تقدم « 700» من طلاب دارفور باستقالاتهم فى جامعة غرب كردفان لإدارة الجامعة احتجاجاً على ما اعتبروه تجنياً وظلماً وقع عليهم نتيجة تحميلهم وزر كل المشكلات التى تقع بالجامعة وهو امر شوه صورتهم امام الطلاب والرأي العام خارج الجامعة وفق رأيهم ، رافضين الجلوس للامتحانات وينتظر الطلاب ادارة الجامعة للفصل فى أمرهم وان إدارة الجامعة بدورها رفضت الاستقالات والبت فيها لسفر مديرها.. هكذا هو الخبر الذي أوردته صحيفة الخرطوم امس 2/1/2014م* وقالت ان الطلاب قد اشترطوا العدول عن قرارهم بتغيير عمادة الطلاب والحرس الجامعي.. انتهى الخبر .. وهنا اقول وفق المعلومات المتاحة بالنسبة لى كمراقب بان عدد الطلاب المستقيلين (402) وليس(700) كما ورد وهو موقف سياسي خاطئ فى نظري من طلاب يمثلون تنظيمات سياسية وليسوا طلابًا بشكلها المطلق وهم أرادوا بذلك إحراج إدارة الجامعة مستغلين ضعفها وعدم قدرتها على الفعل ولملمة الخيوط، وهو موقف جاء على خلفية احداث شهدتها الجامعة بعد انتخابات اتحاد الطلاب وهو شكل جديد وغريب من الاحتجاج السياسي لأن المألوف عندنا فى الماضي ان الجامعات ترفد الطلاب وتستبعدهم عن قاعات الدرس لانتماءاتهم السياسية الصارخة لرفع الضرر عن الطلاب غير المنتمين ولمصلحة استقرار الجامعة اكاديمياً وهناك اكثر من حالة معروفة ومعلومة تؤكد ما ذهبت اليه، ولكن ان يستقيل طالب من اكاديمياته ويترك قاعة الدرس انحيازًا لمواقف سياسية فهذا امر لجد خطير وغير مستوعب الا فى اتجاه ان الجامعة نفسها ضعيفة ولا قيمة لها في نفسه وهو غير محرج اذا فقدها فى اصلها، ومع كامل تقديري لقضية دارفور والجهود التى تُبذل واللجان التى تعمل لطيها، لكن ان ينخرط طلاب دارفور الذين تجتهد أسرهم لتذليل العقبات أمامهم حتى يتفرغوا لدراستهم ينخرطوا فى انشطة سياسية مضرة بهم وبوطنهم ويضحوا بأكاديمياتهم وعرق جبين آبائهم وأسرهم المظلومة لأجل تنفيذ أجندة سياسية وتذكية صراعات مسلحة لا طائلة منها فهذا هو المؤسف وهو الخراب بعينه، وبذلك يضيفون متاعب اخرى على اهلهم وأزمات جديدة على ازماتهم التى تراكمت وصنعت لها افرعًا وشعابًا معقدة ومشعبة ويكونون هم ضحايا جددًا للحرب والصراع المسلح .. خشيتي كبيرة على مستقبل الطلاب الذي بدأ يقربهم من بعض الجهات والدفع بهم ضحايا لمواقف سياسية يعيش أصحابها فى فنادق أوربا وأمريكا وبعضهم يعيش هانئاً فى منتجعات كينيا ويوغندا وإثيوبيا، هؤلاء السياسيون لن يغفر لهم التاريخ أنهم تسببوا فى تضييع طلاب وشعب دارفور كما ان إدارة الجامعة هي الأخرى تتحمل الوزر الأكبر لأنها ظلت دائماً غائبة عن المشهد وهذه الفعاليات او قل متهربة لأن مديرها كان موقفه ضعيفًا وهروبيًا من مواجهة الاحداث على الاقل فى حادثتين شهدتهما الجامعة، الاولى كانت ابان الانتخابات السابقة وبعد ظهور النتيجة ترك الجامعة تموج وذهب الى مدينة غبيش، وكررها ايضاً هذه المرة بعد ظهور النتيجة الأخيرة ووقع عليها غادر فوراً الى الخرطوم وهو يعلم يقيناً بان النتيجة ربما تثير بعض المشكلات، وكان المأمول منه ان ينتظر تداعيات القضية ويسهم فى المعالجات وتهدئة الخواطر سيما ان الاستقالات تمثل انهيارًا للجامعة ولا يمكن للمدير ان يغادرها وهي تنهار ويترك الطلاب يبحثون عن مغيث وحلول، كما اللوم يتمدد لبقية إدارة الجامعة عمادة الطلاب وغيرها من الإدارات التى يحملها الطلاب مسؤولية الذي يحدث وما يتعرضون له من مشكلات ومضايقات، فقد سمعنا صوت الطلاب ولم نسمع صوت الجامعة ولا إدارة إعلامها المبجلة برغم ان المشكلة أخذت اكثر من اسبوع ولكن لا صوت للجامعة ولو كنت مكان وزير التعليم العالى لأبعدت مدير الجامعة وإداراته المساعدة للتقصير حتى تفاقم الوضع بشكله الحالى الذي بات له مضاعفات سياسية ومجتمعية وأكاديمية خطيرة وهذا يجعلنا نطالب بمراجعة السياسات التى جعلت ان تظل الجامعات ساحة مفتوحة للنشاط السياسي الهدام فى وقت يجب ان تكون ساحة حوار وعلم ومعارف وتبادل تواصل بين الطلاب لا تبادل شتائم واساءات واقتتال، كفانا قتال فى الغابات والصحاري، كما ان الجامعات مطلوب منها قيادة حملات توعوية بمخاطر الحروب وان تسهم فى عمليات رتق المجتمعات و استقرارها وتبني فكرة المصالحات القبلية من وجهة نظر أكاديمية عبر اوراق ومنتديات حتى يكون للجامعات دور محسوس فى الاستقرار الذي بدروه يجعلها تنفذ فصولها الأكاديمية بنجاح ودون توترات وقضايا انصرافية.. ولو كنت مكان إدارة الجامعة لأوقعت بهؤلاء الطلاب احكاماً قاسية، اما أجبرتهم على المضي فى السلم التعليمي عن وعي او خرجوا بعيدًا عن أسوار الجامعة حتى يصبحوا عظة واعتبارًا وإرسال رسالة لمن خلفهم ممن يظنون ان الخطوة ستحقق لهم مكاسب سياسية وهم يقدمون على فعل ومخالفات تستوجب التدخل الحاسم من الجامعة لوقف هذا العبث الأكاديمي المخل بالعملية التعليمية ومنع تزوير وتدليس الإرادة والمواقف الطلابية لحساب مواقف سياسية لخدمة* تيارات ظلت تحرض الطلاب على ممارسة هذه الأدوار الشنيئة.. ولابد ان اختم بتلك الملاحظات الكثيرة التى جهر بها كثيرون ينتمون عضوياً الى جامعة غرب كردفان وهي حالة التردي البيئي بالجامعة وانه في عهد المدير الحالي اوقفت كل اعمال البناء والتشييد العمراني لأي منشأة جديدة سواء كانت قاعات ومعامل او مكتبات او كليات جديدة والجميع الآن يتساءل أين تذهب كل إيرادات* الجامعة؟؟ ويتحدث بعض اساتذة الجامعة عن مصادر* تمويل الرحلات الخارجية للسيد المدير؟. لانه فى وقت تعاني فيه الجامعة وأساتذتها مر المعاناة ظل مديرها في حالة تجوال دائم في بلدان العالم دون ان تكون هناك منافع محسوسة وفوائد وملموسة للجامعة من زياراته الخارجية، كما ان هناك حديثًا كثيفًا عن إدارة الاعلام والعلاقات العامة بالجامعة وتراجع دورها وهي عاجزة وغير قادرة على القيام بدور الإصلاح بين رئيس القسم في الجامعة واحد الموظفين معه ناهيك عن دور محسوس* تقوم به للحد من المشكلات التى ظلت تنتاش الجامعة من حين لآخر، ارجو تمكين هذه الادارة لتقوم بدورها الطليعي فى النشاط الإعلامي والاجتماعي داخل الجامعة وخارجها.. الى الإخوة فى التعليم العالى انظروا الى جامعة غرب كردفان التى امل الجميع فيها كبير ورجاؤهم ان تمضي منارة علم ومعرفة لكل ابناء السودان، وأرجو ان يكف البعض عن استخدام قضية دارفور مثل قميص عثمان.. وما توفيقي إلا بالله!! [email protected]