ربما يحكي الناس السيره العطره العامة للمناضل المفكر بدر الدين مدثر بكل الصعوبات التي خاضها والدروب الوعره التي سلكها في سبيل البعث والوطن والامه وهذا محل اتفاق الجميع لما يمتاز به الفقيد من شخصيه كارزما تجذ ب الاخرين بقوة دون استئذان كسحر الموسيقي من علي البعد بين الغابات والوديان ، وثقافته واطلاعه الواسع جعل منه مرجعيه في كل شي ،فكان المثقف الحركي والقائد الذي يستمد الفكر من حركته بين الناس فعبر عن ما قال القائد الموسس ميشيل عفلق ان الثقافه ليس ضد السياسه انما مكمل لها وداعمها لها فاستمد فكر البعث بعد التبحر في الثقافه، فقاتل القائد الموسس في فلسطين كمثقف ومفكر مناضل حركي يعبر عن فكره بالسلوك المباشر ( و ليس مثقف متفرف يمارس الفكر كترف تنظيري وهو جالس القرفصاء ) فكان الفقيد رحمه الله كذلك مناضلا فاعلا ومتحركا بين الفقراء والغلابه ،وفوق ذلك هنالك جانبا كبير جدا في شخصيه الراحل بدر الدين مدثر وهو شخصيته الساحره التي تشد انتباهك قبل ان تشاهدها عيانا، فكم كان ساحرا للمناضلين جمعيا ابان حكم الدكتاتور نميري ومربكا لاعدائه بحركه الواسعه ،وهو راس الرمح للانتشار الواسع الذي وجده فكر البعث بين الناس عامه والشباب خاصه كان ملهما حقيقة مثل مارتن لوثر والمهاتما غاندي وصدام حسين ، فانجذب الشباب بفضل صولات المناضل بدر الدين وصلابه وفنه في مواجه الانظمة الشموليه فتدافع الشباب بالمئات للانضمام لفكر البعث قبل سقوط مايو فكانو بالاف ابان الديمقراطيه حسب احصاءات الصحافه في ذلك الوقت حيث اتضح ان 16%من الشباب منح صوته للبعث ،نسبة لجازبية وكارزما قائده بدرالدين مدثر رحمه الله وقدرته الفائقه في توصيل فكره ورواه السياسيه ، كانت هتافات الحناجر في الانتفاضه التي عمل لاجلها وامن بها وتحدي النميري بذلك واوفي بوعده ، كان هتاف الشباب في كل ندواته تقلق منام اعداء الوطن و الامه ،كنا نسمع من بعيد ونحن صغار عن سيرته ونضاله وشجاعته وصدق تحليله السياسي وتفانيه من اجل الوطن ، عندما سنحت لنا الفرصه ان نلتقيه بعد احتلال العراق 2003 في منزله ببري كان حقيقة مناضلا ساحرا يتحدث معك عن همومك النضاليه واحتياجات الشباب كانه في عمرهم او عائش بينهم يناقش القضيا بروح الشباب وحماسهم ويتحدث عن مستقبل الامه بكل ثقه وايمان وتفاؤل خرجنا منه كاننا نحن الشيوخ وهو الشاب الواثق من نفسه الذي يمشي في منتصف الطريق بكل كبرياء ، لكننا بعد لقائه تاكد لنا ان الشباب روح وعزيمه واصرار منحت لهذا المناضل القدير ، حقيقة انه ملهم وقائد ساحر علي الرغم من طول الجلوس معه لساعات وهو مريض جدا ويتمالك علي نفسه الا انني تمنيت ان يطول اللقاء لفترات اطول مع مناضل كنا نتممني ان نسمع صوته فقط فاذا بنا امام وجهه نبادل الحديث ونستمد منه روح النضال ،عدت ادراجي الي رفاقي لاحكي لهم عن لقائي بامين السر بدرالدين مدثر وانا ممتلي فرحا وازدت ايمانا لا يوصف ، كنت انقل لهم ما قاله لي وانا اكثر فخرا بنقل حديث عن رجل بقامة بدر الدين لرفاقي كانو يتحلقون حولي بكل شخف وحب كبير واحترام ويلتقطون الكلمات التي نرويها لهم عنه قبل خروجها ، فاذاد حماسنا وحبنا لحزبنا بعد لقائه بالاف المرات قبل اللقاء فظل حديثه ملهمنا في كل الاوقات والشدائد ، والتقيناه في المستشفي وهو مريض لا يستطيع الحركه فكان شامخا صلبا وساميا ومبتسما ايضا ، كان لي الشرف ان اسنده علي ظهره وهو لا يقوي علي الحركه واصر علي حضور ندوة جامعه الخرطوم الشهيره بنفسه حتي يري من بعينه الرمد والمرجفين ،والساقطين اين يختم حياته بدر الدين مدثر ختم اخر نشاطه السياسي بين رفاقه الذين قضي معهم حياته بحلوها ومرها رفيقا بينهم وقائدا لهم الي ان توفاه الله،، رحمك الله ايها الاب الروحي والقائد بدر الدين مدثر والي جنات الخلد [email protected]