نعت الوسائط الإعلامية الشاعر المصري أحمد فؤاد نجم، فرأيت بعد الترحم أن أعود بكم لمفكرة سابقة نشرت بالخرطوم في 2/7/2008 كتبتها بعد أن قرأت مذكراته التي نشرها في كتاب بعنوان (الفاجومي) وهو لقبه، فإلى ما إجتزأت: ((الكتاب يتضمن سرداً لسيرته الذاتية الكاملة التي كتبها بلغة الشارع المصري العامي المتداولة يومياً في الحواري والأسواق.، إضافة إلى أجرأ عشرين قصيدة ممنوعة. قرأت هذا الكتاب أكثر من مرة. ولعل أي قارئ لن يمل تكرار قراءته لأنه جاء عنواناً للشجاعة والصراحة والوضوح الذي نادراً ما يصدر عن شخص يسرد مراحل حياته بذلك الصدق ليقول إنها بدأت من الصفر مروراً بملجأ للأيتام أمضى فيه عشر سنوات قبل أن يعود لعزبة أهله دون أن يحقق طموحا فنياً كان يتطلع إليه كما فعل زميله في الملجأ عبد الحليم شبانا أي (عبد الحليم حافظ) أو يمتهن حرفة يتعيش من ورائها. غير أنه بمكتسباته الفطرية وقليل تحصيله استطاع أن يتفاعل مع الحياة ويتبلور في مختلف المناحي الاجتماعية والعملية إلى أن صار نجماً في سماء الأدب الشعبي المصري. لذلك نجده يقول في إهداء الكتاب لبناته (يمكن ما تلاقوش في حياة أبوكو شيء تتعاجبوا بيه، لكن أكيد مش حتلاقو في حياة أبوكو شئ تخجلوا منه. هو ده اعتقادي اللي دفعت تمنه بمنتهي الرضا). ولعلنا نذكر أن اسم أحمد فؤاد نجم سطع في سماء الساحة الأدبية المصرية وارتبط باسم المغني الكفيف الشيخ إمام حيث كونا معا ثنائياً يرتاد المنابر السياسية والمحافل الطلابية ويتميز بالعطاء الشعري والغنائي الناقد للحياة السياسية منذ أواخر أيام عبد الناصر وطوال عهد السادات. ولأن الأنظمة السياسية لا تقبل النقد أو المجاهرة بالرأي فقد زجت به في سجون مصر مرات عديدة. ونسبة لوضوحه فقد قال إن المرة الأولى التي سجن فيها كانت بتهمة التزوير حين خدعه صديق ووجد من وراء ذلك مبلغاً يلبي الاحتياجات الآنية، لكنه بعد ذلك لم يدخل السجن إلا عقاباً على طول لسانه وفصاحته التي كانت تهز مشاعر الناس وتثير غضبهم نحو الواقع الانهزامي سياسيا بعد النكسة، والمتوتر بين الحاكم والمحكومين فيما بعد، والمتفاوت طبقيا على الدوام. ولا اعتقد أن حيزاً كهذا سيوجز واحداً في المائة من المواقف والمناسبات والمزالق التي مر بها لكننا منذ أن سمعنا بأحمد فؤاد نجم نذكر له قصيدته التي كتبها عن كلب الست أم كلثوم وإنهالت عليه المصائب بسببها. في هذه الجزئية يقول ( إن طلبة معهد التربية بالهرم كانوا عاملين يوم رياضي مع طلبة كلية الفنون الجميلة بالزمالك – يعني ورا فيلا أم كلثوم – وكانت المسابقات حتقام على ملاعب كلية الفنون .. حلو كده؟ طبعا بعض الطلبة راحو الزمالك بعربياتهم الخصوصية وبعضهم خدوها موتورجل.. الأخوة تبع الموتورجل فايتين قدام فيللا أم كلثوم وإذا بكلبها العزيز المدلل ينط من السور يبقى في الشارع وينش على أفقر طالب اللي هو المدعو إسماعيل خلوصي ويروح ناطط في كرشه مبعتره بدون سابق معرفة. وبكده يا أصدقائي يبقى مشروع عمكو خلوصي اتدمر تماماً .. لأن المفروض أن أبو السباع كان حيتخرج مدرس ألعاب رياضية وتبتدي العيله تآكل من خيره، لكن بعد العاهات المستديمة اللي تخلفت عن الهجوم الكلبي المباغت ما بقاش سمعه ينفع لا طبلة ولا طار ويبدو إن إسماعيل كان مصدق الحدوتة زي حالاتي فخطف رجله على نقطة كوتيسكا في الزمالك وحرر محضر بالواقعة ويبدو كمان إن الظابط الشاب اللي كان في النقطة كان مصدق زي حالاتي إن الشرطة في خدمة الشعب فعمل المحضر اللازم وحوله للنيابة العامة وحول الطالب للقوميسيون العام للكشف الطبي عليه واثبات الإصابات وإذا بالمفاجأة تنفجر أمام وكيل النيابة بعد معرفة شخصية العاضض بأمر الله على أثر مجموعة من المكالمات المحمومة اللي بتأمره بسرعة حفظ التحقيق. اقرأ بقى كده الحيثيات " إن الخدمات التي أدتها أم كلثوم للدولة كفيلة بأن تعفيها وكلبها من المسئولية الجنائية " ). لذلك كتب أحمد فؤاد نجم قصيدته المشهورة (كلب الست) ومنها في البداية : (في الزمالك من سنين وف حمى النيل القديم/ قصر من عصر اليمين ملك واحده من الحريم/ صيتها أكتر م الآدان يسمعوه المسلمين/ والتتر والتركمان والهنود والمنبوذين/ ست فاقت ع الرجال في المقام والاحترام/ صيت وشهره وتل مال يعني في غاية التمام / قصره يعني هي كلمة ليها كلمة في الحكومة / بس ربك لأجل حكمة قام حرمها م الأمومة).ٍ والقصيدة طويلة وجاءت خاتمتها كما يلي ( انت فين والكلب فين انت قده يا اسماعين/ طب دا كلب الست يا بني وانت تطلع ابن مين/ بشرى لصحاب الديول واللي له أربع رجول/ بشرى لسيادنا البهايم من جمايس أو عجول/ هيص يا كلب الست هيص لك مقامك في البوليس / بكره تتولف حكومة للكلاب ياخدوك رئيس)). [email protected]