى شعب جنوب السودان بشكل عام وبحرالغزال بشكل خاص, وولاية شمال بحرالغزال بشكل اخص عليهم ان يستعدوا لمواجهة مشكلة كؤودة وعويصة في غابر السنين.ان ام دراص اخرى تخلق من جديد.وبرعاية و نسج منا نحن, من اولياء الامور والقيادات داخل دولتنا وليس خارجه.ولا ننسى الخلاف الدائر حول منطقة فانطو (هيجليج) التي الحقت بالشمال في وقت قريب جدا وهو عام 1997 بعد اكتشاف البترول فيها.وجاو وحفرة النحاس,الى اخر ذلك من مناطق جنوب السودان المحتلة من قبل الشمال,والتي تتدعيها الخرطوم.ثم نضيف اليها مناطق اخرى قشيبة للنزاع والخلاف؟؟ ان هذا لامر مدهش.وبالتالي اني بالبينات التي اشرت عليها اعلاه وللامانة والتاريخ اجد نفسي غير راض ولا متفق مع او بهذه الاتفاقية, واعارضها نصا وروحا.واروم من كافة جماهير شعب جنوب السودان الباسل الوقوف ضد هذه الاتفاقية اليهفوفة,حتى لا تجد موطئ قدم في كل انحاء جنوب السودان الوطن العزيز. وعلى العيوريين والغيوريين في الحكومة ان يلعبوا دورهم المنوط بهم ,وهو حماية مصالح الشعب وليس مطالحهم.ونفس الشئي للبرلمانيين, سواء اكانوا على مستوى الحكومة الاتحادية او الولائية.ومعا جميعا نحمي جنوب السودان ودقعاء الاسلاف والاباء من اي نهب او سلب او اعتداء من الاعداء.وامل من قادتنا الا يدافعوا عن الاتفاقية لا لشئي ,والا لانها هي التي وقعت عليها.ويجب بل وواسل ان يستشار الشعب اولا في كل امر يخص مصلحته ومصيره ومصير الاجيال والعيال من بعد.هذا هو صائب المعجاز للعبور بهذه المصر الى رحاب التقدم لا التهدم, والازدهار لا لاشهارها وخيانتها في وضح النهار.وحماية هذه النوبه من الانهيار والاستصغار واجب.وكل قرار بشانها لابد ان يكون سديد القرار لا سديم القرار.لان هذا الوطن صعق من اجلها رجال ونساء ابرار.وعوضا عن توقيع هكذا الاتفاقيات التي تزرع الفرقة بين الابناء الجنوب,لا مناص من توقيع معاهدة تلبي اشواق شعبنا المغوار,اما هذه الاتفاقية فما هي الا اتفاقية خائنة. [email protected]