تمر علينا هذه الايام ذكري رحيل اسطورة الغناء السوداني الراحل المقيم مصطفي سيد احمد الذي يعد واحداً من جيل الفنانين الذين ساهموا في مسيرة الاغنية السودانية الحديثة ومن الرواد الذين اختطو لانفسهم طريق النبوع والتميز في مسيرة العمل الإبداعي واسسو لانفسهم مدرسة يهتدي بها القادمون من بعدهم من الاجيال ليسيروا علي نهجها. وبلاشك فإن مايميز الراحل عن غيره من ابناء جيله أنه ظل رغم معاناته مع المرض يرفد الساحة الغنائية بجديد الروائع الفنية والدرر اللحنية التي استعصت علي عدد كبير ممن هم كانوا أصحاء،فمصطفي مشروع فني كامل الدسم رسخ اسس لمدرسة ثرة في اللحن،وإختياره للكلمات والتوزيع الموسيقي ،وكم ابدع مصطفي ومتع جمهور وعشاق فنه ،وفي محطة مهمة من تاريخ رحيله وتسفاره كانت دوحة العرب التي احتضنته وقدمت له الكثير الكثير ،ومما يحضرني هنا رؤاية معروفة وسط السودانيين بالعاصمة القطرية الدوحة وهي ان احد الشباب القطريين حينما سمع اغنيات الراحل لم يتمالك نفسه وغرق في البكاء ليدلل هذا علي ان الراحل خط لنفسه مساراً غنائياً واضحاً علي مستوي قطره الصغير وعلي مستوي وطنه العربي الكبير وكما غني الراحل من كلمات مدني النخلي وازهري محمد علي وحميد وقاسم ابو زيد وغيرهم من الشعراء السودانيين غناء ايضا لنزار قباني ومحمود درويش وحسن بيومي اروع ما كتبوا من كلمات. نعم سنين تمضي من عمر الرحيل وتضج الهواجس والظنون مابين وقفة الزول البراهو في حضرة وطن مسخن بالجراحات والخيبات السياسية وبين قصة الحزن النبيل ومناداة اطفالنا علي شليل الماراح لتكسب التجربة مزيداً من الضوء في بقعة الزمن الاشتر ،فتجربة مصطفي سيد احمد قطعاً تحتاج الي توثيق وتحليل ودراسة وقراءة متأنية في سفر مراحلها كافة ،ونحن نفيأ ظلال ذكراه يجب ان نعلي حس الاهتمام بما ترك الراحل من ارث غنائي وموسيقي وشعري وان نتعرض له بالنقد والتقييم والتوثيق حتي يستفيد الجيل الحالي والأجيال القادمة منها ،فمصطفي وضع اسس الغناء ومنهج يستحق أن يعتني به ويدرس في معاهد الموسيقي وتنظم من أجله السمنارات فحالة الراحل نادرة جداً وتستحق التوثيق ولابد من الولوج في اعمال الراحل من شعر وموسيقي وغناء لم تري النور بعد وفي رائي انها تحتاج الي ورش عمل لمخزون الغناء الذي تركه الراحل حتي يستفاد منه في مسيرة الغناء السوداني الحديث. [email protected]