لا اريد ان انكا الجرح القديم ، لكن لو تدبر نافع فى كلمات اغنية الفنان مصطفى سيد احمد وقراء بتمعن شديد لما تحت سطورها من رمزية موغلة فى الصدق ومن تجربة غائرة فى العمق ، لكان اكتشف الحكمة من مقصد حميد فى قوله : حيكومات تجى وحيكومات تغور تحكم بالحجى بالدجل الكجور ، مرة العسكرى كسار الجبور ويوم باسم النبى تحكمك القبور ، هم يا الفنجرى يا الجرف الصبور ، كل الشفتو ما باقى على التمور ، وارضك راقدى بور ، لاتيراب وصل لا بابور يدور ! ... ولكان ايضاً عمل لمثل هذا اليوم العصيب ، يوم يفر المرء من اخيه وامه وابيه وصاحبته وبنيه لكل أمرىٍ منه يومئذٍ شأن يغنيه ، ولما كان صنقع لى السما وما شاف فى الجو فى غيم .. وكم نجمات بعاد .. وكل الشعب فى القيف .. لا قالولوا كيف .. لا لمست وداد .. لا لمسة حنان .. لا رمشة طريف ... من شعباً وفى زى ايام زمان ايام الدفى ... على الاقل كان سيكون مثله مثل بقية الوزراء والمسئولين الذين اطيح بهم وسيغفر لهم الشعب لطالما لم يسبوا احد ولم يقسموا البلد الى جهويات واثنيات بل يؤيدون حميد فى قوله : كل الناس هنا .. كل الناس صحاب .. كل الناس اهل .. والماهم قراب .. قربم العمل .. بدليل ان نافع استفز من استطاع من الشعب بصوته وجلب عليهم بخيله ورجله وشاركهم فى الاموال والاولاد ووعدهم وما كان يوعدهم الا غرورا ، كل ذلك وما كان له على الشعب من سلطان ، فقد ذهب مغضوباً غير مأسوفا عليه وبقى كل الناس هنا .. كل الناس صحاب .. عدا هو كيف سيستطيع العيش وسط غابة الاحقاد والضغائن والحسابات الدقيقة التى يكنها له السواد الاعظم من الشعب ... فلا يأمن مكر الشعب الا متعالى مغرور بالفأل بالأمل .. لا سيما اذا كان مثل نافع فى ايدو ينوم .. على كيفو يقوم .. لا دفتر حضور لا حصة فطور ... لكن الذمن دوار ما بدوم .. فالشعب سيقتص من الجلاد طالما ده الواجب اذن .. وايه الدنيا غير لمة ناس فى خير أو فى ساعة يلحقو بنافع حزن .. سينال منه الشعب وسيتفرغ دمه بين القبائل وفى ساعة الحقيقة سيندم على ما اقترفت يداه من اثام بحق وحدة السودان ، وسيتمنى من صميم قلبه ويقول يا ريت التمر لو يشيل كل تلاته شهور .. ولا ايام زمان كانت ما تمر .. كان ما جانى هوان مالاقنى ضر ... كان لا ضيق يضيق لا غرغنى صبر ... وهذا مصير كل جواظ يتطاول على وحدة الشعب ويصنف الامة على اساس عرقى ويستأثر بخيرات البلاد وفق مفهومه الخاص للجشع ... لحظات وسينطلق صوت الشعب من قمقه ليهتف مل اشداقه ، السكة حديد يا عمو القطر .. يا نافع قدامك قطر .. ويسيل الدم مطر .. وتطير دمعتين .. وينشايح وتر .. يا سعيد الخبر .. مابين الثأر ومرحاكة القدر .. الشهدوا الدموع والدمع الهدر ... ايدم فى التراب والعين فى القطر ... عارفين الحصل عارفين فى حزر الخبر اليقين .. بوّخ .. وإنتشر أطفال القرى .. وعمال الحضَر أدوهو الطيور .. ودَّوا البحر إنصاعت سحاب وإنْدافَقْ مطر عم نافع .. فى الشارع عَصر لى تالا اليسار متفادى الشعب الكجر .. غضب السنين الهدر جفّلت الكامرى .. وطوحت بفرد حجر وعم نافع .. إتلافا القطر فتاح يا عليم .. سال الدم مطر جرتق لى التُراب منشور بى كتاب روشتّة .. وجواب مفتاح أب قُراب .. أورنيقين سَهَر جنب لِستكين كامرىر مقطوعين ضَهر ... عم نافع ..يا كمِّين بشر موت فى الموت سلام لازم يغشاك شر .. اديس 10/12/ 20014م [email protected]