دعوها تمضي في شوارع الخرطوم تبحث عن وطن في كرنفالات التكريم الرسمية لمن ظلوا يتغذون من قوت البسطاء زورا باسم الدين والأكاذيب التي نزفت دما من شرايين وليدها الذي كانت تنظر اليه أملا وحرثا وسندا تتكئ عليه في حياتها المستقبلية وبعد مماتها ولكنها رأت دم الشهيد يشربه السادة عصيرا وهم يبتسمون ويتبادلون عبارات المجاملة السخيفة الممجوجة ويبيعون كل غال لديها ونفيس وتصافح يد السيدين يد القتلة في ود كأن الشهيد لم يكن يوما بيننا دعوها تحمل وسام النيلين وتضعه على صدر غرفته وبين ما تركه فقيدها من ملابس وكراسات وكتب وحقيبة مدرسية كان يوما يجوب بهم شوارع المدينة جيئة وذهابا من مدرسته وتعلم الحاضرين لموته بإن إنها أخطأ مثل الكثيرين بإنتمائه لهذا الوطن الذي بيعت فيه الذمم وصودرت فيه الاحلام وأعدمت فيه طموحات الحياة الكريمة خبروها بأن وسام النيلين منحه من لايملك لمن لا يستحق خبروها بأن الدجاج استديكت في أرضنا وأن الجبناء هم الأجدر بأنواط البطولة و نياشين الحروب الظافرة بقتل الابرياء وإغتصاب النسوة و حرق القرى والآمنين وجعل الوطن وطنين متناحرين متنافرين خبروها بأننا قد فهمنا اللعبة خطاءا بأن القاتل الموهوب أصبح كالمقاول وان الأئمة الذين أردنا لهم أن يحررونا ويقودونا الى التغيير والوطن الذي حلمنا به لم يكونوا يروننا الا من وراء جدر ويساومون من يقتلوننا على مواقفنا علهم يحظون بالرضاء وفتات من مائدة السلطان العامرة بقوتنا ومالنا وحقنا العام خبروها بأننا كنا بضاعة في سوق نخاسة القادة المزيفون لتاريخ كتبوه بايديهم ثم قالوا هو من عند الله لمومزيد من الكسب الحرام على اشلاء موتانا ودماء شبابنا وكل ذلك باسم الله باسم العقيدة والوطن خبروها بأن أبنها هو من واجه زخات الرصاص بصدره العاري ولم يكن مثل حملة الاوسمة يعبر ع من رأيه فيما يجري من مقر إقامته الدائم في لندن والدم حاضر وطازج وتزكم رائحة الدم الانوف الواقع بأننا صنعنا ائمة وسادة وقدمناهم علينا ولم نكن موفقين في ذلك فهم لم ولن يكونوا يوما قادة للتغيير ولا لتقدمنا وانما لتخلفنا وتركيعنا للعسكر اينما كانوا وعلينا ان نتحرى جيدا من قيادات قوى المعارضة الوطنية ضد نظام العسكر الحالي أو نظام يأتي بهم خبروها بأن لإبنها الشهيد إخوة لم يركعوا ولن يركعوا أبدا أو يصافحوا يدا قتلت من شعبنا الشباب والشيوخ والنساء وحرقت القرى وقسمت الوطن ولن يصافحوا أيدا من صافحهم ونال أوسمتهم وشرب من دماء الشهداء عصيرا وتبادل مع القتلة الابتسامات خبروها بأن عهدنا مع الشهداء هو مواصلة النضال الى ان يأتي ماقدم الشهيد دمه لأجله وطن الحرية والسلام والعدالة ويبقى بيننا الامل في التغيير دوما،،،، [email protected]