نقلت الاخبار والكثير من وسائط الاعلام بكثير من الالم والحرقة وفاة شاب سوداني شفيف ومرهف وانسان مسكون بالابداع علي احد أرصفة القاهرة وازقتها من البرد !.. نهش جسده البرد وقد يكون الجوع ايضا والمرض! لاكن الثابت انه كان مسجيا هنالك علي الرصيف دونما ان يلتفت اليه احد ، ولم يغطي جسده احد فالكثيرون لاينتبهون لمن هم علي الارصفة!.. مات هنالك غريبا وعثر عليه بعد عدة ايام في ثلاجة الموتى في احد المستشفيات المصرية ، وكان قدره ان ينتقل من برد الي برد ومن اختباء الي اخر!..تحكي قصته انه محمد حسين بهنس فنان تشكيلي وروائي وشاعر وموسيقي! يندر ان تجد شخصا يتصف بكل هذه الابداعات ويجيدها!.. حمل الفن رسالة إنسانية ووجدانية ، اقام العديد من المعارض الأحادية والجماعية داخليا وخارجيا في أرقى المدن التي تهتم بالفنون واللوحات التشكيلية بفرنسا وألمانيا واثيوبيا والقاهرة!.. تحمل سيرته انه كان رافضا للحرب والانقسام بين الشمال والجنوب وعمل من خلال فنه لتقديم دعوة للوحدة والسلام!.. كان متمردا علي الواقع ورافض للقهر ككثير من مبدعي بلادي الذين يبنون كهوفا للعيش فيها ويتجهون للعزلة عندما يصل القهر مداه! واي قهر اكبر من الذي تفرضه أنظمة القبح والدمامة والسياط التي تلهب ظهور شعبها كالتي ابتلينا بها وهرب الملايين منا الي المنافي وهاموا في الارض الغريبة وصاروا غرباء بلا اوطان غير التي يحملونها في قلوبهم وعلي ادمغتهم التي اعياها التفكير فيه!.. خرج محمد حسين بهنس من الوطن ولم يعود حتي الان ووصفه انه كامل السودانيةسليم القلب شفيف الروح مختل الداخل!.. تنازعته الآلام وسكنت نفسه الضغوط فاعتلت! تاه هنالك وهام مشردا صامتا ينظر اليه الآخرون شذرا ولايبالي فهو يحلق هنالك في البعييد حيث انتهي!.. خرج ولم يعد حتي الان والمؤسف انه لن يعود!.. مات بهنس ولم يترك وصية ولا ميراث غير هذا الوطن الغريب فينا.. مات وحيدا كاباذر الغفاري الذي قتله ذات البرد وعزله ذات السلطان!.. مات مشردا وفي ذهني الان كل هولاء المشردون في بلادي وفي المنافي!.. انها صرخة لما تبقي من انسانيتنا ان لايموت فينا بهنس كل يوم من البرد والجوع والمرض وسعر السلطان!.. رحمك الله ايها الشاب محمد حسين بهنس طب في عليائك ومنزلتك الاخيرة فأنت اللحظة في كنف رب رحيم.. وتجدني اردد معك ماقلته انت ،، بهديك متمرد والنيل في الجركانات باعوهو برد!.. بهديك ولاشئ واقطع وديان السهو مشي!.. [email protected]