قام شباب حي الشيخ فرح ود تكتوك بسنار بمبادرة رائدة لها مدلولات عميقة في زمن تلاشى فيه الوفاء واضمحلت فيه المعرفة بما هو واجب وضروري ...فقد تبنَّى هؤلاء الشباب والشابات وأخذوا على عاتقهم أن يحصروا رائدات التعليم بالحي العريق اللاتي قدمن عطاءا بقيت أثاره باقية ليومنا هذا ، فكان أن تم التجهيز لحفل تكريم يليق بما قدمنه من تضحيات وعطاء ٍأخضر سكب نور المعرفة في ميادين ودهاليز الحي العريق ووضع اللبنات الوتيدة لصنع مستقبل زاهر لتلكم الأجيال . تمَّ رصد وتحديد الرائدات في مجال التعليم من الحي العريق مع إختيار عدد من الأحياء الأخرى بالمدينة واللاتي قمن بأدوار لا تخطيئها العين . وتم الإعداد لحفل بهيج يتم خلاله تكريمهن ..الأحياء منهن أو ما ينوب عن اللاتي رحلن من هذه الفانية ؛ وقد كان يوما لا يُنسى وسيسجله التاريخ لما له من مدلولات عميقة تخبر عن معدن شعب أصيل وحي عريق يعرف الوفاء لأهل العطاء فظهر الحفل أنيقا في ثوب قشيب وإخراج متميز لا غرو ومعنا إبن الحي الموسيقار شافعي شيخ إدريس الذي أبدع وهو يقدم أوبريتا عظيما يليق بهذه المناسبة ، وكذلك الأستاذ عاطف فضل مخرج النيل الأزرق المبدع وهو أيضا من أبناء الحي العريق ؛ وقد تمّ توثيق تلكم الإبداعات لتُبث من القناة لاحقا ، وكذلك كانت حضورا قناة قون والإذاعة الطبية والراعي الرسمي للإحتفال صحيفة التغيير المتميِّزة ... ويجدر بنا هنا أن نشير للجانب الأكثر إبداعا وإشراقا: ألا وهو التداعي والتجاوب الغير مسبوق من أهل الحي المنتشرين في بقاع العالم المختلفة بعد أن تمَّ تنظيم ذلك عبر صفحة الفيس بوك (الحوش الكبير) وهي لسان حال أهل حي تكتوك. وحقيقة لقد كان التفاعل مع هذا المشروع الذي وُلد صغيرا بفكرة من إحدى كريمات الحي العريق (الأستاذه ليلى الأمين) ؛ ولكن شبّت تلك الفكرة وترعرت سريعا لتتمخض عن حدث سيسجله التاريخ . الجدير ذكره أن حكومة الولاية غائبة تماما عن مثل هذه المشاريع والأفكار ، ليس ذلك فحسب ، بل يبدو أن لها رأيا سلبيا في أدوار المؤسسات التعليمية وليس أدلَّ من ذلك غير سعيها الحثيث لاستقطاع بعض الأراضي من المدارس التي شيدها رجالات سنار من الأجيال السابقة ومعظمهم من هذا الحي ، بينما ظل تفكيرها منصبا في كيفية ترتيب أمربيع تلك المساحات المستقطعة من المدارس والأندية واستغلالها لتشييد المغالق والأسواق وتمليكها لأصحاب الحظوة المقربين ؛ فشتَّان ما بين وبين !!! ونختم القول بأن أمر هذه الولاية وحكامها .. يطول ويطول .. ولنا عودة .. [email protected]