بسم الله الرحمن الرحيم في ظل نظام يثبت دعائمه على أرض ظاهرها رفع راية لا إله إلا الله و باطنها التمكين بشتى السبل و بكافة الوسائل لأقليات متطفلة على أرض السودان و فرض الثقافة الإسلاعروبية ( بالطبع إسلام سياسي و عروبة مصطنعة) لا يستغرب أحد و لا يفغر فاه لما يدور في أطراف الوطن خاصة ذات اللون الأسود , فكلمة تهميش أضحت مستهلكة , فالذي يحدث هنا هو شيء فاق التصور و الخيال مع غفلة غير عادية من قبل الكثيرين من بسطاء قومي الذين لا يزالون ينجرفون خلف تيار الشعارات الرنانة و الهتافات المغرضة و المشاريع الوهمية الكرتونية الجوفاء التي لا تخدم الأغراض الأساسية من التنمية , فمحلية رشاد بولاية جنوب كردفان و خلال الفترة من العام 2008م و حتى العام الحالي 2014م تعاقب عليها حوالي أربعة معتمدين أولهم الراحل / حامد محمد حامد إيدام ( الأغبش ) و لا داعي للحديث عن حقبته فقد رحل إلى ربه و هو أعلم بما يستحق من ثواب أو عقاب , جاء خلفاً له السيد / خالد مختار و لا داعي أيضاً للحديث عن فترته بالتفصيل و التي اشتملت على محرقة الفيض أم عبد الله و لكن نكتفي بأول برنامج بدأ به عمله و هو تكوين لجنة بناء إستاد مدينة رشاد كأولوية ملحة , و كأنه قد وفر كل الخدمات و الإحتياجات الأساسية لمواطني محلية رشاد و لم يبق سوى الملاهي , المهم إنقضت فترته بشرها و شرها !!! و لم نشهد لا بناء الإستاد و لا شيء يذكر من ظاهر الخدمات و المشاريع - يدعى خالد و لكنه لم يخلد سوى المرارات , أعقبه المدعو / حسن سليمان و الذي يكفينا من حقبته أحداث ( ثورة ) مدينة رشاد في شهر رمضان و ما سبقها و ما تلاها و يكفي أيضاً مطالبة مواطني رشاد بإبعاده غير مأسوفٍ عليه تصحبه الدعوات بسوء العقاب لدى القاهر الجبار , و الآن يجلس على دفة القيادة في المحلية السيد / موسى يونس كوكو و الذي تفاءل به مواطنو رشاد كثيراً و رحبوا به بين ظهرانيهم و دقوا له الطبول و لخصه الكثيرون من حديثه الطيب ( حلوة طيب دي) فبدأ رحلته التعبوية و ليس التنموية بمشاريع و برامج هي من صميم عمل الروابط و الجمعيات و تنظيمات المجتمع المدني اليافعة و البعض منها برامج إنصرافية للحد البعيد تصنف عند أولي النهى لهواً , نابذاً وراء ظهره أولى الأولويات في برامج الحكومات و أبرزها الخدمات الأساسية ( مياه - تعليم - صحة ) بالإضافة إلى الكهرباء و غيرها من البرامج الإصلاحية و التوعوية إن كان لها لزوم أو جدوى , فقد مضى على فترة هذا المعتمد أكثر من ثلاثة أشهر و كانت أهم برامجه تكوين لجنة تسيير محلي لكرة القدم و إعداد منتخب مدينة رشاد لكرة القدم و التكفل برحلة المنتخب إلى مدينة الدلنج و أداء مباراتين ومن ثم العودة و إقامة برامج ترفيهية على شرف ذلك إضافة إلى إقامة ما سمي اعتباطاً بالليالي الثقافية بالمسرح و التي لم تكن سوى حفلات ساهرة راقصة و لا ندري من أين يتم الصرف على هذه البرامج الهادفة !!! ؟ و الآن في هذه الأيام يتزعم السيد المعتمد برنامج عمل جماعي (نفير) لبناء ما يسمى بإستاد السلام بمدينة رشاد و ذلك بجدولة العمل الجماعي على المواطنين بالأحياء و إدارات الأندية الرياضية علماً بأنه قد تم دعم مشروع الاستاد بمبلغ 50000 خمسين ألف جنيه , و بغض النظر عن أن هذا الإستاد سوف يتم بناؤه فعلاً أم لا فلنتناول مدى إهتمام هذا المعتمد بما هو من صميم عمله و أوجب واجباته في مقابل ما يتزعمه من برامج غوغائية : في المجال الصحي فقد تراجعت الخدمات الصحية بشكل مريع بحيث صار كل من يشكي حتى من الصداع أن يتوقع التحويل من مستشفى رشاد إلى أي مدينة أخرى ( أم روابة – الأبيض – الخرطوم ) و الله يستر من كاب الجداد , أما في مجال التعليم فلم يقدم هذا المعتمد للتعليم شيئاً يذكر و حتى زياراته إلى المؤسسات التعليمية جاءت ضئيلة جداً و مخيبة للآمال في شكلها و مضمونها فضلاً عن تأخرها ضمن جدول أولوياته , أما فيما يتعلق بالمياه فيكفي أن برميل الماء وصل سعره إلى 15 جنيه فضلاً عن توقف عدد من مضخات المياه و الطلمبات عن العمل بالإضافة إلى توقف العمل في مشروع شبكة المياه الذي بدأ قبل قدوم هذا المعتمد , أما خدمة الكهرباء فمدينة رشاد منذ أن بدأ مشروع كهرباء السلام لم تتردى خدمات الكهرباء فيها إلى المستوى الذي وصلته هذه الأيام , فطيلة الفترة الماضية كان الإمداد الكهربائي يستمر لفترة خمس ساعات على الأقل ( من الس7اعة مساءً إلى الس12اعة منتصف الليل ) أما الآن فقد صارت فترة الإمداد الكهربي لا تزيد عن ثلاث ساعات ( من الس8:00اعة أو 8:15 مساءً حتى الس11اعة ليلاً ) , هذا فضلاً عن تردي الإقتصاد و ضيق الأحوال المعيشية و سوء تنظيم الأسواق و تدهور صحة البيئة و غيرها من الأشياء التي تمس بصورة مباشرة معيشة المواطن البسيط , أخي المعتمد : كن أكبر حجماً و أعلى مقاما مما تتزعمه من **** البرامج - فأمامك متسع من الوقت لإعادة ترتيب أولوياتك و ليكن إهتمامك بما هو أجدر بالمكوث على صفحات التاريخ و وجه الأديم , و لتترك الزبد ليذهب جفاء , و لا يكن كل همك حشد التأييد و تكبير الكوم لأجل إنتخابات وشيكة أو لأجل إطراء أو ثناء من رئيس مباشر بالإعتماد على سياسة ( الخم) التي تستخف بعقول البسطاء كسائق السيارة الذي يستعين بأناس لدفع عربته المعطوبة مع وعدهم بترحيلهم ثم يستغل طيبتهم و شهامتهم و يدير محرك سيارته و يندفع للأمام تاركأ لهم سحب الدخان مقابل سذاجتهم , فليكن دافعك هو خوف الله عز و جل في أمة عانت الكثير ثم استبشرت بك خيراً , فكن قدر المقام . عمر الريح عبد الرحيم رشاش [email protected]