راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    بعد أزمة كلوب.. صلاح يصدم الأندية السعودية    الإمارات وأوكرانيا تنجزان مفاوضات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة    ياسر عبدالرحمن العطا: يجب مواجهة طموحات دول الشر والمرتزقة العرب في الشتات – شاهد الفيديو    وزارة الخارجية القطرية: نعرب عن قلقنا البالغ من زيادة التصعيد في محيط مدينة الفاشر    المؤسس.. وقرار اكتشاف واستخراج الثروة المعدنية    حقائق كاشفة عن السلوك الإيراني!    البيان الختامي لملتقى البركل لتحالف حماية دارفور    الداخلية السودانية: سيذهب فريق مكون من المرور للنيجر لاستعادة هذه المسروقات    مدير شرطة ولاية النيل الأبيض يتفقد شرطة محلية كوستي والقسم الأوسط    تدرب على فترتين..المريخ يرفع من نسق تحضيراته بمعسكر الإسماعيلية    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    سان جرمان بطلا للدوري الفرنسي.. وعينه على الثلاثية    الزمالك يسحق دريمز في عقر داره ويصعد لنهائي الكونفيدرالية    شاهد بالفيديو.. سائق "حافلة" مواصلات سوداني في مصر يطرب مواطنيه الركاب بأحد شوارع القاهرة على أنغام أغنيات (الزنق والهجيج) السودانية ومتابعون: (كدة أوفر شديد والله)    إيران تحظر بث مسلسل "الحشاشين" المصري    شاهد بالصورة والفيديو.. طلاب كلية الطب بجامعة مأمون حميدة في تنزانيا يتخرجون على أنغام الإنشاد الترند (براؤون يا رسول الله)    السودان..توجيه للبرهان بشأن دول الجوار    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    شاهد بالصور.. بالفستان الأحمر.. الحسناء السودانية تسابيح دياب تخطف الأضواء على مواقع التواصل بإطلالة مثيرة ومتابعون: (هندية في شكل سودانية وصبجة السرور)    يس علي يس يكتب: روابط الهلال.. بيضو وإنتو ساكتين..!!    جبريل إبراهيم يقود وفد السودان إلى السعودية    تجارة المعاداة للسامية    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    رئيس حزب الأمة السوداني يعلق على خطوة موسى هلال    بايدن منتقداً ترامب في خطاب عشاء مراسلي البيت الأبيض: «غير ناضج»    تدمير دبابة "ميركافا" الإسرائيلية بتدريب لجيش مصر.. رسالة أم تهديد؟    دبابيس ودالشريف    حسين خوجلي يكتب: البرهان والعودة إلى الخرطوم    بمشاركة طبنحة و التوزة...المريخ يستأنف تحضيراته    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    سوق العبيد الرقمية!    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عِرق نِسا
نشر في الراكوبة يوم 28 - 12 - 2013


قصة قصيرة
يعلو اللغط وهم ينهضون ، يتدافعون ، يمدّون له الأيدي مودّعةً ومتمنية ً له السلامة . بينما هو في حالٍ من الإعياء البادي ، يتوقف عن الحكي هنيهةً و ينادي : ها آ عوين ها . القهوة دي ما قضَت ؟ بعضُ أحفاده يُهرعون ، بعضهم يرفعون القدم المتشنِّجة والبادي عليها الانتفاخ ، يمدون تحتها الفُرش والحشايا ، بعضهم يلوّحون أمام وجهه بخرقٍ من الثياب وهبّابات القش يهشوّن بها الذباب ويحركون بها ساكن الهواء الذي تتكاثف فيه رائحة قلْوَة البُّن . بعض المودّعين يتعثّرُ ، بالرائحة ، أمام عنقريب المريض ويكاد يسقطُ قرْيَفةً . تتمازج الأصوات بين الضعف والقوة . الثقة والخوَر . الحِدة والغِلظة ..
- أها ودعناك الله . الله يواليك بالعافية . أُجر وعافية . زكاة جلد . عليك بالودك أمسحو في محلّها . لا.. السمن أخيْر . واللهِ زيت العصّارة دا بس ، العشيّة تمسحا بيهو الصباح تلقاها انطلقت تب . يا زول كُبّليك فيها سعوط ؤ يوم يومين بتنفش . بلِّها بالرِّيق الصباح الصباح . أها ودعناك الله .
- ( وهو في إعياءٍ بالغ ) القهوة آ جماعة . طلّق تشربوا القهوة . ها آ عَوين ها . القهوة دي ما قضَت ؟ تقهّن في بُرُمة السِّحِر. القهوة . كانت زوجاته الأربع ورهط بناته وحفيداته ، في الجانب الآخر من المنزل ، في صمتٍ ، دائبات في إعداد القهوة .
تدخل شموم ، المرأةُ " الضكريةُ "غريبةُ الأطوار ، تلبس السكين في " ضُراعا " الشمال والحجبات في اليمين وحين تمشي تتدافع " المحافض " التي تتدلىَ من عنقها إلي ما بين فخذيها ، تتدافع حتى يخيّل إليك أنها شيئٌ ذكوريٌّ . تدخل وتتبعها حاشية من النساء المُتبلِّمات وبصوتها المبحوح الجهير تعلن عن مقدمها :-
- حاج مصطفى سلام عليك . ماك طيِّب .
( النساءُ التابعات المُتبلّّمات يُهمْهمنّ همهمةً غير مبينة . تنعجن أصواتهن الخفيضة والمهزوزة في بعضها فلا يبين منها سوى : أريتك طيّب آ بوي ؟ بَريّة . يا الشيخ التوم ود بانقا . ) لا يأبه لهن حاج مصطفى ويرد علي شموم وهو ينظرُ، واهناً ، للمياسم التي ألقت بها علي الأرض ثمَّ متوجِّساً ، حين طلبتْ ، و قبل أن يُردُ عليها السلام ، إحضار الكانون المتَّقِد جمراً من حوش النساء.
- حباب شموم . يطيب خاترك .
- الحكاية شنو آ حاج مصطفى ؟
- واللهِ آ شموم الحكاية وما فيها غُصُن شوك يابس .
ويكتسي وجه حاج مصطفى ، فجأةً ، بالأسى والإعياء .. ينادي : القهوة آ عوين . ثمّ يحّرك قدمه المشدودة فيهرولُ أحفاده لمعاونته . تتساءل شموم في استنكار :
- غُصُن شوك ؟ .. كيفن ؟ الورم دا كلو غُصُن شوك ! لااا . دا عِرق نسا ؛ ولاَّ ظنِّيتو دانكسيت آ حاج مصطفى . ظنّيتك وِِطِِيِت في بول حُمارتك المشيكحة الشايعة دي وإتّا ماك داري . خاف الله آ حاج مصطفى ! غصُن شوك يشمُط الكُراع قدُر دا . خاف الله !؟
- ( بإعياء ) أي حرَّم غُصُن شوك ، مو عِرق نسا ولا دانكسيت. (يصيح : القهوة آ عوين ) .
- ( وهي تجسُّ قدمه وتتفحَّصه كطبيب) خاف الله آ حاج مصطفى ؛ الكُراع دي مشموطة تب !! الليل كلو، مِتِل حُمار جُبارة الله ، تبرطع لامن كراعك أنشمطت . والنهار كلو حلقومك يلعلع : ها آعوين ؛ الفطور . الغداء العشا . ها آ عوين الشاي القهوة . النسوان ديل نجضتَّهن نجاض. دي ماها شوكة آ حاج مصطفى .
- ( بإستبسال) طلاق تلاتة شوكة آ شموم ، المُنقاش بس بمْرقا ..
- ( بتصميمٍ وقد حسمت أمرها )لا ماها شوكة . ولا دايرالا مُنقاش . دا عِرق نسا آ حاج مصطفى ؤ لازم ينكوي .
أحدُ الحاضرين- حادُ الصوتِ كديك- يتدخّل :( الله يستر آ حاج مصطفى ما يكون شوك كداد . غايتو أكان عِرق نسا ولاَّ دانكسيت ولاّ شوكة ، خلّي شموم التكويها ولا ّ تفصّدا . يمكن تِنْفَش شويّة ). تبدأ شموم في تسخين المياسم على الجمر المتّقِد تمهيداً لِكَيْ القدم المتشنِّجة بينما حاج مصطفى ينظرُ إليها خلسةً و يتصنَّع رباطة الجأش وهو يقاوم الإعياء . أحفاده يهشوّن الذباب والنجمتي من على جسده . يسنِّدون القدم الممدودة وفي الجو تتكاثف رائحةُ قلْوَة البُّن . تبرطم شموم ، بينا هي تقيدُ المياسم على الجمر ، تبرطمُ بكلماتٍ مبهماتٍ تؤكِّدُ كلها أنّ الأمر: عرق نسا لا محالة ؛ ثم تعاود التساؤل مستغربةً حكاية غُصُن الشوك فيشرعُ هو في مواربةٍ ومُكرٍ وإعياء في سرد القصة وهو يتقمَّصُ هيئة راوٍ في مسرح :-
- (الحكاية وما فيها ، آ جماعة ، غُصُن شوك يابس . يعني المَعَنىَ عندي لي حواشةً في تُرعة ستة .. تفتيش الجُمِّيزة جمب حواشة عيال بخيتة بت جبرين ، الله يطراها بالخير . بَدور أمش المكتب، يعني المَعَنىَ فيشان أسجّلا ( القهوة آ عوين .. تعُوعَن ديوك ) أها .. قُتا أنوم بدري فيشان أقوم بدري ألحق لوري أولاد طه ، الله يقطعُن في القِبل الأربعة . باقي هُن بقوموا الهجعة في شان التهريب ، أريتُن بالهُرار أل يقدّو ليهو العنقريب . أها رقدتا بعد صلاة العشاء ، يعني المَعَنىَ فيشان أنوم .} ينتبه فجأةً إلي أنَّ شموم تقفُ جواره ، متأهبةً ، وفي يدها ميسمٌ حامٍ . يزدرد ريقه ثمَّ يواصل { جيرانّا عيال ود الفنجري ديل ، الله لا يعدلا عليهُن .عندهن كلِبْةً والدة ليها تِزعة جِريوات . الكلبه الشرّانية السموّها جغلانة دي . الله يسلّط عليها البُندق التخفسا . يعني المَعَنىَ عليك أمان الله الليل كلو ما نُمْتا . أنقلب بي جاي الجِريو إنبح ؤ ينيص . أنقلب بي جاي الجِريو إنبح ؤ يعوِّص . أي لا حكت ولا بِقت ! الجِريوات بالصاااقعة التشرّطن . دي نصيبة شنو الوقعنا فيها دي آ جماعة ! ؤ تاني أنقلب بي جاي الجِريو إنبح ؤ ينيص . أنقلب بي جاي الجريو إنبح ؤ يعوِّص . قمتا علي الغوغاية الفي التُكُل ، جبتا لي منّها قُطُن ، يعني المَعَنىَ سدّيت بيهو إضْنَيْ (تتملم شموم والميسمُ الحامي في يدها . يصيح : القهوة آ عوين العُوّار أل يسد عيونكن ) أهااا .. اتغتّيت فيشان أنوم بس أكان النارية تنطلق في جلدي ؤ بقيت أنكرش . أكرُش ضهري تنطلق النارية في بطني . أكرُش بطني تنطلق النارية في كُرْعَيْ . أكرُش كُرْعَيْ تنطلق في صُلبي . أي لا حِكت ولا بِقت ! دي كاروشة شنو دي آ جماعة ! قُمتا علي طولي ، يعني المَعَنىَ طويت الفُراش ، أتاري أولاد التايَه بتي ، شالوا عنقريبي هيل القِد ؤ فرّشوا لي عنقريب الحُبال المهرود أل كلو مرقوت دا . الله يقطِّع لحمُن كان قطّعوا لحمي .} شموم تتململُ ضجرةً. تضعُ الميسم الذي في يدها و تتناولُ آخراً ملتهباً .. {أهااا .. مشيت جبتا عنقريب القِد فرّشتو ؤ رقدتا ، يعني المَعَنىَ فيشان أنوم . بس كان تاني قامت جغلانة تنبح والجريوات وراها . بقيت أنقلب بي جاي جغلانة تنبح والجريوات وراها . أنقلب بي جاي جغلانة تنبح والجريوات وراها . إني آمنتا بالله ، جغلانة بي أب درق الينشّفا هي ؤ جريواتا ، ها كلبة ها . جَرْ يجروك فطيسة , قلبتا النِعال يعني المَعَنىَ فيشان تِِنْطم ، عِلاَّ جغلانة زايدة في النبيح والجريوات وراها . والكاروشة في سدري ، الدُنيا حر ، جسمي يوشل عرق ؤ وشّي كلو فاير ، والكاروشة .. أجارك الله ، بقيت أناحي في الباعوض بي هِنا ، إجي النجمتي بي هناك . أناحي النجمتي بي هنا يجي الباعوض بي هناك ، أسِد إضْنَيْ بالقطن الباعوض يسرّتو . وجغلانة تنبح ؤ وراها الجريوات ، آ جماعة دي نصيبة شنو دي ! ( ها آ عوين .. القهوة . تقهّن في التُرَب ) أهاااا ..} شموم تتأفف { وكِت الليل انقسم تب ، قام حُمار جُبارة الله يهنِّق و يضرِّط . يهنِّق ؤ يضرِّط . إناتل في السَلب ؤ يهنِّق فيشان حُمارتي المشيكحة دي ، يعني المَعَنىَ شايعه ليها يومين . والحُمارة مما سمعت الحُمار يضرِّط حالت ؤ جاتا الحالة . أها الحُمار قطع السَلَب ؤ جا جاري ، الحُمارة قلعت الشاية ؤ جرت قِدامو ، الليل كلو بردلب بردلب ، بردلب بردلب . الحُمارة تجري والحُمار وراها ، منصِّل ؤ ضُرَاتو إجيب الضهَبان . الحُمارة تجري والحُمار وراها وأنا وراهو.. عَرْ . حاو وُش . عَرْ . حاو وُش ، لامن وصلتو لقيتو راكب فوقا تب ، خليتو لامن قضىَ منها ؤ نزل ، أها حُمارتي المشيكحة اتشتّحت ؤ بالت . سُقتا حُمار جُبارة الله ربطتو في شايتو وحُمارتي ربطتها في شايَتا ؤ جيت ، يعني المَعَنىَ بَدُور أرقُد شوية ، عليك أمان الله كان تاني الجريوات قامن . إنبحن ؤ ينيصن } شموم ، ضجِرةٌ ، تبدِّل الميسم بآخر{. (ها آ عوين ها . القهوة ما قضَت ؟ القَّضا أل يعميكن. القهوة . ) أهااا قُبّال الفجُر يشقّق ، ديك قمورة بت العاجبة بتي قام يعوعي : كُكْكَعِيّ عُوووووك ، كُكْكَعِيّ عُوووووك . ؤ بي هناك يناغمو الديك الزعوري هيل محَمُود ود التاية بتي : كُكْكَعِيّ عُوووووك . كُكْكَعِيّ عُوووووك . قُمتا، يعني المَعَنيَ شلتا إبريقي ؤ مرقتا فيشان أقطع الجُمار بالضرا أسمعلك الجضّة في تُكُل بتول العّزَباء وحِس سلمان التُجُم ؛ الجنا أل متِل طُراح الضان دا. شكيتو على الله أكان الليل كلو ما بِهَجِس ؛ أهااا ، مشيت قدَّام لقيتلك سعدية بت الضو شايِيلاَ حُمار النوم ماشّه تفنجّض ساااكت . تشخُر ؤ تنقُض في شعرا ، عليك أمان الله إمّا لحقتها كان حُمار النوم مِدَخِّلا جُتْ في بيت النمل أل علي حدب الدونكي . مسكتها ؤ رشيتا بموية الإبريق لامن صِحَتْ أها بعد داك مسّكتها درب بيتا عديل . قطعتا الجُمار ؤ جيت لبستا هدمي ؤ شلتا خِتْمِي ، نفضتا مركوبي الفاشري من العقارب و الكَرَب .. لبِستو ؤ مرقتا علي أولاد طه ، الله يقطعُن في القِبل الأربعة ، لقيتم خلاس ذاهبين .(يلحظُ تبرَّم شموم . يصيح :القهوة آ عوين العين بي حسين) أهااا ركبتا في اللوري بي ورا ، يعني المَعَنىَ ؤ قالوا كدي دقشوا الصَيْ والغِيَب . عليك أمان الله نِِدَّرّق من سُنطة بي هنا تلفحنا كِتره بي هناك، نمرُق من حفرة ؤ نقع في حفرة . في نُص اللوري كانت معانا الزلال بت هجو . المرَا الشغّالة في التِشاشة دي . عليك أمان الله قالوا التِشاشة دي فيها كَتَرَة قروش .} شمومُ تبرطم ضجرةً . يتجاهلها ويواصل { . المَرَا ، يعني المَعَنىَ ما خلّت ليها خُرتايةً ما شالتا في العربية( القهوة آ عوين ) أهااا .. وكِت اتوكَّرنا في بطن الشِدر مرق لينا شامير أب لمبة ، وأنا أسو .. محمد معانا ما تغشانا . محمد معانا ما تغشانا . عليك أمان الله عمل في السواق دا عمايل ، مرّة يبقالو سفنوج عديل ليهو كوز بي أمواس . مرّة أبيض ضميرك ؤ مرّة تيمس شايل طوب ؤ مرة كومر ملااان بواليس ؤ شايلين بنادق . والشدِر يلفحنا لفّح .. المرَا التّشاشية دي ضربت الروراي من كَفْت الشدر . أهااا.. .. )
يُسمع تصفيقٌ خارج البيت وأصوات جماعة من الزوار : سلام عليك آ حاج مصطفى . يهبُّ أولاده وأحفاده لاستقبال الضيوف ، حاج مصطفى يتنفِّس الصعداء ، بينما شموم تهبهب ، ضجِرَةً ، علي الجمر الموضوعة عليه المياسم المتّقِدة .. يدخل الزوّار ، يتعثّرون برائحة قلْوَة البُّن . يتدافعون عند عنقريب المريض وهم يمدّون الأيدي بالسلام وتمنيات السلامة وفي تداخل صوتي أقرب للَّغط منه إلي الكورال ، ينبري صوتٌ منتخبٌ واسعٌ القرار .. يسأل : -
- الحكاية شنو آ حاج مصطفى ؟
- والله ِ الحكاية وما فيها غُصُن شُوك يابس .
- غُصُن شوك !! كيفن الكلام دا آ حاج مصطفى .. شمْطَة الكُراع دي كلها غُصُن شوك . دا ظنَّيتو عرق نسا ؟ أها والورم دا من شنو؟
وهكذا... تنفرجُ أسارير حاج مصطفى للسؤال بينما شموم ، ضجرةٌ ، تواصل تسخين المياسم علي الجمر المتّقِد استعداداً لكي القدم المشدودة. رائحة قلْوَة البُّن تعبق في المكان ، أحفاده يهشوّن الذباب والنجمتي من علي جسده . يسنّدون القدم المتورّمة . بينما هو يصيح بصوتٍ خاوٍ ثاوٍ : ها آ عوين ها .. القهوة . ثم يشرعُ في مواربةٍ ومكر لإعادة سرد القصة :-
- (الحكاية ؤ مافيها غُصُن شوك يابس . يعني المَعَنيَ عندي لي حواشةً في تُرعة ستة تفتيش الجُمِّيزة... )
يُسمع تصفيقٌ خارج الدار وأصوات حُمرٍ تنهق ينزل راكبوها في عثارٍ ويدخلون في تدافعٍ وزحامٍ وهم يهللون .. حاج مصطفى ، سلام عليك . أجُر وعافية . الحكاية شنو آ زول ؟ تنفرجُ أسارير حاج مصطفى وتنعتشُ روحه وهو يِهُمُّ بكسب مزيد من الوقت ، تنهض شموم بتصميمٍ وقسوةً وهي تحمل ميسمين حاميين تتَّجهُ بهما نحو حاج مصطفى الذى ينظرُ إليها خلسةً ويتصنّعُ اللامبالاة ؛ يبدأ يحكى . تمسكُ شمومُ بالقدم المتشنِّجة بقبصةٍ لا فكاك منها ؛ قبضة البصير ذو اليد الخرشاء : قبضتها . يهبُّ بعضٌُ الزوَّار لمعاونتها ؛ يمسكون بالقدم . حاج مصطفى يدرك بأنْ لات حين مهرب ، يبدأ العرقُ يرشحُ من كل جسده . نبضاتُ قلبه تتسارع و نفسه يعلو ويهبِط ، بطنه تمتلئ بالهواء . أمعاؤه تشتبكُ بعضها في بعض وريقه نشف . يحاول ، ثانيةً، أن يتصنَّع اللامبلاة . يفتحُ فمه ليحكي . لسانه جافٌ قطعة أُمباز. الهواءُ يملأ بطنه حتى يكاد يختنق . أحسَّ ، وهو يشدُّ ليسدُّ مخرج الهواءَ نهاية قناته الهضمية ، أنْ سينفجر . أحسَّ أنّ مثانته تتمدَّد كبالونة وجسده ، كله ، ينضحُ بالعرق .. صاح يائساً : خلاص خلُّوني أنَّقطع الجُمار . لكن الوقتُ كان قد مضى ولات فكاك . شموم ترفعُ الميسم المُتَّقِد ثمَّ تنزله بتمهُّلٍ يشي بغلظةٍ وتشفِّي ، يراقبها حاج مصطفى والهواءُ يملأ بطنه ويضغط على حجابه الحاجز فيشُقُّ عليه التنفَّسُ أيضاً. أولاده وأحفاده وزوّاره حوله والنساءُ- نساؤه- ورهطهنَّ المتبلِّم جميعُهنِّ أطرقنَ . رائحة قلوة البُن عالقةٌ كثوبٍ أسودٍ يلفُّ المكان . شمومُ تنزلُ المِيسم المُتَّقِد بتشفٍ وغيظ : تشششششش . عطرابة الشواء تنتشرُ في الأنحاء ؛ تبرطم شموم : دا حق عِرق النسا أل في حبالك ، ثمَّ : تشششش أخرى تنحلُّ بها رباطة جأش حاج مصطفى . يحسُّ أنَّ نهراً يجري بين ساقيه وشموم تُهمهم : دا حق عِرق النسا المبلَّمات ديل. ثمَّ : تشششش أخيرة ينحلُّ معها صماما قناته الهضمية ، أعلاها وأدناها ، فيخرجُ منه ، في وقتٍ واحدٍ ، صوتان داويان: صوتُ الهواء الدَّاوي وفوقه غطاءُ صوته ينادي : ها آ عوييييين؛ القهوة . ثمَّ ، فوق جميع الأصوات ، صوت شموم شامتاً : دا حق عِرق النِّسا لي حدِّهن.
محمد عبد الملك
24/05/2007م
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.