الجمهورية الوليدة منذ ان اعلنت استقلالها قبل عامين من الدولة الام (السودان) وهي تعيش صراعاً مكتوماً بين منظومات ومكونات حزبها الحاكم الحركة الشعبية بين نخبها السياسية التي يحسب كل منها حقه في ان يكون هو الامر والناهي والحاكم فوق سلطة الدستور والقانون فالكل عاد الي حكم القبيلة وسطوتها في دولة تؤمن حد النخاع بأساطير القبيلة وترتهن لعاداتها وتقاليدها ،ومازال الحزب الجديد في المعترك السياسي يمارس نشاطه السياسي بشئ من التخبط واللامؤسسية حسب افادات قادته السياسيين وهو ما افاد به نائب رئيس دولة الجنوب المقال رياك مشار قبل إختفائه بلحظات من إتهامه بالتدبير لهذه المحاولة الانقلابية كما وصفها سلفاكير ونفي رياك لها وقوله: (سلفاكير خرق الدستور مراراً وتكراراً ولم يعد الرئيس الشرعي )،من هنا نجد ان الصراع حول السلطة بين الرجلين وارتهان كل منهما الي قبيلته هو ليس وليد هاذين العامين من عمر الدولة الوليدة ولكنه صراع قديم متجدد متي ما توفرت له الظروف ففي العام 1991 انشق مشار عن الحركة الشعبية ووقع مع حكومة الخرطوم اتفاقية سلام لم تستمر كثيراً وعاد بعدها الي صفوف التمرد مرة اخري ومشار الذي يوصف من قبل المحللين السياسيين بطموحه الزائد يستند في زحفه علي السلطة الي احد اساطير قبيلة النوير التي تقول (بأن الجنوب سيحكمه احد ابناء القبيلة ويتصف بأنه اشول وبعينه حول) وهي صفات موجود حقاً في الرجل الذي تلقي درجات علمية اعلي من سلفاكير ويظن انه هو الاجدر بحكم البلاد وهذا الامر ادخل قبيلتي الدينكا والنوير في دائرة صراع قبلي خطيرة. الصراع الذي ظهر الي السطح عشية اعلان سلفاكير في يوليو الماضي إقالة حكومته وهم من القيادات التي اسهمت في استقلال الدولة الوليدة وكان ابرزهم مشار وباقان اموم وقبلها كان سلفا قد جرد مشار من كافة صلاحياته كنائب للرئيس وفي ذات الوقت ومن داخل اجتماع المكتب السياسي للحركة اعلن مشار عزمه الترشح لرئاسة الحزب ضد سلفاكير الذي تنتهي رئاسته في العام 2015 وهو ما جعل سلفا يتحسس مقعده ويتوجس من القادمين الجدد الذين يسعون الي الاطاحة به ،والناظر الي احداث اليومين الماضيين في جوبا يري ان الحال في الدولة الوليدة ينحدر الي وضع لايمكن السيطره عليه في ظل تنامي النعرات القبيلة والتصفيات العرقية التي اودت بحياة (500) شخص بحسب روايات الحكومة في الجنوب وجرح الالاف وتشريد الالاف ونزوحهم الي مباني الاممالمتحدة وإعتقال العشرات من القيادات السياسية في الحركة الشعبية وإتهامها بتدبير الانقلاب ونفي تلك القيادات الاتهامات جملة وتفصيلاً ودخول الاممالمتحدة في الصراع عبر تصريحات امينها العام في اول رد فعل حول احداث الحرس الجمهوري واجلاء الولاياتالمتحدةالامريكية لرعاياها ضمن طاقم السفارة الامريكية تلك الاحداث وما خفي من صراعات يوحي بشتاء عاصف في الجارة الوليدة ..فهل ياتري يدفع الجنوبيون الان ثمن انفصالهم عن دولتهم الام ؟وماهو مصير الاف اللاجئين من تلك المعارك ؟وهل ستستقبلهم دولة السودان وتفتح لهم الابواب كما احتضنتهم لقرون في كنف السودان الموحد؟ [email protected]