أصبحنا في زمان يذل ويهان فيه المواطن المسكين من أجل الحصول على لقمة العيش ويتنازل عن كرامته من أجل أن يحيى ويستطيع أن يطعم نفسه ويقبل بالشتائم التي تنهال عليه والإستهزاء به وفي بعض الأوقات قد يمد الرئيس يده على مرؤوسيه إذا أخطئوا بأن يلكزه أو يضربه , بعدما أشبع غريزته المادية وهو قد نفد صبره ولكن لا يوجد حل غير أن يقبل بالوضع الذي أبتلى به , ومن حافظ على كرامته فقد عمله وخسر وظيفته وتجارته وممتلكاته ولكنه حافظ على كرامته وهو يندب حظه ويقول : ياليتني لم أحافظ على تلك الكرامة , مالي والكرامة فلقمة العيش هي الأهم والأجدر ,لأن له شعب آخر من الأطفال الذي يعيلهم ويربيهم وهذا بالتاكيد غير الأسر الآخرى التي تعتمد عليه في بعض الأحيان وايضاً في هذا الزمان تجد كثير من الأسر التي لا يوجد من يعولها ويعمل ويتحصل على لقمة العيش لأن ولي أمرها أوالمسئول عنها أي الأب أو الأبناء قد إستنفدت طاقاتهم أو عجزوا عن القيام بإعالة الأسرة الكبيرة في مكانتها بين الأسر والكبيره في عدد أبنائها أيضاً لأن الأب أصبح كبيراً وطاعناً في السن ويعاني من مرض السكر أو ضغط الدم أو الفشل الكلوي وغيرها من الأمراض المزمنة التي أصبحت لا حصر لها و الأبناء تركوا التعليم ولم يستطيعوا أن يجاروا السوق لقلة خبرتهم وعدم الإلمام بكثير من الامور والخفايا السوقية التي يجب تعلمها حسبما فرضها عليهم النظام الرأسمالي من خداع وإحتيال وكذب وغيرها من الصفات التي يجب أن يتعلمها اولاً قبل الولوج إلى هذا العالم وإلا فلا يوجد مكان للشرفاء والكرماء والأعزاء في هذا الميدان الرحب في مجال الكذب .... علينا ان نعى ان المشكلة تكمن فى الشعب فى حد ذاته لابد لنا من لوم أنفسنا نحن لماذا وصلنا لهذه الدرجة من عدم الوعى ومن التخلف حتى أصبحنا من الدول الفقيرة والنائية بعدما كنا فى مقدمة الدول الأفريقية من حيث الإقتصاد القوى والاستقرار وغيره لكن فى عهد هؤلاء الكيزان أصبحنا من الدول المتاخرة ومن الدول التى تعانى من مشاكل فى الإقتصاد والسياسة وغيره من المشكلات يبقى لا بد لنا من التصالح مع ذواتنا والكيزان ديل هم جزء من الأزمة التى تمر بها الدولة السودانية لانهم أتوا من رحم هذا الشعب السودانى يعنى هم جزء اصيل وكبير من الازمة التى يمر بها السودان ونحن كمان مشاركين فى هذه الازمة من معارضة ومنظمات مجتمع مدنى بمختلف ادياننا وثقافاتنا فرضنا فى هذا الوطن الجميل .. النظام مصاب بحالة من التوهان في علاقاته الاقليمية والدولية افقدته كل داعميه ، تقاربه مع ايران افقده داعميه من دول الخليج والان فقد ايران بسبب دعمه لحملي السلاح في سوريا ، واصبح في حالة عزلة دولية ، واصبح منتهي الصلاحية عند داعميه . وفي ظل هذه الوضعية اذا كان هنالك معارضة حقيقه سيسقط هذا النظام بكل سهوله في ظل توافر كل العوامل المساعده لذلك من انهيار اقتصادي ادى لضائقة معيشية أتعبت كاهل المواطن و حالة الخلافات والانقسامات داخل مؤسسات النظام وانهيار المؤسسه العسكريه التى اصبحت جزء من أليات النظام لتقتيل الشعب وكل من يثور عليه ، ولكن السؤال هل المعارضه لديها القدره الكافيه لاستثمار هذا الوضع واسقاط هذا النظام...؟؟؟ على حسب متابعتى للراهن السياسى على مستوى الشارع السودانى اجد أن المعارضة غير مستعدة لذلك لأنها لا تفكر فى مصلحة هذا الوطن ولا مصلحة المواطن السودانى الذى انكوى من فساد تلك النظام ومن التدهور الذى يعانى منه هذا المجتمع بل تفكر فى مصلحتها تمامآ كل حزب بفكر انو يعمل له سمعة وجماهير ... فى ظل تردى الاوضاع المعيشية للمواطن البسيط وذلك من جراء غلاء الاسعار فى كل السلع الضرورية والمحروقات كلنا تابعنا فى الايام السابقة ازمة الرغيف والغاز وغيره من الازمات التى يعانى منها المواطن السودانى .. وذلك كله لعدم وجود حكومات واعية وقيادات واعية تقود هذا الشعب لذا الشعب الآن فقد الثقة فى هذه المعارضة لانها لم تقدم شئ ملموس على أرض الواقع .. إسماعيل احمد محمد [email protected]