*ولا شئ (غطس حجر البلد) أكثر مما فعلت مفردة (الرجالة!!) التي اخترناها عنواناً لكلمتنا هذه.. *من لدن (أخذناها بالقوة) وإلى (سنحل الأمور بالرجالة)- كما قال نائب الرئيس البارحة - والوطن يدفع ثمن (الرجالة) هذه دماً واحتراباً وتمزقاً وانفصالاً. *أربعة وعشرون عاما ولا صوت يعلو صوت (الرجالة) في بلادنا من تلقاء حاكمينا.. *ومن منطلق (لكل فعل رد فعل) التقط آخرون قفاز التحدي هذا ليلعلع الرصاص شرقاً وغرباً وجنوباً.. * بل حتى الشمال الجنوبي أضحى يتداول (سراً!!) فكرة تجريب خيارات (غير كلامية) جراء ممارسة ثقافة (الرجالة) تجاههم من جانب (أسامة وسدوده).. * وفي كلمة سابقة لنا بعنوان (المرجلة) تحدثنا عن كيف أن صدام حسين "خربها و(مات) على تلها!!" بسبب هوسه ب(الرجالة) هذه.. * ومن قبل دمّر هتلر ألمانيا بفعل غرامه الجنوني ب(الرجالة) و(الرجولة) و(المرجلة) وفقاً لأدبيات حزبه النازي.. *و(الرجالة) المدعومة بالحق ليست التي نعنيها هنا وإنما تلك التي منطلقها الإعتداد بمحض (القوة).. *والإنقاذ التي تهدد المعارضة باللجوء الى (الرجالة) هذه الأيام- إن لم تقبل بالحوار- استلمت السلطة منها أصلاً (رجالة) وليس عن طريق الحوار هذا أو (الإنتخابات)... * ثم ظلت (الرجالة) هذه هي وسيلتها في (حل الأمور) وهي التي تقول الآن: (سنضطر إلى حل الأمور ب(الرجالة) وكأنما لم تفعل من قبل.. *وفي فهم الإنقاذ- وهذه واحدة من أخطر مشاكلها- أن (الحوار) نفسه يجب أن يكون (مساقاً!!) بالقوة كيما يؤتي أكله وفق هواها هي.. *وتجاربها الحوارية جميعاً كانت فاشلة-في الصدد هذا- بشهادة التاريخ (القريب) الذي لم يبدأ ب(فشودة) ولم ينته ب(نداء الوطن).. *والرجل الذي كان له فضل استلام الإسلامويين السلطة- أي الترابي- لا يتحدث حديثاً سياسياً إلا ويشير فيه إلى ما يسميه (نقض العهود والمواثيق!!).. * ثم إن السودانيين المشهورين ب(الرجالة) لا يقبل رجل منهم أن يتحداه آخر باسم (الرجالة!!).. *والسياسة- كما هو معلوم- هي (فن الممكن) وليست (فن المرجلة!!).. *وسنة أولى سياسة- وهي أيام (أركان النقاش) يُعذر فيها من لايرى السياسة إلا (صراخاً) و(لكماً) و(شتماً) و(سيخاً!!!!).. *ولكن حين (يشب) ممارس أركان النقاش على (الثقافة) هذه فإنه (يشيب!!) عليها عملاً بالحكمة القائلة: (من شبّ على شئ شاب عليه).. *وتضحي (الرجالة) عنده-من ثم- بديلا للحوار والحكمة والديمقراطية.. *أو بعبارة أخرى- تسود أدبيات (إنت كان راجل أطلع معاي بره!!!!!!). [email protected]