الفرق بين سلفا وقرنق،،،الذكاء ونفاذ البصيره والوعي بطبيعة التركيبه الاثنيه وخطورتها في الجنوب وان الولاء القبلي يتفوق علي الولاء للدوله،فبينة الوعي القبلي هي المسيطرة والمحركة للعقل الجمعي في الجنوب،،،رغم انشقاق ريك مشار من قرنق ومحاربته له وتوقيع اتفاق السلام مع الخرطوم وتوجيه صفعه قاسيه للحركة الشعبية حينها،فقد كانت حكومة في أوج حربها الجهادية ضد الحركة،الا انه حين عاد للحركة احتضنه وجعل له منصبا مرموقا داخل الحركه مما اثار استغراب البعض حينها ولم يجدو تفسيرا لفعل الرجل ،فقرنق بما له من وعي وإدراك وبعض نظر وذكاء حاد،كان يعلم بقوة الرجل وسنده القبلي القوي،ونفوذ قبيلته في مناطق النفط ،لذا كان حريصا الا يحدث صدام عرقي ينتج عنه انفلات عقد الامن في الجنوب اولا،وثانيا لو حدث هذا فانه يعني خضوع مناطق النفط لسيطرة ريك مشار،خصوصا ان معظم المكون البشري للجيش الشعبي وخصوصا الجنود ينحدر من قبيلة النوير التي تدين بالولاء التام لابنها ريك مشار. اما سلفا كير فهو رجل محدود القدرات،منخفض السقف العقلي،ركبته موجة الانا وتلبسته أوهام الدكتاتوريه فلم يري ابعد من نهاية قبعته التي يرتديها،فحاول ابعاد ريك ونسج من خياله المحدود مسرحية الانقلاب لينفرد بالسطة ويبعد منافسيه كريك مشاروباقان اموم ولأنه ليس كقرنق في وعيه وذكائه وفنه في إدارة التنوع،ووعيه بسيطرة القبليه في الجنوب،فعل فعلته اللامدروسة،فنتج عنها انفراط عقد الامن في الجنوب وانضمام رجل الجيش الشعبي القوي بيتر قديت الي ابن قبيلته ريك مشار،فانقلب المشهد علي راس سلفا،ودفع بلاده نحو شفير الحرب الأهلية،وسيطر النوير علي مناطق النفط،وأصبح ميزان القوي بيد مشار،مما دفع سلفا الي ان يصحو من سكرة اوهامه،وطلب التفاوض ولكن بعد ماذا،بعد ان فقد مناطق النفط ودفع بلاده الي حرب طاحنة،كل هذا نتيجة غبائه وقلة وعيه وتقاربه مع الخرطوم وأبعاده لحكماء وقيادات الحركة الشعبية التاريخيه. فاروق عثمان [email protected]