لاشك أن من يوم الجمعة 30/06/1989م اليوم الذي ابحرت فيه سفينة الانقاذ كانت تحمل الغث والسمين .العلماء والدهماء والصالحين والقاسطين وادوات القتل والحرق والغرق والتشريد ورست السفينة في شاطي الخرطوم بليل هادي وينام الجميع في الامن والسلام , منذ ذلك التاريخ لم تذق تلك العيون نوم هادي ولم يذق الوطن طعم الامن ولا والسلام , أصبح الصبح وتشكلت المحاكم وتمت محاكمة مجدي محجوب وتم اعدامه وتمت محاكمة 28 من خيرة ضباط الوطن وخلال ساعات تم اصدار حكم اعدامهم في العام 1990م وتوالت التصفيات والاعدامات حتى بلغت ذروتها بابادة 300ألف في دارفور لوحدها ولم يتوقف نزيف الدم عند ذلك الحد وسالت الدماء في جنوب كردفان والنيل الازرق وشرق السودان , ففي العام 1998م كانت مجزرة العيلفون (مركز التجنيد الاجباري) وكان الضحايا 170 من الطلبة في ريعان الشباب , وشهداء جامعة الجزيرة في العام 2012م ( الطلبة : الصادق يعقوب عبدالله ,محمد يونس حامد,وعادل احمد حماد,النعمان احمد القرشي) والمغتالة عوضية عجبنا في العام 2012م والطامة الكبرى كانت في سبتمبر في العام الجاري 2013م حيث تم اغتيال 350 شخص في ثورة الجياع بدم بارد , وللتمكين ولتخلو الساحة من الرقابة والمحاسبة تم احالت عدد مهول من الكفاءات العسكرية والمدنية للصالح العام بهتان وزورا بل انها لصالح نظام الانقاذ.,فاستشرى الفساد في البلاد فتدهورت الحياة العامة وانهارت الخدمة المدنية وانهارت البنى التحتية للزراعة والصناعة والاقتصاد وزادت ديون السودان الخارجية وانهار الجنية السوداني وانهارت معه سبل العيش الكريم للمواطن الغلبان وتقطعت العلاقات الخارجية واصبح السودان معزولا حتى من أقرب الجيران, وتوقفت السكك الحديدية واختفى خط هيثرو الجوي في غمضة عين وانتشر السلاح والجماعات المسلحة والجنجاويد وغيرهم من شاكلة ال Black water وارتفعت اصوات القبيلية والجهوية والعنصرية , ورهنت الاراضي وسرقت عوائد النفط ,كسرقة أموال ابناء بن لادن اليتامى ,وسرقت اموال الاوقاف بالخارج والجميع يعلم أنها تجاوزت الثلاثة ملايين ريال سعودي وتم تهريبها للخارج ,تمت تلك الجرائم البشعة باسم المشروع الحضاري , وشرد الصحفيين واغلقت دور نشرهم وسادت صحف الدجل وما نشر الاعلان عن فتيات سودانيات للعمل في دولة الكويت في الانتباهة بالشروط التي تدلل على ان ذلك الاعلان كان لاشياء مشبوهة وغير اخلاقية وتمس الشرف والعرض ,الا نموذج . لقد أفرقت السفينة محتواها وزجت بمفكريها في قارعة الطريق وما الترابي وعلي عثمان وغازي وعوض الجاز الا نماذج , لم يبق على ظهر السفينة الا قائدها وثلة لاتقدر على السير, قريبا سيترجل الرجل وتنفجر السفينة ويذهب القوم كما ذهب قوم نوح الى الغرق ويبقى الوطن والشعب . والذين يراهنون على بقاء الانقاذ واهمون ولن يعصمهم شيء من الغرق. [email protected]