أصبحت مؤمنا كل الإيمان ان نظام البشير به من الجبن ما يجعله يرتعد خوفا من معارضيه ويرتعب كلما سمع كلمة تغيير أو ثورة ، ويبدأ في توظيف كل إمكاناته الإعلامية التي تقودها كوادر تم تجهيزها بعناية لتقوم بهذا الدور وهم معروفون لدى الجميع حتى هم يعرفون هذه الحقيقة ، ولكنها قمة القذارة التي تحرك نفسيتهم المريضة ، وهؤلاء لا يتوانون حتى بوصف ابناء وبنات شعبنا تارة بالداعرات وتارة أخرى بالمدمنين الذين يتعاطون المخدرات آناء الليل وأطراف النهار، ويجدون إستحساناً ويستقبلون خطابات الشكر والمظاريف المتفخة من رئاسة جمهورية دون أي إعتبار لكرامة الشعب السوداني وتاريخه المضيئ ، وكما يقول المثل فإن الهجوم خير وسيلة للدفاع ، فهن أو هم يحاولن ويحاولون نفي تهم ملصوقة بهم عن طريق وصف الآخرين بها ، ولكنها حالة عدم الحياة ، وإذا لم تستحي فقل وأفعل ماتشاء .. مايثبت لنا كذب وإدعاء قادة الإنقاذ وعلى رأسهم البشير ، هو في لحظة حديثهم عن الوفاق والحوار ، يصدر القضاء الإنقاذي أحكام غيابية على قادة الجبهة الثورية الذين دعاهم البشير للحوار ، وهي أحكام سياسية ومكررة لدرجة السخرية ، وهذا يثبت لكل العالم بأن القضاء السوداني لا عدالة فيه وإنما يتحرك وفق مصالح النظام ، ولنا كل الحق في ان نقدح في مصداقيته ، وفي لحظة حديثهم عن الحريات الإعلامية والصحفية ، ينبري كتابهم بوصف الحالة الصحفية بالممتازة والحريات بالجيدة والتي لا مثيل لها في المنطقة ، وفي ذات اللحظة يقوم جهاز أمنهم بإعتقال الصحفيين ومصادرة الصحف وتعليق صدورها إلى أجل غير مسمى ، وماحدث لصحيفة ( الجريدة ) خير شاهد ، وماحدث لصحيفة رأي الشعب التي وضع لها جهاز أمن البشير شروط تعجيزية للصدور ، وما حدث بالأمس للزميل الصديق عثمان شبونه ، الذي فتحت ضده الصحفية المشهورة ( بفاطمة شاش ) التي وصفت بنات شعبنا بالداعرات وإتهمت شبابنا الثائر بتعاطي الحشيش والشاش المخدر ، وكل هذا بتعليمات واضحة من جهاز الأمن الذي يحرك الساحة الصحفية على هواه ، وحتى بلاغها ضد شبونه كان بتعليمات من هذا الجهاز ، والمضحك انها لم تاتي لجلسة المحكمة والمضحك حتى الثمالة هو ان القاضي ذات نفسه لم يأتي ، فكل الموضوع هو تمثيلة سيئة الإخراج ومضحكة ، لكن المؤسف هو ان الوطن هو الذي يدفع الثمن ، وكل هذا يتجلى في تدهور مؤسسات الدولة التي أصبح يحكمها حثالة القوم .. الإنقاذ عبر تاريخها تكذب وتتحرى الكذب ، بل تفسر الأشياء على هواها كذباً ، ولا تردد في ترديد الكذبة عبر أجهزتها الإعلامية بقيادة التلفزيون القومي وباقي الفضائيات السودانية التي يمرح ويرقص فيها أصحاب الولاء وهم لا يفقهون في مجال الإعلام مثقال ذرة ، وإذا قمت عليهم يلهثون وإذا تركتهم يلهثون ، فهي حالة مرضية لن يشفى منها إعلامنا إلا بذهاب النظام بأكمله ، وعندما يرفع المعارضون شعار إسقاط النظام ، ثم يقبلون بالتفاوض فهذا ليس تعجيزاً للنظام ، وإنما هو نفس أسلوبه ، ففي الوقت الذي تستعر فيه المعارك على الأرض ويكبدون المؤتمر الوطني الخسائر ، يضع المفاوضون على الطاولة خيار الحكومة الإنتقالية التي ستقود لتفكيك نظام الحزب الواحد ، ومن المستحيل أن يقبل المؤتمر الوطني بتفكيك نفسه أو حتى الجلوس للتفاوض في عدم وجود ضغط على أرض الواقع ، ومعارك تكبده الخسائر ، ولكن نعود ونعترف بأن النظام متفوق إعلامياً وهو يعلم هذا ، فكل القنوات الفضائية والإذاعات والصحف ملكه ورهن بنانه ، ويستطيع أن يعمل من الحبة قبة ومن السراب أملاً ومن الحثالة زعامات ، ومن ابو كرشولا نصراً ، ومن الهزائم المتكررة عليه إنتصارات ، ولكن رغم كل هذا يرتعد قادته خوفاً ويغلقون الصحف ويصادرونها ويمنعون الصحفيين من الكتابة ويحجبون الحقائق عن المواطن ويرتبكون في قراءة الخطابات ، فهذا النظام لا مصداقية له ويحاول فقط كسب المزيد من الوقت ، ولن ينصلح حالة بلادنا إلا بزواله دون أثر .. ولكم ودي [email protected]