اذا كان القائد الالمانى ارفيل رومل هو ثعلب الصحراء ، فأن على عثمان طه ثعلب السياسة السودانية وعراب تفتيت وحدة السودان وجلاد عصبة الاخوان المسلمين وامبراطور النهاية الحزينة التى ستطال طموح العسكر وتنكل بالمتسلقين الذين زاحموا القيادات التاريخية للحركة الاسلامية وسرقوا جهود الذين علموهم السحر ، وما حبكة الاستقالة الا مجرد تمثيلية متماسكة البناء الدرامى وعظيمة الابعاد السياسية وعميقة فى المعنى السحيق لمفهوم الحرب كرُ وفرُ. فالقصة ليست كما التقمها المؤتمر الوطنى ومررها المكتب القيادى على انها مسألة استقالة من قيادى يحب لاخوانه المناصب الدستورية العلياء كما يحب لنفسه ، ولا كما يتصورها المجتمع على انها سابقة حميدة من رجل يتحصن بالنزاهة والاستقامة الدينية. فالحكاية برمتها اشتداد وطيس المعارك الداخلية التى تجرى بالوكالة بين جماعته وعصابة نافع على نافع داخل المؤتمر الوطنى كانت من ابرز الاسباب الجوهرية التى دعته للاستقالة حتى يتفرغ للتخطيط لايجاد الطريقة العلمية المناسبة التى تمكنه من اقصاء نافع وتسديد الضربة القاضية لطموحه المتشبب الذى كان يدفعه للتفكير بالترشح لرئاسة الجمهورية فى الاستحقاق الانتخابي القادم. اما كيف سيقصم ظهر نافع ؟ فهذه لاتحتاج درساً فى العصر ، كل المطلوب من على عثمان ان يترك الباب موارباً ويغازل الاعلام بالعبارات العاطفية الجياشة ويصرح اكثر من مرة ان الاستقالة من منصب نائب الرئيس لاتعنى بالضرورة الاستقالة عن الحياة التنظيمية ، فى اشارة ولمحة ذكية مثل اشارات ولمحات رومل ثعلب الصحراء حتى يلفت انتباه السابلة داخل التنظيم انه رهن الاشارة وعلى اتم الاستعداد الفكرى لتقلد منصب الامين العام للحركة الاسلامية خلفا للامين الحالى. وبالتالى ما يمكنه فى اقل من عام من تشذيب اطراف الحركة وتنقيتها من شوائب القيادات التى تدين بالولاء لعصابة نافع فيكسب على حسابها جولة المعركة الاولى باقصاء قياداتها الجهوية التى تجذرت كالسرطان الميت على مفاصل الحركة الاسلامية ، وعلى عثمان عندما يتظاهر بترميم جسد الحركة سيستعين بابناء الغرب ليضفى على شكل اللعبة مظهر الدين الحنيف ذلك لان الغرابة بطبعهم الموغل فى البساطة اذا ما والوا فأنهم لا يخونون من يوالون وحتى يبعد الشبهة من كونه قام بتسكين ابناء قبيلته على رؤوس قطاعات التنظيم سيعتمد عليهم اعتماد كلى ، ذلك لسببين اساسين اضافة للسبب الذى اضفناه انفاً ، اول هذ ه الاسباب الغرابة يمتلكون المقدرة على الابداع المهنى مع عزوفهم على التطلع للمناصب العلياء ، وثانياً يمثلون الستار الواقى الذى يمكنه ان يحشي تحته قيادات قبلية ولايجد الممانعة من احد لان الغرابى بطبعه لا يسئل عن اشياء ان تبدو له تسوءه ! .. بعدها طبيعى ان يتمدد نفوذ على عثمان ليلقى بظلاله على المؤتمر الوطنى الواجهة المفترضة للحركة الاسلامية ، فيستطيع بوصفه الامين العام والاب الروحى وخامنئى التنظيم ان يقطع قول كل خطيب بخصوص نافع الذى حينها سيكون وصمة عار تجلل بالخزى والندامة جبين المؤتمر الوطنى بعدما تطبخ له تهمة الخيانة العظمى وتنفيذ اجندة الماسونية داخل التنظيم ومحاولة قلب نظام الحكم والتفاكر مع العدو المتمثل فى المعارضة الداخلية بالاضافة الى الكثير من التهم الخرافية مثل التى صاغها نافع نفسه ضد صلاح قوش ، فتخلو ساحة المؤتمر الوطنى من الانتهازيين وتتم ملاحقة فلول نافع فى الوزارت والمؤسسات والشركات الخاصة والعامة ... وبعد تطهير البلاد من دنس اعداء على عثمان فأن ساعة الحقيقة تكون اقتربت وازفت مواعيد الانتخابات بسرعة تدهش الاحزاب التى كانت متسمرة لاتحرك ساكن وهى ترقب ملحمة الجيشين المتصارعين حول نفوذ التنظيم جيش على الكرار المنتصر وجيش نافع المنهزم ، وقد تلجم المفاجأة افواه الشعب السودانى والمناوئين للمؤتمر الوطنى داخل التنظيم وخارجه عندما يكتشفوا ان المرشح الوحيد لرئاسة الجمهورية هو الدكتور والمهندس والطبيب والسياسي والفنان والشاعر الكبير والوطنى العظيم والميكانيكى المخضرم ورجل الاعمال الفذ مدير الامن السابق صلاح قوش .. الابن الشرعى والاخ غير الشقيق للاستاذ على عثمان طه .. فتؤول ملكية رئاسة دولة السودان للقبيلة المنتصرة وهكذا دواليك .. فالحرب كر وفر ... وكما اسلفت فأن روميل ثعلب صحراء السودان هو على عثمان طه فانتظروا فأنى معكم من المنتظرين . اديس ابابا 7/12/20014م [email protected]