- يا حاج عبدالله..وينو القش بتاع الحمار؟!! - نسيتو يا ااخ !! ما تقدي راسي - تنسى كيف وتبيت الحمار القوى - يا كلتوم الحمار يطير ان فتران أديه من "مشك" الجداد ده ..عشيه وخليني أنوم بكره عندي شغل كثير في سوق البهايم دار هذا الحوار بين عمنا عبد الله وزوجته كلتوم في بينهم النائي في مدينة الدامر..وقد سكنت الكائنات إلا من نقيق الضفادع البعيد بعد ليلة ممطرة... ***** في ظهر اليوم التالي أسرجت كلتوم الحمار عصرا...للمشوار المعتاد..الرحلة اليومية المعتادة إلى "الجو"...والعودة الروتينية مخموراً محمولاً على الحمار الذكي إلى البيت..يغني بصوته الجهوري الأجش... -قول لأهل الجور والمساخر .....ما فى أول ما ليه آخر ما بدوم العز والمفاخر.......وما بدوم الظل والحصون ولكن دوام الحال من المحال...في عز قوانين سبتمبر 1983 والحمار الممتعض من بطنه الخاوية والمشك البغيض قد بيت أمراً جلالاً..ومخطئ من بني البشر من يظن أن الحمير غير ذكية و تمتاز بمؤهلات جنسية جبارة فقط ...ظل عم عبدالله يترنح في حماره في طريق العودة مغمض العينيين...وعندما فتحها...وجد نفسه في فناء مركز شرطة السوق...صعقته الدهشة وقد تحلق حوله الجنود وبينهم قاضي ملتحي..يدمخ عينيه الشريرتين بالكحل...وعرف عمنا عبدا لله الأمر قد قدر وغمغم في حزن - الله ...الليلة امانة ما مات راااجل.. ضحك الجنود في استهزاء -الليلة الجابك بي جاي شنو يا عم عبدالله؟؟!! - انا بجيكم يا خولات؟!!...جابني المعفن ده...ناكر العشرة "الغواصة".. . التفت الحمار اليه ساخطا - الناكر منو...والمشك ...المشك الهاري بطني يا عم عبدالله..تقعدني بلا عشا.. - يعشعش دينك يا ل.وطي ..حرررم الليلة ننجلد سوا...يا جماعة الحمار اللوطي ده ماكل مشك امس .. - وما الو...ننجلد سوا...لكن البمرقك بكره من مسخرة ود الجعلي وعوض الله ود نفيسة... منو... وتعمل كييييييييييف مع كلتوم..وجارتكم السليطة بت تامزين...آآآآهاهاها....هاها..ههه.... **** وفي اليوم التالي تجمهر سكان المدينة...ليرو احكام الشريعة تبطق في السودان في زمن الخلافة النميرية ..تم جلد عم عبدالله وهو يسب ويسخط ويتوعد الحمار المسكين...وعندما جاء دور جلد االحمار..بتهمة انه اضحى "اداة سكر" متنقلة ، تحمل صاحبها إلى اماكن الرزيلة بعيدا عن مقاصد الشرع.. كما انه له سوابق من زمن ثورة مايو الاشتراكية..ضاجع حمارة ود الجعلي في قلب السوق أمام الجزارة بايعاذ من صاحبه المافون..حاج عبد الله وأسلوبه المتفرد في تصفية الحسابات... وأكثر شيء جعل عم عبد الله يتميز غيظا وتكاد نفسه تذهب حسرات ...أن الحمار السعيد بالجلد كان يردد أغنيته المفضلة لبادي محمد الطيب في تلذذ مقيت: - الثبات معروف لي معاصر ......لو بقيت في داخل معاصر - و الإله غير شك لي ناصر........رغم انف الواشي الخؤن ********* قول لشاهد الزور فيما ثائر.......هدى روعك قبل الخسائر يا ما قبلك عميت بصائر........من لساني ...وقولي الهتون ******* قول لأهل الجور والمساخر .....ما فى أول ما ليه آخر ما بدوم العز والمفاخر.......وما بدوم الظل والحصون ******* عن لسان الحق مانى نافر....وما جحدت الخير مانى كافر ما ضمرت السوء مانى حافر......للصديق هاويات السجون [email protected]