في "زحمة" من التداعيات الرياضية في بلادنا وانشغال الساحة بقضايا سطحية، تحاك مؤامرة كبيرة ضد الأندية الرياضية وبخاصة الكبرى منها وجماهيرها، ومن ذلك السعي الجاد لبيع الهلال تحت لافتة تحويله إلى شركة مساهمة عامة. قبل أيام قليلة بدأت حملة "جس النبض" للجماهير من خلال اعلان مفاجئ للخبر، لم تعره الجماهير ادنى اهتمام، ولا يقل من جدية التوجه ما يرشح من تصريحات مفادها أن المسألة مجرد فكرة، قابلة للتنفيذ أو الالغاء!! وكعادة "أثرياء" بلادنا وارتباط "عطاءهم" بكل أسف بالمن والأذى، فقد جاء الاعلان مباشرة بعد دغدغة مشاعر جمهور الهلال من خلال التسجيلات وتسديد ديون سابقة، حيث ضخت لجنة التسيير كمية من الدولارات لا ندري مصدرها ولا آلية صرفها على هذا النحو "الدرامي" فقد كان مقر اتحاد الكرة على موعد مع دراما عجيبة وغريبة عكستها تلك الصور التي تناقلتها الصحف لمديني الهلال السابقين وهم يعدون الدولارات عدا في وقت يحصد فيه الفقر ملايين المواطنين حصدا بلا ادنى شفقة ولا رحمة!! المهم أن هذا التمهيد لبيع الهلال جاء بغرض تهيئة المناخ و"فرش" الأرضية المناسبة قبيل انقضاض الرأسمالية الطفيلية التي وجدت في جماهير الرياضة احتياطيا ضخماً لدعم مواقفها السياسية عبر الرياضة ذلك ..بعد أن جفت المنابع الأخرى... في المساجد ودور العبادة وبخاصة بعد ان تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود للمشروع الحضاري الكبير.... وكان المهندس الحاج عطا المنان رئيس مجلس الهلال، قد قدم في اجتماع المجلس الذي عقد يوم السبت الماضي ببنك النيل ورقة عن تحويل نادي الهلال الى شركة مساهمة عامة، وتم طرحه للتداول بين اعضاء المجلس، واكد الحاج عطا المنان انهم ناقشوا في الاجتماع مقترح تحويل نادي الهلال لشركة مساهمة عامة، والايفاء بمتطلبات الاحتراف التي تطال بها الفيفا، مؤكداً ان الورقة قام بتقديمه امام اعضاء مجلس الادارة وسيقعد لها ورشة للتداخل بين المختصين ومن أخذ رأي جمهور الهلال حولها، وقال ان تحول النادي لشركة مساهمة عامة اصبح ملزماً من قبل الفيفا، بل مفيداً للهلال وهذا التحول يساهم في التطوير مؤكداً ان البنوك السودانية شهدت قفزة هائلة رغم الحصار الاقتصادي المفروض على السودان، مؤكدا ان شركة المساهمة العامة ستقود الهلال للاستقرار المالي وتحفظ حقوق جميع الناس . لكن هل مثل هذه القرارات الاستراتيجية هي من مهام مجالس التسيير أم المجالس المنتخبة؟ واذا كان القرار ضمن توجه الفبفا فلماذا الهلال وحده دون بقية الاندية الافريقية والعربية؟ ومن هي الجهات الساعية لامتلاك الهلال بجمهوره وفي هذا الوقت بالذات؟ .. وتماماً كوعد بلفور فإن ما يحدث هو وعد من لا يملك لمن لا يستحق، لأن نادي الهلال اكبر من لجنة التسيير الحالية والسابقة واللاحقة فالهلال علامة رياضية وتجارية واجتماعية فارقة من الصعب تقييمه كأصل، وإن كان لابد فالأولى به هم جماهيره الوفية دون استثناء من لا يملك منهم قبل من يملك، هل نحن أمام خطة لاستكمال تصفية الوطن بعد تفتيته وتقسيمه واشعال الحروب في بعض اجزائه؟ مسألة طرح الممتلكات العامة للخاصة لها قواعد وأسس وفي مقدمتها اختيار التوقيت المناسب والقيادة المناسبة للقيام بهكذا عمل، ببساطة الثروة الآن بيد شريحة محددة والحديث عن طرح أي قطاع للمساهمة العامة يعني تمليكها لهذه الشريحة وحدها دون غيرها، شريحة بعض مكوناتها لا تعرف الضرائب ولا الرسوم الجمركية وتعربد في الأسواق في منافسة غير عادلة مع الآخرين.. وهناك المزيد من الاسئلة التي تطرح نفسها بالحاح ..لذا على جماهير الرياضة الحذر والانتباه والانعتاق من براثن هذه المشاحنات التي تجري بفعل فاعل يعشق الاصطياد في المياه العكرة!! والله من وراء القصد [email protected]