ربما لم يتنبه الكثيرون إلى عنصر مشترك، وحد فيما بين الفرقاء في جنوب السودان وفيما بينهم وبين وسطائهم من الدول الإفريقية المجاورة، وفي مقدمتها إثيوبيا وكينيا ويوغندا بالإضافة إلى الدولة الأم السودان والجارة البعيدة القريبة تشاد، والجارة الأكثر بعدا والأشد قربا إريتريا، وهي أنهم جميعهم يتحدثون اللهجة السودانية!! ولسنا نحن هنا على كل حال بصدد إصدار قراءة تحليلية استقصائية لهذه الحقيقة الهامة والشديدة التأثير، ولكننا سنتحدث عن شأن رياضي، يتصل بمشاركة الأندية الجنوب سودانية في منافستي دوري أبطال أفريقيا وكأس الاتحاد الأفريقي. والمناسبة بالطبع أن فريقي (الملكية جوبا وأطلع بره) سيلعبان مبارياتهما في الخرطوم، نظرا للظروف الصعبة التي يواجهها جنوبنا العزيز، لا أطال الله غربته. أنا لا أعرف بالتحديد سبب التسمية (أطلع برة) ولماذا اختار لها أصحاب الشأن أن تكون بتلك اللهجة السودانية الحادة والمباشرة، إذ ليس من الحصافة في شيء أن يسأل أحد عن السبب الحقيقي لذلك في مثل هكذا ظروف. لكن، إذا كان المقصود هو (الوجود الشمالي)، فإنه وقد خرج الشماليون (بره الجنوب)، وتحقق المقصود، يظل السؤوال، لماذا بقي الاسم كما هو عليه، ولم يتغير كما تغير اسم فريق (ستاك) إلى (التحرير) بعد خروج البريطانيين من السودان مثلا؟ أما لماذا لم يقع اختيار تلك الأندية على نيروبي أو أديس أبابا أو أسمرا واختارت عليها الخرطوم، فإن ذلك يجعلنا أكثر إطمئنانا بأن حبل الود والوصل لم ولن ينقطع، وأن الشمال والجنوب كانا (حتة واحدة) وسيظلان (حتة واحدة) ولو من خلال دولتين، وإن غدا لناظره قريب!! ولكن، لمن يوجه أهلنا في الجنوب هذه المرة عبارة (أطلع برة) حتى تعود المياه إلى مجاريها، والمجاري إلى مياهها؟؟ ألم يقل قائل بأن حل مشاكل البلاد قد يأتي على أيدي فتى من قبيلة الدينكا في جنوب السودان؟ مجرد سؤال بريء!! هشام عبد الملك – [email protected]